| مقـالات
ناقشت في )شدو( الخميس الفارط بعضا من حيثيات وتبعات الظاهرة )الشبابية( التي يشهدها مجتمعنا في الوقت الحاضر حيث يستأثر الشباب - كفئة عمرية - بحصة الأسد عدديا، ليس في وقتنا الحاضر فحسب، بل في المنظور البعيد، وذلك في حال استمر معدل المواليد لدينا على ما هو عليه الآن من ارتفاع، فلهذه الظاهرة سلبيات عديدة أشار الى بعض منها أحد الباحثين )التميمي، الديموغرافيا العربية وأزمة التطور، مجلة العربي، العدد 474، 1998، ص 32(، حيث ذكر، في معرض تحليله للأوضاع الديموغرافية السائدة في العالم العربي، من أنه «.. قد نتج عن هذا النمو السريع للسكان أن أصبحت المدارس ومؤسسات التعليم والجامعات عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة، وإذا تم استيعابهم بأسلوب الحشو تردت مستويات التعليم ونوعيته. ونتائج هذا التعليم تنعكس سلبيا على سوق العمل، حيث تتدفق مخرجات التعليم غير المؤهلة لهذا السوق دون قدرة على مجاراة احتياجات المؤسسات العامة والخاصة.. وقد اتبعت الحكومات العربية سياسة التوظيف دون تحديد لأهمية الوظائف أو توصيفها، وغدت الحكومة جهازا لامتصاص الصدمة الناتجة عن عدم توفر وظائف حقيقية تكفي لهذه الأعداد المتزايدة من مخرجات التعليم».. وهذه هي الأوضاع التي قادت الى ما يشهده مجتمعنا من بطالة في أوساط الشباب كنتيجة حتمية لأي أوضاع يعتمل في جوهرها انفصال حاد بين المأمول/ المثالي والواقع المعاش، فثمة انعدام وعي جمعي بحقيقة تبعات ما هنالك من زيادة مواليد مخيفة يشهد لها وعليها حقيقة أن معدل المواليد لدينا من أرفع المعدلات العالمية رغم سلبية الحقائق الآنية، بل رغم ما ينوء به كاهل التاريخ من عظات وتجارب شعوب وشعوب وما تمخض على إثر هذه التجارب من تبعات مدمرة من أقلها شيوع الفقر، واختناق الخدمات، والتكدس.. )الذي ألجأ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى مجابهة افرازاته عن طريق نقل معسكرات جنود المسلمين من المدينة الى العراق(.. وارتفاع معدلات الانحراف، والجرائم، والمشكلات الأخلاقية، وتفكك أواصر الرحم والعلاقات القرابية، وتجسد الفروق الطبقية، وتأصل مشاعر الحرمان النسبي والمطلق، وبالتالي انحراف أهداف التنمية عن طريقها المرسوم المخطط لها، حيث تشير العديد من الدراسات الباحثة في التنمية والديموغرافيا الى حتمية هذا المآل في حال أصرت مثل هذه المؤشرات الديموغرافية على التجسد والتأصل، فثمة دول ودول دفعت أثمانا باهظة لظواهرها الديموغرافية حين أجبرتها هذه الظواهر على التوقف على قارعة مسيرتها )التنموية!(، بل اضطرتها الى أن تلجأ الى تعطيل مشاريع تنموية واعدة وذلك لصالح مشاريع عمرانية هدفها التخفيف من اكتظاظ سجونها واصلاحاتها، مما يعني توقف برامجها التنموية الرانية الى المستقبل بهدف )ترميم( صدع الحاضر وسد خلله وثغراته...
للتواصل: ص.ب : 454 - رمز 11351 الرياض
|
|
|
|
|