|
| مقـالات
كتبت من قبل عن رحلات الشيخ محمد العبودي مساعد الامين العام لرابطة العالم الاسلامي.. وشرحت قدرته الفائقة على دراسة المجتمعات على اختلاف اجناسها.. وانواع لغاتها وعاداتها.. وكان يهدف من رحلاته إلى التعرف على احوال المسلمين في اصقاع الدنيا ولذلك فان رحلاته غالبا ما تكون للجهات والمناطق التي ليست لها سمعة اعلامية منتشرة وقد يذهب لقرى صغيرة بدائية.. وقد يتكلف في رحلاته مشقة السفر وتحويل التذاكر.. وقد يكلفه هذا.. طولا في السفر وشقاء في الرحلة.
ومن اللطيف وانت تقرأ رحلات هذا الرجل الشجاع.. ان تتعجب من قدرته الفائقة في الاختلاط بالناس. والغوص في حياتهم مهما كانت دقيقة.
وهو في رحلاته يعكس لك الدافع مهما كان لهؤلاء البشر.. ومعظم المناطق التي زارها بدائية التكوين عديمة التطوير. ولكن يبحث عن المسلمين هناك ويتتبع احوالهم ليكتب التقارير للجهات المختصة في رابطة العالم الاسلامي لدعم المسلمين في بناء المساجد والتعليم وايجاد قاعدة واسعة للاسلام في بلدان الدنيا. وهو يحدثك باسهاب وبرقة عن اصول البشر الذين التقاهم.. وكيف وصلوا لبلدان ليست بلدانهم الاصلية.. وكيف عاشوا على سواحل البحار التي ليس لها من التطوير ما يذكر كما للشطئان والسواحل المتطورة.. وقد تحمله المقارنة في عرض الصور للتركيبات الاجتماعية على ان يبين لك الصفات الخلقية.. والخلقية للمجتمعات الصغيرة التي زارها.. ولدى الرجل صبر ليس بالسهل. خصوصاً في المفاجآت السكنية كما حصل في فندق بروسيا. وفي بعض القرى الصغيرة التي ليس بها سوى مطعم واحد يتطلب سيراً على الاقدام.. ثم الطعام الرديء.. وتفاوت الوقت في تناول الطعام .. ولاشك ان الشيخ العبودي..
قد قدم من الدراسات المستفيضة عن احوال المسلمين في المناطق العربية التي زارها ما يفيد اولئك المسلمين وما يساعد على تحسين احوال المسلمين وتنوير عقولهم وتحسين اسلامهم ومعتقدهم لدى المسؤولين في الرابطة.. وهذا دور يدخل في باب ادوار الجهاد.
بودي لو استعرضت جميع كتب هذا الرحالة العجيب وثقافته المتميزة خصوصاً حول انشاء الممالك الصغيرة والحروب بين القادة في تلك الممالك لكن اهيب بالقارئ ان يعرف شيئا عن اجزاء من العالم لا يذهب اليها الا الذين يريدون وجه الله.. والدار الاخرة.
ص.ب 58837 الرياض 11515
|
|
|
|
|
