أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 27th May,2001 العدد:10468الطبعةالاولـي الأحد 4 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

شمس العصافير
المساكين!!!
ناهد باشطح
قبس:-
))البشر حكماء ليس بالنسبة إلى اختبارهم ولكن بالنسبة إلى قدرتهم على الاختبار(( - حكمة إنجليزية -
*********
تعجبت الصديقة د. هناء المطلق قائلة لماذا تزيد الحالات المتعبة وتكثر زيارتهم لعيادتها وقت الاختبارات في منتصف العام الدراسي او نهايته!!
قلت لها: ربما لان الناس مستنفرون قلقون يترقبون نتيجة ما!!
قالت: وكيف نفسر ازمات اولئك الذين ليس لديهم ابناء في المدارس؟
فقلت لها: لان لديهم فراغا فالكل مشغول عنهم بالاختبارات ولذلك يجدون وقتا للقلق ويجد هو مدخلا لهم.
فترة الاختبارات وما بعدها وقت عصيب للطلاب واهليهم واذ كنت اتحدث عن هذا القلق الذي يتلبس الطلاب فاني احمّل الاباء مسؤولية وجوده وانتشاره.
دوما ما اردد ان مشكلة اطفالنا هي نتاجنا نحن بشكل او بآخر.. الطفل الخائف او القلق او الخجول كلها مشاكل سلوكية تصيب الاطفال ان لم نتسبب في وجودها فعلى الاقل سمحنا بتمكنها من شخصياتهم.
والمؤلم انك تجد الام بقلقها تبحث عن حل لمشكلة ابنها ولا تفكر مطلقا في اسهامها او دورها السلبي في المشكلة.
لشد ما يؤلمني هذا الحصار الذي يفرضه الاباءعلى ابنائهم بحجة الخوف على مستقبلهم من الضياع وكان المستقبل ينحصر في شهادة جامعية او درجة عالية من التعليم.
لماذا القلق المرضي الذي يصاحب الآباء منذ ان يبدأ الطفل في المرحلة الابتدائية بدعوى التأسيس لمستقبله؟
هو يتعلم من خلال اللعب والمتعة واكتشاف الجديد ويكفيه انه يدرس مناهج عقيمة لنزيد عليه بضغوط عدة بأن يكون في مقدمة المتفوقين.
هو سيتعلم لا محالة القراءة والكتابة اما المعلومات التي يحفظها فسيذهب معظمها هباء منثوراً...
التعليم ليس مجرد معلومات تحفظ والاختبارات ليست قياسا لقدرات للشخصية او تحديداً لتباشير المستقبل فلماذا نكرس مفاهيم خاطئة في وجدان اطفالنا؟
مشكلة البعض انه يسقط مشاعره تجاه الامتحانات على ابنائه خوفه، قلقه، فشله والضحية اطفال لا ذنب لهم الا انهم مسؤولون عن تحقيق احلام ابائهم مهما كانت صعبة لدرجة ان الآباء أنفسهم لم يستطيعوا تحقيقها.
مؤلم ان يكون اطفالنا مسؤولين عن فشلنا في تحقيق احلامنا او طموحاتنا او حتى مسؤولين عن نجاحاتنا بوضعهم في نفس القالب.
لقد تغير الزمن وتغير الاطفال صاروا.. اكبر صاروا انضج وبقينا نحن نضرب الطفل اذا ما تعثر ورسب ونصفق طويلاً للذي احتل المركز الأول دون أن نسأله لماذا هذا المركز بالتحديد لاجله ام لاجل القالب المطالب بتنفيذه!!.
اننا نثني كثيراً على مَنْ يحتل المركز الاول ولا نعلم اي عذاب ينتظره ان اخفق يوما قلت لبناتي الصغيرات يوما ما «المركز الاول ليس وحيداً بجانبه عدة مراكز متقدمة تسنده وإلا سقط «ليس مهما ان يكون هو الهدف» حينها احسست اني انتقمت من ذلك المركز الذي حبسني في طفولتي المدرسية.
ألم اقل لكم مساكين اطفالنا!!
nahed@nahed.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved