| مدارات شعبية
رؤية -زبن بن عمير:
عيناك عيناها وجيدك جيدها
سوى أن عظم الساق منك دقيق
هكذا قال المجنون عندما أمسك في ذلك الغزال الشارد الذي ورد الماء معه ليشرب عندها قال المجنون بيته واطلق ذلك الغزال.. وانطلق البيت بين العصور شاهداً على ذلك الموقف.. مات الغزال والشاعر وبقي البيت، ولكن هل المجنون هو الوحيد الذي اطلق الغزال أم هناك غيره؟
الغريب أن العرب اتفقوا على حبهم لهذا المخلوق الجميل واللطيف ولكنهم تسابقوا لا صطياده واكل لحمه اللذيذ لماذا؟ هل قتلوا الظبي لانهم يريدون قتله فقط؟ أم انهم قتلوه لما يشبهون به محبوباتهم من صفاته وعندها يقتلونه لينتقموا لانفسهم أم ماذا؟
تجدهم يتوصفون في هذا المخلوق ولايقتلونه وذلك لانهم كانوا يعيشون فورة الحب والعشق فيعرضون عنه وعندما يتجردون عن هذا العشق يتسابقون في القضاء عليه ولكن مع كل هذا يقولون فيه أعذب الابيات كما قال خالد الفيصل:
فيه من مشي الظبي لامن مشى
ثم عاود والتفت ثم استراب |
ومن الغريب ان هذا المخلوق الجميل في كل شيء حتى بعدما يقتل لا ينتهي به الأمر عند اكل لحمه فقط ولكن هذا الجميل يخرج منه المسك وهو من أزكى الروائح التي كانت تضعها المرأة لتباهي بها وصيفتها التي دائماً ما توصف ومع ذلك تقتل وتبقى المرأة.
الغزال على مر الاجيال كان ولا يزال آية في الحسن والدلال تُشَبَّه به الحسناء من النساء ومع ذلك هي تعيش في القصور والخدور وهو يعيش في سهل الصحاري والوعورلا يشاركه في ذلك الا نسمات الهواء العليل التي يشم بها رائحة من يريد اصطياده ليرخي للارض قامته ويعانق السحاب في هربه لعله يفرمن قاتلٍ هم به..
لم يقف الغزال عند هذا الحد بل وصف العرب به خيلهم في لونه أو بطنه كماقال امرؤ القيس في حصانه:
له أيطلا ظبي( وساقا نعامةٍ
وارخاء سرحانٍ وتقريب تتفل. |
غريب حقاً هذا الكائن يؤاخذ في ذنوب غيره لم يكن مفترساً ومع ذلك تسابق الناس على اصطياده ولم يكن مزعجاً ولم يكن قبيحاً ومع ذلك أزلناه من خارطتنا الا ما ندر وها نحن نعرف غلطتنا ونعود لنتسابق على حمايته ومع ذلك لم يرفض ولم يعارض التكيف والتأقلم بل رضخ لأمره وكأنه قد حن لموطن أجداده.. وهو يقول في نفسه هل سيتسابقون على اعدامي إذا رفع الحـظر عني أم سأعيش بسلام واكون ملهماً للشعراء كما كنت.. ولكن لعل الذي جعلني على لائحة الانقراض هو غيرة بعض النساء مني مع اني لم اقل للشعراء قارنوني بمحبوباتكم ولكنهم فعلوا فما ذنبي ها أنا عدت ولا أريد الا العيش بسلام ولا تقارنوني بأحد..
zalotaibi@Mail.com
|
|
|
|
|