| عزيزتـي الجزيرة
إن المتأمل لواقع المجتمعات في عالمنا المعاصر يجد أن سرعة التغير تعتبر أحد أهم المميزات فيها ويرافق ذلك شدة التنافس مع التخلي عن العادات والقيم التي دأبت المجتمعات على التمسك بها في مراحلها السابقة.
والمجتمع السعودي رغم تمسكه بقيمه وعاداته الأصيلة المنبثقة من الشريعة السمحاء إلا أنه يمر أيضا بتغيرات سريعة، ولعل من أبرز تلك التغيرات ما نراه اليوم في حياتنا اليومية عامة وفي النواحي الاجتماعية بوجه خاص حيث ان النمو السكاني المطرد لمدن المملكة والنهضة العمرانية وانتقال المجتمع من حياة البادية الى الحياة المدنية الحديثة، قد أثر في طبيعة الأسرة فجعلها أسرا صغيرة، ولها اهتمامات مختلفة بعد أن كانت أسرة ممتدة ومتماسكة تقيم في مكان واحد لها كبيرها الذي تقدره فإن غاب الأب فهناك من يقوم بدوره كالجد أو العم وإن غابت الأم لأي ظرف فهناك من يقوم بدورها في رعاية الأطفال كالجدة أو العمة، واليوم في وجود الأسر الصغيرة نرى الأب قد انشغل بعمله صباحا ومساء، والأم إما طبيبة أو مدرسة أو إدارية أو صاحبة أعمال خاصة وليس هناك من يقوم بدورهما في غيابهما. كما انتشرت في مجتمعنا ظاهرة استقدام الخادمات والسائقين والذين يفدون بعادات وتقاليد مختلفة عن عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية وقد يترك لهم الأبناء يتولون رعايتهم وتربيتهم دون متابعة جادة من الأسرة. كما ظهرت الوسائل الحديثة للاتصال والنقل التلفزيوني المباشر بقنواته الفضائية المتعددة وأصبح السفر في غاية السهولة مما يساعد على الاختلاط بالمجتمعات الأخرى في العالم. ومن خلال ما ذكر فإن ظهور سلبيات لهذه المتغيرات أمر وارد ومنها على سبيل المثال لا الحصر المشكلات الأسرية إما بين الزوجين والتي قد تنتهي بالطلاق، وإما بين الوالدين والأبناء التي قد تنتهي الى سلوكيات غريبة لا تتفق مع الشريعة ولا مع قيم المجتمع كالعقوق والعنف وتعاطي المسكرات والمخدرات إضافة الى الاضطرابات النفسية. وانطلاقا من حرص ولاة الأمر حفظهم الله على حماية المجتمع السعودي من كل ما قد يشوبه من مشكلات خاصة في النواحي الاجتماعية، بادرت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية للتصدي لهذه المشكلات ومحاربتها عن طريق اكتشافها مبكرا قبل أن تستفحل أو عن طريق مساعدة من يحتاج من أفراد المجتمع أو الأسر الى إرشاد في كيفية التعامل مع المشكلة وأطرافها. وها نحن اليوم نعيش فعاليات افتتاح وحدة الارشاد الاجتماعي في مدنية الرياض عن طريق الهاتف المجاني حيث تستقبل الاتصال من كافة مناطق المملكة والتي جاءت بعد عمل دؤوب وتخطيط مستمر وبإشراف ومتابعة من معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية، ولهذه الوحدة لجنة للتأسيس والمتابعة وهيئة استشارية برئاسة سعادة الوكيل للشؤون الاجتماعية تغطي الجوانب الشرعية والاجتماعية والنفسية إضافة الى مستشارين في مختلف التخصصات وطاقم من الأخصائيين الاجتماعيين الذين تم تدريبهم على الكثير من النواحي الشرعية والنفسية والاجتماعية التي قد يحتاجها السائل أو المتصل بهذه الوحدة سواء كان أبا أو أما أو أرملة أو مطلقة أو من تزوج حديثا أو حتى طفلا يخشى أن يتعرض لأي أذى إضافة الى الطلاب الذين يعانون من أي مشاكل اجتماعية وكذلك أسر السجناء وأسر مدمني المخدرات والمسكرات. وتهدف هذه الوحدة الى إيصال وتفعيل دور وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الوقائي والإرشادي من خلال دراسة المشكلات الاجتماعية الأسرية والفردية وتقديم الحلول الملائمة لها وفق منظور يتوافق مع الثوابت والأطر المرجعية للمجتمع السعودي المسلم لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي ومبدأ التعاون على البر والتقوى. كما أن من مهامها تأصيل مهنة الخدمة الاجتماعية في المجتمع السعودي بصفته مجتمعا يجمع بين الأصالة والتحضر. إنها تجربة رائدة ومتقدمة تحتاج الى دعم ومتابعة عسى الله أن ينفع بها كل محتاج الى الإرشاد الاجتماعي. فلا تتردد في الاتصال على هذه الوحدة وستجد من يجيبك فورا إن شاء الله وللتذكير بهاتف الوحدة رقم )8001245005( يوميا ما عدا الجمعة بين السادسة مساء والتاسعة مساء.
مدير عام الإدارة العامة لرعاية الأيتام
عضو الهيئة الإشرافية على الوحدة
منصور بن صالح العمري
|
|
|
|
|