|
| الثقافية
تحدثت في الحلقة السابقة عن الحاسد الذي يملك شيئاً من أسباب الأذى لمحسوده كمدير أو وزير أو ما أشبه ذلك..
وهناك نوع من الحسد الذي يكون سببه حدوث نعمة مفاجئة للمحسود فيحسده عليها من لايملك للمحسود نفعاً ولاضراً.
فهذا النوع من الحساد هو الذي قال فيه أحد الشعراء هذين البيتين الحكيمين:
|
اصبر على كيد الحسود
فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها
إن لم تجد ما تأكله |
والحسد لاينكره إلا جاهل أو مكابر.. فقد ورد في القرآن وورد في الأثر أن العين حق.. ولو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين.. وإنها لتورد الرجل القبر.. والجمل القدر..
وحوادث الإصابة بالعين كثيرة.. ومن الحساد من تصدر منه العين دون رضاه.. ولذلك فإن بعض العائنين دائماً يذكرون الله عندما يرون شيئاً يعجبهم خوفاً من إلحاق ضرر بمن يملك مايعجب الناظرين.. ومنهم من لايبالي بإلحاق الأذى بمحسوديه!!
هناك قصص كثيرة من الحسد والحاسدين منها ما قد يكون مبالغ فيها.. ومنها مايعبر عن واقع محسوس وملموس يشاهده الآخرون وقد يعرفون مصدره.
ومن قصص الإصابة بالعين.. أن الناس عند دخول شهر رمضان.. يتسابقون إلى رؤية الهلال..
وفي سنة من السنوات.. كان في نجد بعض الغبار فخفي الهلال عن الجميع ما عدا واحداً منهم شهد بدخول شهر رمضان.. فسأله القاضي أمام جمع من الناس قائلاً:
من رآه.. فخشي على نفسه من العين وقال: إن الذي رآه هو راعي الغنم!! وعندما سمع الحاضرون بأن راعي الغنم هو الذي رآه.. غبطه أو حسده بعض السامعين..
ولم يصل راعي الغنم إلى البلد إلا بعد أن أصيب بالعمى..
هذه حادثة مشهورة بين كثير من المواطنين.. أما الحادثة الثانية فهي أن رجلاً أعزب موفور الرزق.. وكان يحب أكل اللحم فلايمضي أسبوع إلا وقد طبخه وأكله في بيته عدة مرات..
وكان بجواره بيت أرملة عجوز.. تشم رائحة اللحم عندما يطبخه جارها.. فأصابته بالعين.. فصار يكره اللحم ورائحة اللحم ورؤية اللحم ويعجب من نفسه كيف جرى ذلك مع أن أكل اللحم من أكبر شهواته في الحياة!!
وفي يوم من الأيام ماتت جارته الأرملة العجوز.. ومنذ أن صلوا عليها ودفنوها في قبرها.. عادت إلى نفسه الشهوة التي فقدها فترة من الزمن.. فعلم بعد فوات الأوان بسبب ذلك الحرمان..
والله سبحانه وتعالى أعلم بمايكون وما قد كان!!
|
|
|
|
|
