| الثقافية
أطوف على الأرضِ.. أركبُ نعشاً من الأقحوانِ المسجى
وأهتفُ حين يصيرُ الهتافُ صدى
لمحامل صمتي..
وأهتفُ خلفكِ.. يرتد صوتي
ويحجبني عن عيونك موتي
أنا ههنا.. فاتبعيني
هبيني من الشعر زهو القصائد.. أصدافها.. واحرقيني
تقولُ العيونُ التي أرسلتها يداك: صبي يردد في القبر صحوَ الزهور
يقولُ الوريدُ الذي قطعتهُ يداكِ: عجوز.. ترهَّل في القبرِ
راح يحاورُ أُنثى القبور.
يقولُ الوئيدُ الذي سال منك: صدى عاشق، وقشور
وينفضُ أكفانهُ ويطير/
يطوّفُ في الأرض مرآته
ويركب نعشاً من الأقحوانِ القتيل
***
أطوّفُ في الأرضِ
تتبعني ثلة من رفاقي الذين قضوا
فأخرجُ من ساحةِ البيت..
)بيتي(..
وأسكبُ فوق الشوارعِ
بعض دمي
وأرسمُ فوق المدائن جدران صمتي
أنا ههنا.. فاتركيني
سأسهر بين القلوب التي تعشقُ الدفء
حتى تذوبْ
وبين السيوف التي تتقاسمُ لحمي
تقول الشوارعُ:لم نرتوِ
تقول المدائنُ:
مقتولة تقاسيمُ صمتك هذا الذي
لايثيرُ دمي
تقولُ السيوفُ: دم.. وصهيل
***
أطوفُ بينَ النخيل وبينَ
دمي المستجيرْ
وتتبعني دودة الأرضِ..
أيُ رصاصٍ سيباعُ لحمي الهزيلْ
ومنذ ثلاثين امشي.. ويتبعني
بالسلاسل نعشي
فمنذا سيورث ظلي الذي قد تبقى
بحجم فراشة
هبيني من القبر تربته في حياتي
تقول البنادق: للحلم رائحة الأفعوان
تقول الفراشة: يقتلني الضوء.. يجرحني الأقحوان
تقول الجوارح: يدفعني الجوع نحو ابتلاع الزمان.
|
|
|
|
|