| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد قرأت وكررت ماكتبه الاخ سعد العابد اسعده الله في ص 22 من العدد 10444 وتاريخ 9/2/1422ه تحت عنوان بالخط العريض «دعوا الانفعال جانبا فذلك هو الخسران المبين» ولقد ألفيته مقالا جميلا جمع فيه كاتبه بين الثقافة الرياضية المتخصصة وبين الاسلوب الادبي الجميل، ولم اجد فيه كلاما مكررا او حشواً عديم الفائدة، وزاده جمالا تلك الامثلة المذكورة التي تنم عن الكتابة من منطلق قوي، ومنها ذلك الترتيب المتسلسل في مثله المضروب في البقاء على القمة ابتداء من الاختلاف في الرأي الى السقوط الى التحت و كلمة التحت بأل التعريف لم تدخل مزاجي من الناحية العربية غير اني اسمعها من الأشقاء السودانيين وبقدر ما اخذني اسلوب الكاتب فقد احزنني بل احزنني جدا اختياره لهذا العنوان واسم الاشارة )ذلك( هل يعود على الخروج من المربع الذهبي ام الى اقرب مذكور وهو الانفعال؟ على كلا الحالين ليس في الامر ما يستحق ان يوصف بهذا الوصف )الخسران المبين( بل خسارة الدنيا كلها لاتستحق ذلك وماهذا الا من الشطط الذي ينهجه كثير من الرياضيين ويؤسفني جدا ان اقول )كثير( وياليتهم تعقلوا ووضعوا الامور في مواضعها الصحيحة، فان الخسران المبين جاءت في موضعين من كتاب الله وليس كلام العابد داخلا فيهما بل المعنى الذي قاله حبر الامة عبدالله بن عباس «ان الله جعل لكل انسان منزلا في الجنة وأهلا، فمن عمل بطاعة الله كان ذلك المنزل والاهل له،
و من عمل بمعصية الله دخل النار» وقيل «خسران النفس بدخول النار وخسران الاهل بان يفرق بينه وبين اهله» البغوي 4/74. وقال الشوكاني «الواضح الظاهر الذي لا خسران مثله» فتح القدير 30/340. واما قوله: تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم فذلك شطط آخر وذلك ان هذه الآية جاءت في دعوة اهل الكتاب الى التوحيد، فما الذي اقحمها في المفاوضات الرياضية فيا ليت كتاب الله ينزه عن استخدامه في مثل هذه المواضع.
صالح اليحيى أبو عمار - الرياض
|
|
|
|
|