| الريـاضيـة
** لم يكن الفريق الشبابي لكرة القدم بحاجة لتحقيق بطولة بمثل حاجته لبطولة ابطال الكؤوس الآسيوية لعدة اعتبارات منها الفوز بتلك الكأس التي استعصت عليه في مشاركة سابقة وهو الفريق الذي حقق ألقاب معظم البطولات الخارجية التي شارك فيها..
فالشباب حقق البطولة العربية لأبطال الدوري وبطولة النخبة وبطولة مجلس التعاون وها هو يضيف الى عقد البطولات بطولة قارية.
والاعتبار الثاني هو تعويض اخفاق الفريق محليا في السنتين الاخيرتين وتحديدا في الموسم الحالي الذي شهد تراجعا كبيرا في اداء الفريق ، لتأتي تلك البطولة لإعادة التوازن للفريق وإعادته إلى منصات التتويج التي ارتبطت بعلاقات وثيقة مع هذا الفريق خلال العقد الماضي..
** في الموسمين الاخيرين فاجأت الادارة الشبابية الوسط الرياضي بتنازلها «وبسهولة» عن عدد من نجوم الفريق لصالح اندية اخرى ومع تراجع أداء الفريق راهن الكثيرون على سقوط الفريق وابتعاده عن ساحات المنافسة عدا القائمين على تسيير امور الفريق الشبابي فقد كان لهم وجهة نظر اخرى حيث كانوا يرون انهم يسيرون في الطريق الصحيح نحو الحفاظ على منجزات الفريق.
لم تهزهم نتائج الفريق المتواضعة خلال مرحلة الدوري التمهيدية فواصلوا نهجهم المعتمد على الزج بعدد من الوجوه الشابة والقادرة على استمرار الفريق منافسا على البطولات. خسر الفريق البطولات المحلية فلم يلجأ الشبابيون للبحث عن مبررات غير مقبولة لذلك.. ولكنهم واصلوا العمل بصمت من اجل اعادة الفريق بطلاً كما كان..
في التصفيات التمهيدية لبطولة أبطال الكؤوس الاسيوية لم يقدم الفريق المستوى المأمول ولكنه تأهل للنهائيات من البوابة الصعبة بوابة الوحدات المطعم بنجوم منتخب الاردن.
** بعد التأهل الصعب كان خوفنا اكبر على الفريق فالنهائيات تجمع صفوة فرق آسيا.. ومستوى الليث لم يكن مطمئنا ومستوى أجانبه باستثناء الجلاصي وضع اكثرمن علامة استفهام!
ولكن كان للشبابين رأي آخر وفضلوا ان يكون الرد في الملعب وكان ردا بليغاً.. حيث قدم الشيحان وزملاؤه مستويات جيدة اعادت للاذهاب شباب التسعينات الذي تسيد البطولات المحلية والخليجية والعربية.. وقدم للمنتخب الوطني عددا كبيرا من النجوم الذين ساهموا في تحقيق اعظم انجازات الكرة السعودية وهو التأهل للدور الثاني في بطولة العالم بأمريكا عام 1994م.
** في جدة كان الشباب اسما على مسمى بنجومه الشباب وبنجومه أصحاب الخبرة.. فلم ترهبه سمعة وخبرة فريق الاستقلال الايراني البطل الاسيوي السابق والمرصع بأكثر من تسعة من نجوم المنتخب الايراني وفي النهائى تفوق الشبابيون على الصينيين في كل شيء حتى في السرعة فاستحقوا اللقب الاسيوي عن جدارة.
** قد يكون عمر الشباب قد تجاوز نصف قرن ولكن البطولات الشبابية بدأت منذ اربعة عشر عاماً فقط عندما حقق الفريق بطولة كأس الاتحاد عام 1408ه.. ومنذ ذلك العام وعلى مدى اربعة عشر عاماً لم تغب شمس البطولات الشبابية.. حيث حقق الفريق خمس عشرة بطولة ما بين محلية وخارجية وهو انجاز كبير لا يستحقه سوى الكبار..
بل ان الشباب هو اول ناد يحقق اربع بطولات كبرى خلال عام واحد عندما حقق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس سمو ولي العهد والبطولة العربية وبطولة مجلس التعاون، واذا كان الفريق ابتعد عن البطولات لموسم او موسمين فانما هو يطبق المثل القائل..
كبوة وقد يكبو الهمام
خطوة للخلف وعشر للأمام..
* كاتب صحفي في جريدة «الرياض» |
|
|
|
|
|