| مقـالات
تطربني هذه الكلمة التي تنتشر في الخطاب السياسي العربي والتي تصف فيها الولايات المتحدة بالراعي الرسمي لمباحثات السلام القائمة بين اسرائيل من ناحية والعرب من ناحية أخرى !!!!!
والكلمة مترجمة بالتأكيد عن مصادر الإعلام الأجنبية بحيث تظهر فيها الولايات المتحدة كطرف خارجي بعيد ومحايد، لكن في الوقت نفسه من شأنه ان يدفع بعملية السلام الى الأمام او على الأقل باتجاه حل عادل يرضي الأطراف جميعها، ويبدو ان هذا التعبير قد انتشر وتأصل الى الدرجة التي بدأنا نصدق نحن كعرب بأن الولايات المتحدة هي الراعي، أو بالتحديد الراعي الطروب اللاهي وراء مزماره تاركا غنيمته لفكي الذئب، وكلما علا صراخ الضحية ارتفع صياح المزمار كي يستر على الذئب جريمته.
وما زلنا نتحدث عن هذا الراعي كطرف محايد وخارجي ونركض اليه للتظلم او الشكوى، بينما جميع وقائع التاريخ تقول لنا ان اسرائيل هي القفاز الامريكي الذي يحافظ على الاستراتيجيات والمصالح الامريكية في المنطقة، وهي يدها الطويلة الشرسة التي تضرب بها كل من يسيء الأدب او يفكر ان يسيئه، والأسطورة الدينية التي ترفعها اسرائيل للعالم هي أحسن واجهة لشعوب ساذجة مولعة بالأساطير ومن خلف هذه الأسطورة يمر كل شيء من يهود القوقاز الى الرؤوس النووية.
ويتساءل الكاتب الامريكي من أصول يهودية «نعوم تشومسكي» الذي يناهض بشدة المواقف الامبريالية للولايات المتحدة في عموم العالم «إن المخطط الامريكي الاسرائيلي للفلسطينيين سوف يكون مثل سجناء الحرب،الذين يسمح لهم بطبخ طعامهم، وغسل ملابسهم، وترديد أناشيدهم وأغانيهم، وممارسة ألعابهم الرياضية ما داموا داخل السجن»....!!!!
والغريب ان الكثير من الأصوات الإعلامية العربية كانت وقت الانتخابات الامريكية تؤيد الحزب الجمهوري، وترى أنه الأفضل للمنطقة لأن معظم رؤوسه من الأثرياء وملاك الشركات ولا سيما شركات النفط التي يهمها للغاية المحافظة على الاستقرار السياسي في هذه المنطقة الحساسة من العالم ذلك الاستقرار الذي يخدم مصالح الشركات الكبرى في المنطقة، ومنذ تسلم هذا الحزب الحكم مرت المنطقة حتى الآن بأسوأ مراحلها وأقساها على الإطلاق، بل ان مصالحها في المنطقة لم تدرج في حساباتها على الإطلاق ولم تبال تلك الحكومة بنبض شارع عربي ينبض بالقهر واللوعة وقلة الحيلة وفضلت على هذا أساليب القهر والإرغام والقوة.
على كل حال السياسات الامريكية تجاه المنطقة ثابتة ولا تتبدل بتبدل أحزابها. وإسرائيل هي دولة عسكرية فاشية وعصا امريكا التي توظفها كفرقة تدخل سريع في المنطقة، وفي الشهر الماضي عندما اقتحم الجيش الاسرائيلي مدينة غزة تراجع بسرعة، بعد سويعات قليلة اثر تصريح شديد اللهجة من وزير الخارجية الامريكي «كولن باول» ..!! لذا يبدو إنه من العبث ان نبقى نردد بسذاجة مطبقة كلمة الراعي الرسمي بشكل ببغائى وسطحي....!!
ولقد كان في الموقف العروبي والإسلامي الرائع الذي اتخذه سمو ولي العهد حينما اعتذر عن زيارة امريكا رسالة واضحة وصريحة تحمل هم ونبض وأحزان شارع مقهور وقليل الحيلة بحيث عبر عنه سموه وحمل في رسالته موقفا واضحا وصريحا تجاه .. الراعي الرسمي.
E_mail:omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|