| العالم اليوم
النهاية التي آلت اليها محاكمة سعد الدين إبراهيم لم يكن يريدها لا المتعاطفون ولا الرافضون لأعماله التي أقل ما يمكن أن يوصفوها بالارتزاق.
فالمتعاطفون مع الدكتور سعدالدين إبراهيم يرون في سبع سنوات من الأشغال الشاقة ثمنا لمدافع صلب عن الديمقراطية وحقوق الانسان..!!
اما المعارضون لسعد الدين إبراهيم فيعتبرون الحكم )شهادة( مجانية له وتكريسه شهيداً للديمقراطية وحقوق الإنسان في حين أن )الدكتور( وبكل المقاييس لا يعدو عن كونه )بائع تقارير( لجهات أجنبية استعملتها ضد بلده الذي ارتضى أن يشارك بلدا آخر في الولاء له واستجداءه جنسيته لتكون له )حماية( عندما يعمل ضد بلده الأساسي.
قضية سعد الدين إبراهيم ومثله مثل )مثقف( منحرف هو المصري علي سالم.. وغيره من الذين يصنفون في خانة المثقفين والذين يتصورون أن من يحمل صفة المثقف يجوز له ما لايجوز لغيره فيحلل ما يرفضه المجتمع والقوانين والمنطق، ويحرم ما يجمع عليه العامة والنخبة.. وهكذا سعد الدين إبراهيم الذي يرى تقديم تقارير تظهر نقاط الضعف في المجتمع المصري لتستغلها جهات يعرف هو أكثر من غيره كم تعادي مصر وتتآمر عليها.. تآمرا لا تنحصر أضراره على نظام الحكم، بل تتعداه إلى النسيج الاجتماعي والوطني ولا بد أن أصحاب الضمائر من مثقفين أو غير مثقفين يشعرون بألم وتأنيب كبيرين حينما يتسبب موضوع أو بحث في إحداث شرخ اجتماعي أو فتنة تتسبب في مقتل عدد من أبناء وطنهم.. فكيف يكون موقف وشعور سعدالدين إبراهيم وضميره حينما يعرف )وهو يعرف تماماً( أن تقاريره وتقارير غيره قد فجّرت كثيراً من الفتن التي حرّكها من وظَّّفوا تقاريره لتحقيق ما يريدونه لإحراج النظام في مصر.. وحتى وإن كان سعد الدين إبراهيم لم يقصد ذلك إلا أن نتائج تقاريره لمس ضررها بحكم تخصصه الذي وظَّفه لخدمة أعداء مصر. مثلما وظَّف نظيره علي سالم قدرته التأليفية في إعداد كتاب عن )جنة الديمقراطية في إسرائيل(.
علي سالم حاكمه المثقفون المصريون، حيث أصدروا حكمهم بعزله ثقافياً ومقاطعته اجتماعياً فغاب في بئر النسيان.
أما صنوه الآخر سعد الدين إبراهيم فسوف يجعل منه الإعلام الغربي شهيداً للديمقراطية في حين ان دوره الأساسي هو بائع للتقارير.
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com
|
|
|
|
|