| مدارات شعبية
في الأزل كان الكثير من الشعراء يمتهنون الشعر ويقتاتون من عائده ومع مرور الحقب ومع التطور التكنولوجي في شتى المجالات تطور ايضا الشعراء في تجارتهم فأساؤوا التصرف عندما اضحت المتاجرة الحديثة بالشعر بيعه وليس المدح فيه غير آبهين بالمردود الرمزي غير المقارن بأي حال من الاحوال مع الاحاسيس والمشاعر والطقوس التي اثار بها قرائحهم المتمخضة بولادة قصائد تسمو بالمعنى وتحاكي الوجدان وتعالج الامور الحياتية وتهيض المشاعر.
ولو علمت القصيدة المباعة مصيرها قبل نضوحها لهجرت صاحبها وفرت لئلا تباع وتشترى كالرقيق.
اكاد أجزم بوجود اماء الشعر )القصائد( في وقتنا الحاضر لانه لا وجود للدخان من غير نار وقد اكده جماعة شاهر ابو ظاهر في قصائد عدة حينما اعلنوا وجود فائض شعري يرغبون التنازل عنه والافراغ لمن اراده بمبلغ مالي زهيد.
لم يسيء هؤلاء لانفسهم فقط بل أساؤوا للشعر بذاته!! عندما جعلوا أولئك المستشعرين الذين لا يعرفون عن الشعر الا حروفه الثلاث ورسمة الشطرين التي تكتب بهما القصيدة ينتمون اليه اذ انه في بعض الاحايين يكسر ابياته الموزونة ويتمتم بحروفه ويشدد الحروف الساكنة وينطق الحروف الاخفائية ويخفي الحروف الظاهرة.
لم يعد اهتمام بعض الشعراء بموروثهم وبما منّ الله عليهم به كالسابق منذ ان سولت لهم انفسهم بيع قصائدهم التي لا تقدر بثمن وساروا خلف أهوائهم من اجل المال الفاني مقابل القصيدة الباقية فكم من قصيدة نحفظها وكم من بيت نردده فنى اصحابهم ولم تفن هي.
بودي ان اطلع عن كثب وعن قرب حال بائعي الحرف حينما يرون قصائدهم التي انهكوا قواهم في صياغتها وحبكها قد نالت الشهرة ورددتها الألسن باسم غيره وايضا ردة فعلهم حينما تناقلت الوكالات الشعبية )مجلات وصفحات( امكانية جهاز الحاسوب )الكمبيوتر( نظم قصيدة اذا ما برمجت فيه التفعيلة وابداء الموضوع وتحديد القافية التي يريدها المستشعر.
العزاء الحقيقي للساحة والمهتمين بالشعرلأن الساحة ستكتظ بالشعراء الحاسوبيين )الكمبيوتريين( لأنه بذلك ستكون في متناول الجميع دون استثناء.فهل السؤال..إذا لم يستطع من مجاراة التفعيلة سيرفد لنا البحور )الطروق( الشعرية بطرق جديد؟!
وهل سنتفق على تسميته الطرق الحاسوبي او البحر )الكمبيوتري(؟! وصح لسان الحاسوب.
Facesall@hotmail.com
|
|
|
|
|