| مقـالات
من الأمور المستساغة أن تتحدث مع أحد معارفك عن موضوع معين إنما التحليل بينكما قد يسوق أيا منكما الى اتجاه مغاير وبالتالي فالاختلاف في التفسير هو الناتج في نهاية المطاف.
والاختلاف ليس هو كل المشكلة إنما تفسير القضية هو المحك. وسوف اقترب من القارئ لعله يشاركنا فيما اختلفنا حوله لأنه بالفعل من الأمور المحيرة فهناك فئة من المجتمع لا تنظر بارتياح الى الرجل الصناعي أو بالأحرى الحرفي وتعتبر الاحتراف المهني مما يخدش المكانة الاجتماعية ويحط من قدرها لأسباب موغلة في تفسير معنى الحرفي والذي لا يؤدي ذلك العمل سوى فرد من فئة تميل الى الغربة عن الطباع الصحراوية إذ كان الأسرى والموالي هم الذين يكلفون بامتهان تلك الأعمال كنوع من الاستهانة بمحتدهم أو أصولهم واستمرت هذه النظرة تغذيها بعض المفاهيم الجانبية. على ان المحير هو أن العمالة في المنطقة الشرقية لا سيما في شركة الزيت السعودية )أرامكو( تكاد أن تكون عمالة محلية بصورة كاملة ويمارس المواطن هناك كافة الأعمال المهنية حتى أحطها قدرا وليس في الحقول الصناعية فحسب.
فكيف استطاعت أعمال أرامكو استقطاب كافة الفئات في حين مازال بعض المواطنين يترددون في الانتظام في السلك الصناعي هل السبب أن «الجو العمالي» في المنطقة الشرقية قد أفرز طبقة واعية تمردت على تلك التقاليد أو لأن المفاهيم السابقة لم تنل ذلك القبول الجذري في مناطق العمل الصناعية.. أمر محير .
كما أرى لم أستطع أن أهضمه بسهولة أو على الأقل لم أقتنع بتفسيره حيث يرى أحد الأصدقاء أن احترام الحقوق العمالية هو الأساس في القيام بأي عمل طالما هو بعرق الجبين فهل جاء أوان مناقشة هذه القضية على نطاق واسع حتى نصل الى اقتناع بأن الخرافة هي من أسبابها وليس لها من أساس فكري أو تراثي عميق الجذور وقد جاء الوقت الذي ينبغي ان ندفعها الى الخلف في مسيرتنا الحضارية الجديدة حتى لا تكون عائقا نحو ا تجاه صناعي واضح لمستقبلنا؟
أرجو ذلك.
للمراسلة
ص.ب: 6324
الرياض: 11442
|
|
|
|
|