| العالم اليوم
لم يكتف الإسرائيليون بقتل الأطفال الفلسطينيين الرضع بتوجيه الرصاص إلى صدورهم كالذي شاهدناه للطفلة إيمان حجو، ولا بقتل الأطفال وهم يحتمون خلف آبائهم كالذي تابعناه للطفل الشهيد الرمز محمد الدرة، بل أيضاً في استعمال أكثر الأسلحة الأمريكية تقنية وتدميراً كطائرات إف 16، وصواريخ أورو.
ولأن العرب والمسلمين يلتمسون دائماً الأعذار عن تقاعسهم عن دعم أشقائهم الفلسطينيين فهم يبحثون عن جهة يحمّلونها هذا التقاعس ويرمون عليها المسؤولية فوجدوا في انحياز أمريكا لإسرائيل ومدها بالأسلحة المبتغى الذي يجعلهم يفرغون ما في صدورهم من غضب على إسرائيل نحو أمريكا، فأحرقت أعلامها جنباً إلى جنب الأعلام الإسرائيلية، وتبارى الكتاب في توضيح أسباب خنوع أمريكا للصهاينة فوجدوا سيطرة الإعلام الصهيوني والمال اليهودي واللوبي الإسرائيلي الأسباب التي تجعل الأمريكيين يتناسون مصالحهم العديدة في الوطن العربي والعالم الإسلامي وينحازون لإسرائيل ولحفنة من اليهود لا يتعدون العشرة ملايين هم كل ما في الوجود، مقابل قرابة المليار ونصف مليار مسلم.
هل حصر الغضب بالأمريكيين وحرق أعلامهم، وتبرير الكتاب الذين امتهنوا التحليل الاستراتيجي وأرجعوا أسباب الارتماء الأمريكي في الأحضان اليهودية..
نقول هل حرق الأعلام والكتابات التحليلية التي تذكر نصف الحقيقة، يعيد الحق العربي في فلسطين..؟!!
وهل يوقف الانحياز الأمريكي..؟!!
أليس من المجدي أن تذكر الحقيقة كاملة، وأن نعترف أن بعض العرب والمسلمين منحازون أيضاً لإسرائيل، وإذا حصرنا حديثنا عن الأنظمة العربية والإسلامية، و دون الخوض في المخفي، فالمعلن يصفعنا بحقائق مخزية تظهر أن بعض العرب والمسلمين لا يهزهم مقتل الرضيعة إيمان ولا الطفل محمد الدرة ولا عربدة طائرات إف 16، ولا تدمير منازل الفلسطينيين وتجريف مزارعهم، وإلا كيف نفسر مشاركة المسؤولين في موريتانيا في احتفال سفارة الكيان الإسرائيلي في يوم اغتصاب فلسطين في الوقت الذي كان الفلسطينيون يتساقطون فوق الثرى الفلسطيني.. وكيف نفسر تواجد وزير خارجية الجمهورية الموريتانية الإسلامية في مكاتب الإرهابين الإسرائيليين أرييل شارون وشمعون بيريز وموشي كاتساف في مدينة القدس التي يتحاشى حتى الأمريكيون عقد اجتماعات مع نظرائهم الإسرائيليين في مكاتب الوزارات ويصرون على أن تكون في تل أبيب.
هل توقيت زيارة وزير خارجية موريتانيا يأتي متزامناً مع قرار لجنة المتابعة الوزارية لجامعة الدول العربية الذي نص على مقاطعة الاتصالات السياسية مع إسرائيل، تحدياً، موريتانياً للإجماع العربي أم استجابة لضغوط إسرائيلية كالتي تتعرض لها أمريكا، وإذا كانت واشنطن تتأثر بالإعلام الأمريكي الخاضع للصهاينة والمال اليهودي واللوبي الإسرائيلي، فبماذا تتأثر نواكشوط...؟!
أسئلة لا تجد جواباً لدى العرب والمسلمين جميعاً الذين يصدمون يومياً بمواقف العرب والمسلمين فمن عرب يقيمون مكاتب تجارية وسياسية لا يعلنون عنها، إلى عرب ومسلمين يجاهرون بعلاقاتهم مع آل صهيون .. إلى مسلمين يعقدون تحالفات عسكرية وينفذون مناورات عسكرية مع إسرائيل كورثة آل عثمان..!!
كل هذا ونصبُّ جام غضبنا على الأمريكيين ونترك العرب والمسلمين المتخاذلين.
لمراسلة الكاتب
Jaser@AlJazirah.com
|
|
|
|
|