رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 27th May,2001 العدد:10468الطبعةالاولـي الأحد 4 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

تعليم 21
المناهج يجب ألاّ تكون قابلة للتحقق بالإمكانات المتاحة
د. عبدالعزيز بن سعود العمر
لا أكاد أتذكر موضوعا شغل الناس - سواء كانوا مواطنين عاديين أو إعلاميين أو مسؤولين في التعليم - مثل ما فعل موضوع المناهج وتطويرها. والسؤال هو: لماذا أشغلت المناهج التعليمية كل هؤلاء؟ وتأتي الإجابة على هذا السؤال كالتالي: من الطبيعي أن يحمل الناس هموم المناهج طالما أنها )أي المناهج( تمثل بالنسبة لهم أفضل مخرج من كل أزمة أو ضائقة تمر بهم. فإصلاح أي خلل يظهر في أي مجتمع )البطالة، الجريمة، سوء السلوك، ضعف الانتماء، تواضع الأداء، تراجع القيم.. الخ( لا يمكن معالجته إلا بالتعليم والتعليم فقط )وليس أي تعليم بالمناسبة(. وعلى أي حال يجب الا يثير استغرابنا اهتمام الناس بالمناهج طالما أنه لا يكاد يوجد في مجتمعنا بيت ليس له صلة - بطريقة أو بأخرى - بمناهج التعليم. وعليه، فيجب الا نتوقع أن معركة مجتمعنا مع المناهج ومع مسئولي المناهج سوف تحسم في المستقبل المنظور. ولعل مما زاد في تعقيد أمر المناهج اختلاف الناس )بمن فيهم صانعو القرار انفسهم أو المؤثرون فيه( في ترتيب الأولويات التي يرون أن تأخذ بها مؤسسات التعليم. بل إن مخططي المناهج أنفسهم غالبا ما تتملكهم الحيرة، خصوصا عندما تتساوى لديهم مبررات إدخال موضوع ما في المناهج مع مبررات استبعاده. والحق انك لا تملك إلا أن تشفق على مخططي المناهج خصوصا بعد أن عصفت مؤخرا بهذا العالم متغيرات جارفة، وهو الأمر الذي زاد في تعقيد قضية المناهج، بل ودعا إلى التفكير الجاد في إعادة رسم دور المدرسة نفسها.
المناهج التعليمية تعدنا دائما بأفضل الحلول لكل ما يعترضنا من مشكلات، وهذا ما يؤكده لنا دائما صانعو سياستنا التعليمية. لكننا في الوقت نفسه يجب أن ندرك أن هناك دائما فجوة مقلقة بين الطموحات العالية المتقدمة التي تستهدفها المناهج والمشكلات بالغة التعقيد التي تضرب في مجتمعنا. وللتعامل مع هذا الموقف تجد صانعي المناهج يستبعدون كل الحلول التوفيقية فيضعون لمناهجنا أهدافا تتجاوز الإمكانات المتاحة لهم )وهو أمر مقبول(. عندما نفصل مناهجنا على ما هو متاح لنا فعلا من إمكانات فلا أظن أننا سنحسم قضية تنمية هذا الوطن وإنسان هذا الوطن، صانعو المناهج يتعاملون مع ما يفترض أن نصل إليه مستقبلا بإمكانات لم تتوفر بعد )وإن بدا أنه مثالي( ليبنوا المثال أو النموذج الذي يقود ويلهب عملية تطوير المناهج المستمرة، إنني لا أتصور أن تأتي لحظة من الزمن نزعم فيها أننا حققنا ما كل ما تستهدفه مناهجنا.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved