| مقـالات
«ما ذنب الذين يصعدون ان يغتابهم الذين يزحفون!».. تلك عبارة جميلة قرأتها منذ سنوات للكاتبة القديرة جهير المساعد ومازالت في ذاكرتي.
تلك العبارة تعرض بشكل عميق حال الكثير من الفارغين والفاشلين الذين لا يجدون تسلية أكثر امتاعاً من الحديث حول الآخرين الناجحين غالباً واغتيابهم والانتقاص من قدرهم حقاً وباطلاً.. إذ يصيبهم مشاعر حارقة تجاه هؤلاء الصاعدين فيسعون جاهدين إلى وضعهم تحت مجهر النقد المتسرع الجائر الذي لا يقوم على منطق أو أساس ولا يهدف إلى خير.. وإنما إلى الانتقام المعنوي من أولئك الآخرين الأنقياء الذين يجعلونهم في مواجهة مباشرة مع ذواتهم الفاشلة وحياتهم المنطفئة وأرواحهم المعتمة!.
يحدث ذلك من خلال اطلاق الشائعات حولهم وتضخيمها ودعمها بحيث تظهر في النهاية وكأنما هي حقيقة ماثلة للعيان بينما ليست سوى كلمات أو حكايات اخترعتها أذهان فارغة أصحابها ذوو نفوس مشوهة معتمة.. تاهت بهم الدروب فلم يجدوا مخرجا سوى النيل من الآخرين.
فإذا وجدوا طالباً للعلم نال أعلى الشهادات من خارج البلاد قالوا لقد اشترى الشهادة ولم يعرف التعليم أبداً! وإن رأوا امرأة ناجحة حاولوا نشر الشبهات الرمادية حول هذا النجاح لتجريدها من كل أشيائها الجميلة في أعين الآخرين وجعلها في النهاية مجرد امرأة وصولية بأساليب غير سليمة أو سوية!.
وإن رأوا امرأة مطلقة استطاعت الحصول على أعلى درجات التفوق والتميز، اتهموها بشتى التهم! وهلم جرا..!
الخلاصة: إن الشائعات وترديد الكلمات الفارغة ومحاولة ملء الوقت بها تعني ان هناك خللا اجتماعياً حادا لابد من التصدي له ومصادرته وتطويقه في مهده قبل ان تمتد آثاره الخطرة هنا وهناك.
هذا الخلل الاجتماعي يعني معاناة من الفراغ والبطالة واساءة للآخرين دونما وجه حق!.
الأمر الآخر اننا لا ينبغي ان نحكم على الآخرين من مجرد تلك الشائعات التي تنطلق هنا وهناك.. إذ لو حكمنا بها فكم سيذهب الكثيرون ضحية لأحقاد دفينة وحكايات وهمية فارغة!!.
***
«يقولون.. يقولون.. دعهم يقولون!!» ديغول
Email:fowzj@hotmail.com
ص.ب 61905 الرياض/ الرمز البريدي 11575
|
|
|
|
|