| مقـالات
عقب نشر مقالتي في هذه الزاوية اتصل بي بعض الأصدقاء والمعارف متسائلين بحيرة لماذا تجاهلت كلية دور علامة الجزيرة أستاذنا الشيخ حمد الجاسر ودوره الرائد في متابعة وإيضاح ما نشر من مطبوعات تتعلق بتاريخ هذه البلاد السياسي في تلك العصور البعيدة أثناء محاولة الدول الاستعمارية الكبرى وعلى رأسها بريطانيا السيطرة على المنطقة العربية في أعقاب تفسخ الدولة العثمانية التي رمت بثقلها في مناصرة دول المحور في الحرب العالمية هروباً من وضعها المتردي في مواجهة حركات التحرر في الوطن العربي بما فيها الأماكن المقدسة بقيادة الشريف حسين، والحقيقة أنني كنت انتظر نشاط مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية التي يتولاها مجموعة من الزملاء النابهين حيث ان جهود معلمنا الشيخ الجاسر لا يمكن لأحد أن يخفي آثارها ومهما حاولنا أن نبذل من جهود فما هي إلا امتداد لذلك العطاء الزاخر الذي سجله التاريخ للرائد المعلم وتكملة لتلك المواقف المجيدة في فترة كنا خلالها نتلفت بحثاً عن المصادر القريبة من حولنا فلا نعثر سوى على النزر اليسير بينما يحاول أولئك الأفراد الذين جاءوا إلى المنطقة العربية بغايات استعمارية ضمن الحملات الفكرية بقصد التجسس وزرع الخلافات بين القبائل المتطاحنة قبل وحدة الجزيرة العربية تحت مظلة المؤسس الملك عبدالعزيز الذي كان له الفضل في التوحيد بتوفيق من الله وإيقاف نزيف الدم العربي. إن الشيخ حمد رمز لثقافة هذه البلاد بما يستوعبه من مخزون موسوعي هائل أهله لأن يتبوأ مكانته اللائقة في المحافل العلمية العربية في أكثر من موقع رغم التجاهل الذي كان الاعلام العربي الموجه يفعله نحو علماء الخليج العربي بصورة كاملة باعتباره منجماً للثروة النفطية ولا علاقة له بالحضارة والثقافة العربية وتاريخها المشرف. وإننا في هذه البلاد ندين بعطاء علامتنا الشيخ حمد بوضع أسس الثقافة الوطنية الموسوعية التي لا تنفصل عن تاريخ الوطن العربي بصورة عامة منذ أقدم العصور إنما الذي أنتظره من تلامذته وأبنائه وعلى رأسهم سعادة الدكتور محمد عبدالله آل الزلفة وسعادة الدكتور عبدالله العثيمين مواصلة ذلك التدوين وملاحقة الإصدارات التراثية التي تتعلق بتاريخ هذه البلاد رغم تراكم الغبار عليها حتى تتبوأ هذه البلاد مكانتها اللائقة في التاريخ العربي المجيد منذ أقدم العصور.
للمراسلة ص . ب 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|