أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 23rd May,2001 العدد:10464الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,صفر 1422

تحقيقات

اعترافات خطيرة للمدخنات.. وتحذيرات اجتماعية وطبية
تدخين الفتيات.. واقع مر يهدد حياتنا الأسرية!
* * تحقيق - هيا عبدالله السويد:
الشيخوخة المبكرة وسرطان المثانة وجلطات الشرايين تهدد المدخنات وأبناؤهن معرضون للتشوهات
مشكلة لم تعد تخفى على أحد.. ولم تعد مناقشتها أو الحديث عنها من الأسرار الاجتماعية الخاصة التي لا يجب تداولها على رؤوس الأشهاد.
ولكنها ومع تفاقم مخاطرها كان لابد من طرحها ومحاورة من وقعن في حبائلها.
إنها قضية تدخين الفتاة في مجتمعنا المحافظ الملتزم.
تلك القضية استقصينا فيها رأي الشابة المدخنة ولماذا تقوم بذلك العمل المحرم شرعاً والمرفوض اجتماعياً؟
وكيف ترى الأم والمربية ذلك الأمر؟ وما هو رأي الطب في الأخطار الصحية التي ستصيب المرأة بالذات من جراء هذه العادة المشينة؟
هذا ما سنتعرف عليه من خلال السطور التالية:
بداية.. تتألم نورة وهي أم لثلاث بنات فتقول: لابد من إبادة هذا الدخان.. لقد شوه معالم المرأة في مجتمعنا.. تخيلي في احد تجمعاتنا مع صديقاتنا أفاجأ بمجموعة من أنواع الدخان في صحن جميل وتوزع على الحضور كل واحدة تأخذ نصيبها كأنهم يوزعون كعكاً..!!
حقيقة أصابني الذهول من هول ما رأيت.. وعندما جاء الدور علي في استلام السيجارة رفضت وقلت: أنا لا أشرب هذا السم.
فقالت وهي تضحك وتسخر مني :نصف نساء هذا المجتمع يشربن الدخان..!
فقلت لها: أنا من النصف الأخر الذي لا يشرب..!
فتعجبت وذهبت باستحياء من أمامي.
منظر مؤلم
ثم تقول )ن - م( موظفة في احد المراكز: في أحد الأيام الذي كنا نقيم فيه ندوة حضرت مجموعة طيبة من نساء المجتمع وبالطبع لابد من تواجد الإعلاميات فلقد فوجئت وأنا في مكتبي باحدى الصحفيات تحدثني ورائحة كريهة تنتشر منها لم أبال أو أدقق للون أسنانها، بل إنني استبعدت هذا التصرف منها نهائياً إنه الدخان الذي أرهق العقول لا أعلم لماذا يقوم بعض النساء بهذا الفعل الشنيع وهن للأسف مربيات الأجيال.
ماتت أمي فضعت بعدها
وتحكي قصتها فاطمة طالبة في الجامعة فتقول: عندما توفيت أمي كرهت كل شيء حتى نفسي رغم وجود أبي واخوتي لكنني أشعر بفراغ كبير فعندما لاحظ أبي سوء نفسيتي طلب مني أن أذهب إلى بيت خالتي لبضعة أيام وذهبت ويا ليتني لم أذهب.لقد كنت مع ابنة خالتي )عفاف( طوال الوقت لم أشعر فيها انني وحيدة. لقد ملأت كل حياتي فرحاً لكنها كانت في الوقت نفسه تلعب دوراً لتدميري.. المهم انني تعلقت بها بشدة.. فأصبحنا كالأخوات لا يفارق بعضنا البعض.. ننام في غرفة واحدة.. نصحو معاً.. ونأكل معاً.. ونشرب معاً.. ونخرج معاً.. وذات يوم خرجنا ويا ليتنا لم نفعل.. قالت لي عفاف إننا مدعوون لحفلة صغيرة تقيمها صديقتها نورة في بيتها حيث جميع الصديقات يجتمعن عندها..
وعندما ذهبنا وحضر الجميع وبدأ السمر فبدأت السيجارة والمعسل تتوافدان في الغرفة.. اكتظ دخان السيجارة ولم أعد أشعر بشيء..!
في الأول تفاجأت والآن شعرت بالخوف الشديد فقلت لابنة خالتي: دعينا نذهب.. هذا جو ليس من شأننا فقالت لي: )وسعي صدرك..!( فقلت لها كيف؟!
قالت: استمتعي خذي هذه السيجارة ودعي الحياة تمضي..!
أمعقول هذا.. فتيات في عمر الزهور بعضهن مقبلات على زواج والأخريات في مستوى دراسي يحسدن عليه.. كيف يحدث هذا.. لقد دمرتني ابنة خالتي بالتجربة التي استمرت ولا استطيع أن أتركها..
أكره معلمتي..!
وهي تتألم لحال معلمتها.. ابتسام.. طالبة في المرحلة الثانوية تكره معلمتها بعد ما كانت تحبها.
تقول: لقد كنت من الطالبات المثاليات في المدرسة فأنا اجتهد لأجل تحصيل نسبة عالية لكي يتسنى لي دخول الجامعة بمعدل كبير. وحيث انني كنت أحب إحدى معلماتي وبالذات معلمة اللغة العربية.. معلمة استمد منها كل علوم المعرفة.. معلمة كانت ولا تزال تساندني وتساعدني في كل متطلباتي بمعنى أنها تبنت طالبتها التي تحبها في كل شيء لكن مشكلة هذه المعلمة لا أحد يعلمها غيري فهي متزوجة وليس لها أبناء أي عقيم لا تستطيع أن تنجب وزوجها متزوج عليها بأخرى.. المهم في أحد الأيام دعتني معلمتي لزيارة لها في منزلها.. في ذلك الوقت كنت في غاية الفرح والسعادة.. فمعلمتي تريدني أن أزورها في منزلها وبالفعل قبلت الدعوة. وجاء اليوم الموعود.. وذهبت لها.. في البداية كان حديثنا عادياً ليس فيه ما يدعو للغرابة.. وشعرت بعدها بتغير لونها واصفرار بشرتها وسعالها المستمر فسألتها ما بالك..؟! هل أنت مريضة يا معلمتي؟!. فقالت: لا لا عليك هذا مجرد ارهاق.
لكنه لم يكن ارهاقاً، بل بدأ التعب يزداد وخشيت عليها فاعتذرت مني وغادرت الغرفة التي كنا بها فعادت إلي وهي تحمل في يدها شيئاً غريباً لم ألاحظه في البداية.. وعندما جلست أمامي سحبته من العلبة كالقلم تشعله وبدأ يتصاعد دخان ملأ الغرفة.. تعجباً لم أتحدث فقالت لي: الآن أشعر بتحسن يا عزيزتي. فقلت لها: هل هذه السيجارة تعالج مرضك؟! فقالت: طالبتي العزيزة هل أنت تحبين معلمتك؟! فقلت لها نعم يا معلمتي أحبك فمدت يدها وقدمت لي سيجارة وقالت جربيها وستتفوقين على كل طالبات المدرسة..
هل هذا صحيح؟!
وبالفعل جربتها لأجلها لحبي الكبير لها.. جربت تلك السيجارة وأصبحت السيجارة قلمي الذي لا استطيع أن أتخلى عنه وتدنى مستواي الدراسي ولم أدخل الجامعة وصحتي بدأت تتدهور لأن جسدي لم يتحمل أضرار هذه السيجارة.!
دكتورة سقطت من عيني!
وتقول لولوة موظفة: عندما طُلب مني إدارة إحدى الندوات رحبت ووافقت لطلبهم وحينما اجتمعنا في القاعة بعد صلاة المغرب بحثنا عن المحاضرة دكتورة في الجامعة ولم نجدها وحينما وجدناها قالت لنا وبصراحة اسمعوا لا استطيع أن أبدأ هذه الندوة إلا بعد أن أشرب سيجارتي حتى انتعش وأشعر بالراحة.. فتعجبت لحالها المسكين وأخذناها لمكان بعيد عن الأنظار وشربت وسكبت على نفسها كمية هائلة من العطر لكي لا تنتشر رائحتها..
حقيقة سقطت من عيني!.
ممنوع المعسل..!
وتقول حنان.. طالبة في الجامعة: إنني منذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا أشرب الدخان.. فأمي مطلقة وتشرب الدخان والمعسل، كذلك خالتي.. إن المجتمع المحيط بي موافق على هذا التصرف فممن أخشى أو أخاف؟! أمي لا تمانع فهي تشتري لي من أفضل أنواع الدخان، لكنها لا تحبذ لي شرب المعسل تقول إن مفعوله أقوى من الدخان لذلك لم تمانع أو تضجر مني لوجود الدخان في البيت أو في حقيبتي لقد اعتدت على شربه منذ أن كنت في المرحلة الثانوية ولا استطيع أن أتركه.
سرقتها من أختي..!
وتضيف مي طالبة في المرحلة المتوسطة: إن أختي طبيبة أطفال وتشرب الدخان وتعتبره شيئاً عادياً بالنسبة لها، وحينما طلبت منها أن أجرب رفضت بشدة فقلت لها لماذا حرام علي وأنت )لا(؟!. فقالت: لأنه دمرني فلا أريد أن يدمر حياتك..!
لكنني لم استمع لحديثها فأنا أريد أن أجرب، خصوصاً أن صديقاتي يتحدثن عن مذاقه الجميل العذب لذلك أريد أن أجرب هذا الاختراع.. فتسللت إلى غرفة أختي حينما ذهبت للمستشفى ووجدت سيجارة وبدأت باشعالها وقربتها لفمي وسحبت نفساً طويلاً واستلذذت طعمها فأصبحت آخذ معي واحدة للمدرسة دون علم أختي وإلى الآن أشربه.
تعلمت أتكيت الدخان..!
وتقول منيرة طالبة في الجامعة: لقد أحببت صديقتي.. ولذلك رضيت أن أجرب شرب الدخان معها، فهي اعتادت على شربه أمام كل الناس.. وبصفتي صديقتها المقربة لها والوحيدة التي تجلس معها ساعات طوالاً طلبت مني تجربته فوافقت لأنها صديقتي.. نحن معاً في كل شيء.. المهم بعد ذلك مهدت لي الأمر.. فكل يوم تعطيني درساً في طريقة شرب الدخان لكيلا أختنق، فيوماً بعد آخر اتقنت شربه وأصبحت ذات أتكيت عال في كيفية شرب الدخان.. فدروس صديقتي لم تذهب سدىً.. علمتني بطريقة مقننة وها نحن نمارس معاً شرب الدخان حتى لا نفترق.
سيجارة واحدة تواسيني..!
أما غادة موظفة، فتقول: إن عصر الانفتاح الذي نعيشه الآن هو سبب تفشي هذه الظاهرة رغم أنها كانت موجودة سابقاً لكن بالخفية، أما الآن فكل شيء أصبح مكشوفاً ولأننا نشعر بالحرمان تجدنا نضعه في حبة سيجارة.. لا تقولي لي كيف بدأت؟!.. فالبداية سهلة، ).......( من هنا كانت البداية.. واحدة أسبوعياً ثم ثلاثة يومياً إلى خمسة أو سبعة سجائر أشربها في اليوم لا استطيع منح نفسي فرصة للتوقف لأنني ضاعفت الجرعة وإذا تضاعفت الجرعة شل العلاج.
هل الخادمة أم؟!
وقالت نوف، طالبة في الجامعة: إن مشكلتي تبدأ منذ أن أصبحت الخادمة هي الأم والسائق هو الأب. إن أبي دائماً مشغول حتى أمي مشغولة مع صديقاتها وجاراتها والداي جامعيان أخي أصغر مني ومشكلتي بدأت منذ أن أصبحت الخادمة هي الأم حتى إنني أحياناً أناديها ب«ماما».. لقد وجدت في حضنها الحنان والدفء.. تخيلي أن أمك ميتة والخادمة هي أمك وتمنحك كل الحنان والحب ألا تحبينها، بالطبع أحبها أنا لا أدعو على أمي بالموت لكنني لم أشعر بتواجدها المهم أن الخادمة بدأت تعلمني شرب الدخان أعطتني واحدة وقالت لي: بعد هذه لن تشعري بأي تعب فصدقتها وبدأت بواحدة، فثانية، وبدأ العد التصاعدي يكبر.. علب ملأت القمامة حتى أن السيجارة لم تعد تأثر فيني وطلبت منها .. ماذا تتوقعين أن أطلب..؟! طلبت المعسل حينما شاهدت إعلاناً عنه في الفضائيات.. رغبت فيه وأحضرته لي الخادمة وأصبحت كالمدمنة.. كل هذا بسبب غياب الوالدين وانشغالهما عنا.. حقيقة إلى الآن أبي وأمي لا يعلمان ما أفعله.. يا للأسف مات قلباهما..!
كذبة فطلاق وهي السبب.!
وقال )م ن( وهي طالبة في الجامعة: لقد تقدم لخطبتي أحد أبناء معارفنا وبعد الخطبة كنت حذرة أشد الحذر أن يكتشف أنني مدخنة فهو لا يحبذ أن تكون زوجته من المدخنات حاولت قدر المستطاع أن أقلل من عدد تناولي شرب الدخان واستطعت لكن بعد عقد القران أصبح يأتينا في المنزل باستمرار ولاحظ علي بعض روائح الدخان وسألني عن ذلك فقلت له انك تتخيل.. ويوما بعد يوم زال هذا الشك.. لكنه بدأ يرجع حينما وجد الكبريت في حقيبتي.. أخبرته أنه خاص بالمنزل.. فتساءل عن وجوده في حقيبتي ومن المفترض أن يكون في المطبخ. وحينما كنت في الجامعة أصبت بوعكة صحية بسيطة فطلبته وحضر لينقلني للمستشفى ورفضت أن يكون معي عند الطبيبة لأنني خشيت أن تقول شيئاً..
لكن حدث ما خشيته عندما نسيت حقيبتي للمرة الثانية فوجد بها سيجارة وبعدها تذكر كل أكاذيبي وصدق إحساسه وأرسل لي ورقة الطلاق وقال بصوت واحد لأبي لن أتزوج مدخنة تفسد أبنائي فلم يدع لي فرصة للتعبير عن رأيي وفقدته بسبب السيجارة..
أمي ماذا تشربين؟!
أم تقول: إن شربي للدخان بسبب زوجي فهو يشرب الدخان وكذلك المعسل.. وفي يوم ما سألني أحد أبنائي: لماذا تشربين الدخان يا ماما؟!
فقلت له: إن الجواب لدى أبيك.
حقيقة لا أريد لابني أن يقدم على شرب الدخان لكنني أخشى أن يفعلها.. فهل سيصبح رجلاً ويفعل ما يشاء.. إن صورتي ساءت عند ابني في صغره فكيف ستصبح إذا أصبح زوجاً حقيقة إن اللوم كله على زوجي لو لم يدعني أمارس معه هذا التصرف الشنيع لما حدث ما يحدث، فأحياناً الأزواج يرغمون زوجاتهم على فعل شيء حتى لو كانت فيه أضرار..
ضربوني ففقدت الوعي..!
وتقول هدى، وهي طالبة: لقد تعلمت شرب الدخان من صديقتي فهي التي أغرتني على ذلك.. كنت أشربه في دورة المياه في منزلنا وبعدها أصبحت أشربه في غرفتي وبحذر لأنني أخشى أن يعلم أحد من أفراد أسرتي، عشت قصة خيال مع نفسي لكنها لم تستمر وتحطم كل شيء حينما انبعثت رائحة الدخان من غرفتي دون شعور مني وكان أخي يتتبع أثر هذه الرائحة إلى أن وصل ودخل غرفتي بهدوء لأفاجأ به أمام ناظري وأنا أدخن، فحدث الحطام الحقيقي على رأسي لم أشعر بالذي حولي إلا عندما وجدت نفسي في المستشفى وفي جسمي بعض الكدمات والجروح.. لقد ضربني أخي وكاد يقتلني وفقدت شعوري ونقلت إلى المستشفى وأخبرتهم أنني لم أفعل ذلك.. إن صديقتي طلبت مني.. لكن وبخوني.. وقالوا: «عذر أقبح من ذنب».. حينها كاد أن يطردني أخي من المنزل لولا وجود أمي والحمد لله فهو المسؤول بعد وفاة والدي، لكن أخي رفض أن أكمل تعليمي وبقيت في المنزل تحت المراقبة الشديدة حقيقة لقد سببت لنفسي أشياء أنا في غنى عنها.
في الحفلات..!
كذلك قالت نهى طالبة في الجامعة.. بين فترة وأخرى تقيم «شلتنا» أي مجموعة الصديقات حفلة تسمى )دي جيه(.. هذه الحفلة من ميزاتها حضور كل واحدة بزي وشكل مختلف تماماً في كل شيء حتى في طريقة المشي والأكل والشرب والضحك وصيغة الكلمات التي نتحدث بها.. المهم في الأمر أن دوري الذي سأقوم به في هذه الحفلة هو الساحرة، فأنا ألبس كساحرة وأمشي كساحرة وأتحدث كذلك، بالطبع يلزم الساحرة سيجارة في يدها وفعلتها وأشعلت السيجارة وبدأ الدخان يتصاعد في البداية أصبت بالسعال لكن صديقاتي ألححن عليّ أن أكمل دوري الذي يناسبني كما قلن.. تابعت دور الساحرة وبقيت السيجارة في يدي وقتاً طويلاً حتى استمرت أياما وليالي فتعودت على شربها ما بين فترة وأخرى فقط في حفلة )الدي جيه( التي نقيمها أسبوعياً.
سيجارة قتلت ابني
وتقول زينب، طالبة في الجامعة: منذ أن تزوجت ونحن نشرب الدخان معاً، لم يمنعني من ذلك، بل أصر أن نكون متشاركين في كل شيء.. فتعودت على ذلك فلم استطع أن أتوقف وحينما شعرت بشيء يتحرك في بطني.. علمت حينها أنني حامل، فطلبت مني الطبية أن أتوقف عن شرب الدخان لكنني لم استطع ولم أخبر زوجي بما قالت لي الطبية إلى أن ولدت طفلاً صغيراً ضعيف القلب لم يستمر لصغر حجمه وقلبه المريض فتوفي، حينها علم زوجي أنني أخفيت عنه خبر الطبيبة فعزم على أن نقلع عن شرب الدخان حتى لا يتضرر أي طفل لنا مستقبلا.
ابنتي تهددني..!
وبما أن الأم مسؤولة عن ابنتها ومربية الأجيال كان لنا هذه الوقفة مع بعض الأمهات..
وجهنا لهن هذا السؤال: أيتها الأم.. هل تقبلي أن تكون ابنتك مدخنة.. وإذا اكتشفت ذلك ماذا تفعلين؟!
في البداية قالت: أم محمد: لقد تفاجأت بابنتي ذات العشرين ربيعاً تلعب بالدخان فخشيت أن تقدم على شربه.. فقلت: لها ما هذا؟ قالت: )أبي يفعل ذلك وكذلك صديقاتي في الجامعة ففكرت أن أجربه ولماذا أنا لا أفعل كما يفعلون..؟!
فوقفت حائرة وصامتة. كاد يجن جنوني.. ماذا أفعل؟! وإذا كان المربي الأب يفعل ذلك ولا يقف بجواري ويساعدني فماذا عليّ أن أفعل.. هل أدع ابنتي تجري مع تيارات الزمن الجارفة؟!
لقد صرخت في وجهها وكدت أن أضربها لكنها قالت لي: قولي لأبي يتوقف ثم قولي لي لا تلعبي ولا تجربي وسأمتنع عن ذلك وإلا سأشتري المعسل أيضاً..!
أهذا يعقل لفتاة في مثل هذا العمر.. لقد أغدقت هذه الفضائيات فكراً غبياً على أبنائنا، في الحقيقة كانت صدمتي بابنتي قوية جعلتني أحاسب نفسي بشدة وأقف معها لماذا ابنتي تتحدث معي بهذا الأسلوب إن المشكلة كبيرة..
لا أرضى بالسموم
ثم أم حامد عبدالرحمن فقالت: بالطبع لا أرضى بنتي أن تقدم على شرب هذه السموم وإذا رأيتها تفعل ذلك سأضربها وأمنعها وأقف معها وقفة قوية لكيلا تنحدر إلى الأسفل وتصبح مشكلة يصعب حلها.
ماتت ابنتي وأنا السبب..!
وقالت أم خالد: أنا السبب.. وبدأت دموعها تذرف بشدة.. حاولنا تهدئتها فرددت كثيراً .. أنا السبب.. لقد قتلت ابنتي بيدي وفرت لها كل ما تحب.. أعطيتها كل ما لدي من مال.. منحتها كل اهتمامي لكيلا يزداد مرضها فهي مصابة بفشل كلوي حرصت كثيراً على أن أزيح الهموم والأحزان من أمامها لكن صديقات السوء وقفن لها بالمرصاد حينما دخلت أبواب الجامعة اختلطت بطالبات لم يرتح لهن قلبي وأكدت لي ابنتي أنني أتوهم في شكوكي..زرعت في داخلي الطمأنينة من ناحيتهن فأعطيتها كل الثقة لتسعد نفسها وبعد ذلك بدأت زياراتها لصديقاتها تزداد تذهب لفلانة ثم لعلانة تأخذ ثلاثمائة ريال يومياً.. المشكلة أنها لا تدعوهن لمنزلنا رغم فخامته وفي إحدى المرات حدث بين ابنتي وصديقاتها مشكلة لم تعد تذهب إليهن.. مكثت في المنزل لأيام.. أصرت على أن تجلس في غرفتها وحدها تسهر الليالي وتنام في النهار لم يعد حالها يعجبني.. طرقت عليها باب الغرفة لم تجبني ففتحت الباب ووجدتها هامدة على الأرض مغشياً عليها.. أسرعت بها إلى المستشفى وأدخلت العناية المركزة فلم تستمر أكثر من أسبوع وتوفيت بسبب الفشل الكلوي الذي تعاني منه في الحقيقة فجعت وكدت أجن حينما وجدت السيجارة بيدها وهي ساقطة على الأرض كان ذلك بسببي لأنني منحتها كل ما تحب وهي تهورت كثيراً.. أحمد الله على كل حال.
لا يهمني..!
وقالت أيضاً أم سلوى: لقد أعطيت ابنتي كل ما تريد منذ صغرها، فهي مسؤولة عن نفسها في كل شيء لذلك لا يهمني حينما أرى ابنتي تشرب الدخان، فهي مسؤولة عن نفسها وتعرف الصح من الخطأ، فإذا رأيتها سأقول لها بكل بساطة: تمتعي وامنحي نفسك كل ما تريدين فأنت من سيدفع الثمن.
سأنصحها بهدوء..!
ثم قالت أم أحمد البريدي: في الحقيقة لا استطيع أن انظر لابنتي وهي تشرب الدخان وأنا صامتة.. فهي تدمر نفسها.. لكنني في الوقت نفسه سأضع لها لائحة عريضة بكل أضرار الدخان واستعين ببعض الأشرطة التعليمية لكي تلاحظ ذلك من خلال الصوت والصورة.. فابنتي غالية ولا استطيع أن أدعها تدمر نفسها وأنا أشاهدها..
سأحرق لسانها..!
أم شروق قالت: حينما أشاهد ابنتي تشرب الدخان سأضربها وإن فعلت ذلك مرة أخرى سأحرق لسانها به لتتعلم كيف تستخدم هذه المواد الضارة فهي تحرق نفسها رويداً رويدا وأنا لا استطيع أن استغني عنها فهذه مواد ضارة مدسوسة لبناتنا فماذا تريدين مني أن أصنع أكثر من هذا..؟!
مواد سامة تقتل الجنين
ومن جانب آخر تحدثت معنا الدكتورة منى القصير استشارية نساء وولادة عن أضرار التدخين بالنسبة للمرأة الحامل وكيف تستطيع المرأة الحامل التخلص منه قبل أن يقضي على حياتها وحياة جنينها. فقالت الدكتورة منى: إن التدخين من العادات السيئة في مجتمعاتنا بشكل عام على كل الأفراد نساءً ورجالاً ويزداد هذا الضرر إذا كانت السيدة حاملا لأنها في هذه الحالة تعطي جنينها مواد سامة له وهو في مراحل تخلقه وتكونه حيث يكون بأمس الحاجة لغذاء متواز صحي غني بالفيتامينات بالإضافة لأهمية غاز الأوكسجين في نمو أعضائه والذي ينتقل له من الأم وفي حال كون الأم مدخنة فإن غاز الأوكسجين يخف في دم الأم ويرتفع بدلاً عنه غاز الكربون السام وكذلك مادة النيكوتين وهذه كلها مواد ضارة تنتقل للجنين وتسبب أضراراً شتى تتراوح ما بين اجهاض للحمل، حيث من أسباب الإجهاضات المتكررة التدخين أو يسبب نقصاً في نمو ووزن الطفل فيولد طفل صغير الحجم ناقص الوزن بسبب نقص الأكسجين المنتقل إليه من الأم وارتفاع غاز الكربون السام بالإضافة لتأثير النيكوتين السام على الطفل وفي بعض الحالات قد يكون الضرر أشد فيسبب بعض التشوهات الخلقية وهذه تتراوح من تشوهات بسيطة إلى تشوهات كبيرة على الجنين المولود، لذلك ننصح كل أم حامل بضرورة إيقاف التدخين مع الحمل والأفضل قبل ثلاثة أشهر من بدء الحمل للحصول على طفل بصحة جيدة إن شاء الله، وبالتأكيد فإن ايقاف التدخين قد يكون صعباً على الأم بسبب أنها اعتادت عليه أي )الإدمان( على مادة النيكوتين لذلك يجب على الأم أن يكون لديها الإرادة الكافية والدعم النفسي من الزوج لإيقاف التدخين حتى الامتناع عنه نهائياً ولا ننسى نقطة هامة جداً أن الأضرار السابقة ليس فقط في حال وجود أم مدخنة ولكنها تحصل أيضاً في حال وجود زوج مدخن يدخن أمام زوجته حيث ينتقل 80% من أضرار الدخان إلى الأم ومنها إلى الجنين لذلك يجب على الزوج أن يمتنع نهائياً عن التدخين طوال فترة الحمل أمام زوجته وإلا سيكون له ضرر بالغ على زوجته وطفله، وننوه أخيراً على أن الدخان يحمل أسماء باتت كثيرة الانتشار ومتنوعة كالمعسل أو ماركات مختلفة من السجائر مشبعة من النيكوتين وكلها باختلاف أنواعها وأسمائها مضرة للحامل وللجنين.
المدخنة تفتقد الحماية
وتحدثت الدكتورة عزة حمدي شعبان استشارية الأمراض الباطنة حول تدخين النساء فقالت: يعتبر التدخين السبب الرئيسي في العديد من الأمراض التي يمكن أن نتجنبها تماماً بعدم التدخين لابد من اعتبار تدخين السجائر أحد أنواع الإدمان لوجود مادة النيكوتين التي تجتمع بها المواصفات الخاصة بالمواد المسببة للإدمان، إن دخان السجائر به أكثر من 4000 مادة بعضها سام للخلايا والآخر مسبب للسرطان وبعضها يؤدي إلى طفرات ضارة بالجينات الوراثية، والإنسان المدخن لعلبة سجائر يومياً فإنه يتعرض لهذه المواد أكثر من 000.70 مرة بالسنة وهذا يعرض الأغشية المبطنة للفم والجهاز التنفسي لسموم، وبعض هذه المواد يمتص عن طريق الدم والبعض الآخر يذوب في اللعاب ويبلع، وأكثر هذه المواد ضرراً هي مادة النيكوتين ومادة أول أكسيد الكربون، ومادة النيكوتين تؤدي إلى زيادة ضغط الدم وضربات القلب وانقباض عضلة القلب مع زيادة احتياج عضلة القلب للأوكسجين أما غاز أول أكسيد الكربون فهو يتحد مع هيموغلوبين الدم ويحول دون الاستفادة من الأكسجين بالجسم ووجد أن نسبة هذا الغاز بالمدخنين تصل إلى 2 - 15% في حين عند غير المدخنين تصل إلى أقل من 1% ويعتبر التدخين من عوامل الخطورة المسببة لأمراض الشرايين التاجية حيث ان معادلات الوفاة بأمراض الشرايين التاجية 60 - 70% أكثر في الرجل المدخن عن غير المدخن وكذلك معدلات الوفاة الفجائية أكثر من 4 مرات في المدخن عن غير المدخن، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة المدخنة وخاصة اللاتي يستعملن حبوب منع الحمل والمرأة المدخنة معرضة أكثر لحدوث سن يأس مبكر والمرأة قبل سن اليأس في حماية من أمراض الشرايين التاجية، ولكن المرأة المدخنة تفتقد هذه الحماية للتأثير الضار للتدخين على الشرايين الذي يؤدي إلى حدوث تصلب شرايين مبكر وكذلك إلى زيادة نسبة الكولسترول المنخفضة الكثافة وهو ضار بالجسم مع نقص في نسبة الكولسترول المفيد )عالي الكثافة( مما يزيد من معدلات الإصابة بجلطات الشريان التاجي وجلطات المخ وكذلك قصور الدورة الدموية بالشرايين الطرفية بالساقين، كما أن التدخين يزيد من معدل الإصابة بسرطان الرئة 10 مرات أكثر من غير المدخن والمدخن لعلبتين معدل إصابته بسرطان الرئة تزيد إلى أكثر من 25% مقارنة بغير المدخن وكذلك يؤدي التدخين إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الفم والحنجرة والمريء والمثانة والمعدة، أما تأثير التدخين على خلايا الرئة فهو تأثير مدمر ومستمر وهذا التدمير لا يستطيع الجسم تعويضه فالرئة تصاب بالتهاب وضيق مزمن بالشعب الهوائية مما يؤدي إلى حدوث تمدد بالرئة فهو يؤثر على وظائف التنفس وينتهي بالمريض إلى فشل تنفسي مزمن، كما يؤدي التدخين إلى إضعاف مناعة الجهاز التنفسي فيتعرض إلى التهابات بكتيرية وفيروسية متكررة أكثر من غير المدخن، أما المرأة الحامل فهي معرضة إلى حدوث الإجهاض أو وفاة الجنين، ويؤدي التدخين إلى ولادة أطفال وزنهم أقل بكثير من المعدل الطبيعي ويؤثر على نموهم العضوي ومعدلات الذكاء لديهم فيما بعد، وتزيد نسبة حدوث قرحة المعدة وتكرارها وصعوبة شفائها في المدخنين أكثر من غير المدخنين وكذلك حدوث ارتجاع المريء كما أن الوالدين المدخنين في المنزل يعرضون الأطفال إلى تكرار الالتهابات التنفسية الحادة والتهابات وارتشاحات الأذن الوسطى وعند عمل وظائف التنفس لهؤلاء الأطفال وجد أنها أقل من المعدلات الطبيعية، وأخيراً ان الامتناع عن التدخين يحسن الأمور كثيراً حيث يؤدي إلى تحسين حاسة الشم والتذوق وتقل نسبة معدلات الإصابة بجلطات القلب والمخ وحتى في تمدد الرئة فإنه يمنع تدهور الحال والمرأة التي توقفت عن التدخين قبل الحمل أو في أول 3 شهور تقل معدلات ولادة الأطفال ناقصي الوزن عندها ولا يفوتنا أن التدخين السلبي يعرض الإنسان لنفس معدلات خطورة الأمراض التي يتعرض لها المدخن.
مخاطر:
وقبل أن نختتم الموضوع نورد ما توصل إليه باحثون بريطانيون من أن التدخين يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة بسبب فقدان الجلد لمرونته، وقال باحثون بريطانيون إن سنوات طويلة من التدخين تؤدي إلى زيادة في نوع من البروتينات بسبب فقدان الجلد لمرونته، إذ تتسبب الكيماويات التي يحتوى عليها التبغ في أضرار خطيرة على الجلد تجعل المدخن يبدو أكبر سناً مما هو عليه، يذكر أن العلماء كانوا على دراية بتأثير التدخين على الجلد ولكنهم حتي الآن لم يعرفوا كيفية حدوثه وأسبابه إلا أن بحثاً جديداً قام به أطباء في لندن ربما يساعد في تقديم تفسير لهذه الحالة. وكان انتوني يونغ أستاذ علم الأحياء وفريقه يدرسون تأثير ضوء الأشعة فوق البنفسجية على الجلد عندما أدركوا أن المدخنين لديهم معدلات عالية من بروتين يسمى اختصارا برمز «إم إم بي/1» يقوم بتفتيت الكولاجين وهو عنصر مهم في المحافظة على مرونة البشرة وعلى الرغم من هذا فإن يونغ وفريقه ليسوا متأكدين من المادة الموجودة في التبغ والتي تنشط هذا الجين، لكنهم يشتبهون بأنها مثل الكيماويات المسببة للسرطان إذ ثبت وجود صلة أيضاً بين أنزيم «إم إم بي/1» والمرض.
النساء أكثر عرضة
كما أكد باحثون أمريكيون أن التدخين يزيد من درجة تعرض النساء لاحتمالات الإصابة بسرطان المثانة وتبين للباحثين في كلية كيك للطب في جامعة ساذرن بكاليفورنيا أن فرص إصابة المدخنين بشكل عام تبلغ ضعفي ونصف إصابة غير المدخنين إلا أن فرص إصابة المدخنات متقارب وقال البروفيسور رونالدروس رئيس الطب الوقائي في مركز السرطان التابع للكلية ان الدراسة تقدّم أحدث الأدلة على أن احتمالات إصابة النساء ببعض أنواع السرطان الناتجة من التدخين أكبر من مثيلاتها عند الرجال كما أكد على وجود دلائل متزايدة على أن المدخنات أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة من الرجال المدخنين وتعتبر نتائج هذا البحث مدهشة، إذ ان الأطباء يعتبرون سرطان المثانة في معظم الأحيان مرضاً رجالياً، حيث تبلغ نسبة اصابتهم ستة في المائة من جميع الإصابات السرطانية لدى الرجال، واثنين في المائة فقط من مجمل الإصابات بالسرطان لدى النساء، وقال الباحثون إن فرص الإصابة بسرطان المثانة زادت عند الجنسين تبعاً لعدد السجائر المستهلكة يومياً وتبعاً أيضاً لعدد سنوات الإدمان على التدخين، وفي كل الحالات كانت فرصة إصابة النساء أكبر، وقال البروفيسور روس إن الأطباء لا يعرفون على وجه الدقة ما هو دور التدخين في سرطان المثانة، إلا أن المرجح أنه قد يكون ناجماً عن احتواء دخان السجائر على كميات ضئيلة من مادة كيماوية تعرف باسم )اريلامينات( وقد حلل الباحثون عينات من دم بعض المشاركين في الدراسة بحثاً عن أدلة على وجود مادة اريلامينات وتوصلوا إلى أن تركيزها يزيد عند النساء مقارنة بنظرائهن المدخنين كما تبين للباحثين عدم وجود تأثير على درجة خطورة الاصابة بسرطان المثانة عند تدخين السجائر ذات الفلتر من عدمه. كما لا يوجد أي اختلاف على درجة المرض في حال تدخين السجائر منخفضة القطران أو تلك ذات النسبة المرتفعة، والاستنشاق العميق أو المعتدل أو الخفيف لدخان السجائر..

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved