| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة بعد التحية:
مكافحة الجريمة والقضاء على أسبابها وتطبيق حدود الله وأحكامه العادلة مقصد من مقاصد الشريعة الاسلامية لأن في ذلك حياة للناس ومظهرا من مظاهر الرحمة في هذا الدين للأمة، وحين امتن الله علينا بهذا الدين وبنعمة الاسلام وجعلنا خير أمة أخرجت للناس، أنعم علينا في هذه البلاد المباركة «بلاد الحرمين الشريفين» بنعمة الأمن والأمان وتطبيق الشرائع والحدود والأحكام فحفظت النفوس والأعراض، وعاش الناس في هدوء وطمأنينة، وعاش أصحاب الرهبة والإرهاب في خوف وريبة وذلة حتى صارت بلادنا ولله الحمد مضرب المثل بين دول العالم بالأمن وانخفاض نسبة الجريمة .
وعلى الرغم من اتساع المساحة الأمنية في المملكة وتباعد الديار الا ان هناك رجال أمن كانوا محل تقدير وإعزاز وفخر الجميع، فلم تغب عنهم أي جريمة ولم تقيد ضد مجهول كما أشار بذلك صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز «حفظه الله» مع أن أغلب الجرائم حدثت بتخطيط محكم ومدروس ولكن يقظة رجل الأمن السعودي ووعيه فاق كل التصورات مما يدل على كفاءته وحسن تدريبه، وجاء تفاعل المواطن وتعاونه مع القيادة مكملا للنجاح الأمني وسببا رئيسيا بإذن الله بانخفاض نسبة الجريمة والقضاء على المجرمين وأرباب السوابق.
فقبل شهور قليلة تم القبض على مدبري الانفجارات في مدينة الرياض واعترفوا إعلاميا كيف تمت الجريمة وكيف تم التخطيط والتنفيذ وطريقة الأداء .. فتقاسموا الأدوار وتوزعوا المهمات وغفلوا عن الثمن الذي سيدفعونه وغفلوا ايضا انهم يعيشون على تراب طاهر وبين أفراد أمن واعين ومثقفين ويقظين .
لقد أدرك الجميع ان هدف هؤلاء المجرمين هو إثارة الفوضى والإخلال بالأمن وهو هدف يهدف اليه كافة الأعداء والحاقدين وهذا لن يتحقق لهم بإذن الله لأننا والحمد لله لم نساوم في يوم من الأيام على إسلامنا ولم نعقد صفقات مشبوهة تخل بهذا الدين وتقوض أركانه، ويجب ان يعرف الجميع ان ملة الارهاب واحدة وان الارهابيين لا ينتمون الى دين معين او جنسية محدودة وما نسمعه بين الحين والآخر من الإعلام المعادي للاسلام من إلصاق التهم بالمسلمين وأنهم ارهابيون لأمر محير ويدعو للنظر.
نحن لا نستثني أي ملة من وجود المجرمين بين ظهرانيهم ولكن لا نجعل ذلك على سبيل التعميم ويجب على الإعلام المعادي ان يصحح المفاهيم المغلوطة والخاطئة التي ضلل بها الشعوب فلا مجال لقلب الحقائق وإفساد التصورات ويجب على الإعلام الاسلامي ان يوظف الكفاءات المؤهلة للرد على وسائل الإعلام المعادية والتصدي للهجمات التي يبثونها عبر حقائق ثابتة والطرح الواقعي الصادق بعيدا عن الأسلوب الإنشائي والمتشنج وتناول هذا الأمر بحقائق واضحة ومواقف ثابتة. ونحن في مجتمعنا السعودي وكإعلام صادق وبناء يجب علينا ان نمضي بطرح الحقائق وتناولها وفق الرؤى الصحيحة والمنهجية الواضحة متبعين لهجة الواثق لأننا في دولة ذات سيادة وأن الإخلال بالسيادة وإزهاق الأنفس والاعتداء عليها أمر مرفوض من أي جهة او جنسية . واعلامنا السعودي أخذ على عاتقه تصحيح المفاهيم وإثبات الحقائق عند أدنى حدث يقع على تراب الوطن.
ويجب على كل مجرم ان ينال عقابه فلا مجال للرحمة لناشري الفوضى ومهدري الحقوق ومثيري القلاقل ودون النظر لأي اعتبار صارف لأن الدولة السعودية تعمل بالدين الاسلامي وتطبق أحكامه وأحكام الاسلام غير قابلة للتفاوض والمساومة فالحدود جاءت لتعالج حاله من أجل أمة وليحيا الناس حياة طيبة وآمنة.
«ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون» .. وللمرء ان يتساءل ماذا كسب الذين أهملوا حكم الله في الحدود والقصاص وأعملوا حكم الطاغوت، انهم لم يجنوا الا انتشار الجريمة وسيادة الفوضى وانعدام الأمن .
فالشكر لله ان منّ علينا في هذه البلاد المباركة بقيادة رشيدة تحكم بشرع الله وتقضي بين الناس بالعدل وتدافع عن دين الله في كل بقاع الأرض فاللهم لك الحمد على ذلك حمداً كثيرا ونسأله سبحانه ان يديم علينا ديننا وأمننا وقادتنا والله الموفق.
عبد العزيز بن صالح العبد الرحيم
القصيم بريدة
|
|
|
|
|