| الريـاضيـة
خلال مشوار حياتي منذ كان عمري سبع سنوات وحتى الآن وأنا أمارس الرماية بصفة مستمرة، ولا أبالغ إذا قلت: إن أكثر ما يطربني سماعه هو صوت البنادق وصدى الرصاص إذا تلاحن في الجبال والأودية التي قضيت فيها أجمل أيام الصبا.. ومن حسن حظي انني قضيت أطول فترة من حياتي في الخدمة العسكرية حيث تعلمت في ميادينها قواعد الرماية وكيفية استخدام الاسلحة النارية بمختلف انواعها القديمة والحديثة.أقول هذا كمدخل للحديث عن الرمي والرماية بعد ان قرأت ذلك التصريح الذي نشرته «الجزيرة» يوم الجمعة 24/2/1422ه والذي أكد فيه سعادة مدير الادارة العامة للاسلحة والذخيرة بوزارة الداخلية اللواء سلطان الحسين صدور موافقة المقام السامي على إنشاء أندية في المملكة لتعليم الناس الرماية وكيفية استخدام الأسلحة.
والحقيقة ان هذه خطوة موفقة وبادرة طيبة كون «الرماية» تعد من أنواع الرياضة العربية الاصيلة مثلها مثل الفروسية والسباحة.. وهي أيضا سنة حميدة لم ينكرها الاسلام بل حث على تعلم الرماية وممارستها في كل زمان ومكان، والدليل على هذا ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يشجع على تعلم الرمي والتدريب عليه، وكان يقول: «علمهم الرمي باغراء وترغيب» وقال عليه الصلاة والسلام: «من تعلم الرمي ثم نسيه فهي نعمة كفرها.. ومن تعلم الرمي ثم تركه فليس منا» وعن سلمة بن الأكوع قال: مر الرسول صلى الله عليه وسلم بقوم من أسلم يتبارون في رمي السهام فقال: «ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا». وعن عقبة قال: سمعت رسول الله يقول: «ألا ان القوة الرمي» وقد روى البيهقي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال: «علموا أولادكم السباحة والرماية».ومما يجدر ذكره في موضوع الرماية أو الرمي ان الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان أول من رمى بسهم في سبيل الله، وكان ذلك يوم الثلاثاء 12 شوال من السنة الأولى للهجرة الموافق 19 ابريل 622م. وفي غزوة أحد ثبت سعد مدافعا عن الرسول وفرّق صفوف الاعداء بسهامه التي لا تخطئ، فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «ارمِ سعد فداك أبي وأمي».
إذاً يستفاد مما تقدم ذكره من الاحاديث الشريفة ان الرماية كانت من أحب ضروب الرياضة عند العرب، ولما ظهر الاسلام أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الرماية بقوله: «ألا ان القوة الرمي».وعليه نقول: لقد أحسن المقام السامي صنعا بإحياء هذه السنة الحميدة وذلك بإصدار الموافقة على انشاء اندية خاصة لتعليم الناس الرماية وكيفية استخدام الاسلحة، وهذه نقطة مهمة جدا حيث ان البعض حصلوا على تراخيص باقتناء الاسلحة ولكنهم لا يجيدون استخدامها أو حتى صيانتها والمحافظة عليها، وقد سمعنا بوقوع الكثير من الحوادث نتيجة سوء التصرف، ولا شك ان الجميع سيتعلمون ويستفيدون من انتسابهم لأندية الرماية التي ستنشأ قريبا إن شاء الله.بقيت كلمة أخيرة وهي ان الاندية التي سيتم انشاؤها لتعليم الرماية يجب ان تشمل ايضا التعليم على الرماية بالسهام وهي رياضة معتمدة في الدورات الأولمبية ولا شك ان اكتشاف بعض المواهب الشابة في هذه الرياضة سيكون رافداً لدعم المنتخبات والفرق السعودية.. والله من وراء القصد.
من ذاكرة التاريخ
وهذا عنوان البرنامج اليومي الوثائقي الذي تقدمه القناة الأولى في التلفزيون السعودي، وهو من بحث وإعداد الأستاذ صالح السحيمي.هذا البرنامج يعتبر فعلا رافدا من روافد الثقافة الاعلامية وهو من أفضل البرامج التلفزيونية حسب وجهة نظري الخاصة حيث فيه الكثير من الفوائد لتنمية الثقافة العامة لدى المشاهدين.
وفي هذا السياق وعلى هذا المنوال نقول إن ذاكرة التاريخ الرياضي نشطت أخيراً بين النصراويين والهلاليين وذلك فيما يتعلق بعدد البطولات حيث اعلن النصراويون ان ناديهم العالمي حقق 33 بطولة في مختلف المسابقات الرسمية والدورات التنشيطية والرمضانية.وفي المقابل تحرك الهلاليون وردوا بسرعة على النصراويين بنشر قائمة تضم 85 بطولة حققها الزعيم على جميع المستويات المحلية والخارجية والطريف في الأمر ان الاتحاد السعودي لكرة القدم صادق على بطولات النصر وتحفظ على بطولات الهلال، والشاهد بين الطرفين راشد الجمعان الذي قال انه يصدق فقط على البطولات ولا يعترف بها رسميا!!
وقفة
الكتابات الهامشية، والمقالات الانشائية لا يؤخذ بها كوثائق في سجلات التاريخ الرياضي الذي لا يعترف إلا بالأرقام الصحيحة.
|
|
|
|
|