| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد
قرأت ماكتبه الاخ عبدالمحسن بن احمد المنيع في عدد الجزيرة ذي الرقم 10434 وتاريخ 29/1/1422ه في صفحة عزيزتي الجزيرة حول التدخين فألفيته قد اجاد وأفاد حفظه الله ووضع النقاط على الحروف. ولكن من باب المشاركة وتلاقح الافكار احببت ان اضيف نقطة مهمة او بالاحرى بعض النقاط والتي كم كنت اتمنى انه تطرق لها لأهميتها فأقول:
كيف يمتري عاقل او يشك بحرمة الدخان وخبثه وهو داخل تحت قوله تعالى «يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث» وقد تكلم علماؤنا الافاضل حول موضوع حرمته بما لايدع مجالا للنقاش حول ذلك، وهذا ناتج لما ثبت طبياً من ان التبغ يحتوي على كمية كبيرة من مادة النيكوتين السامة وأن شاربه يتعرض لأمراض خطيرة في بدنه اولا كاضطراب الغشاء المخاطي حتى يهيج ويسيل منه اللعاب بكثرة مع تعسر بالهضم والتهاب الرئتين مما يتسبب بتعطيل للشرايين الصدرية ربما يتعذر البرء منه كأمراض السرطان والعياذ بالله تعالى.
ولاشك ان الدخان يعتبر الى جانب ذلك بابا من ابواب الاسراف والتبذير في غير طاعة الله وفيما لاينفعه لا دنيا ولا آخرة، وكم من حريق التهم بيوتا وأنفسا بسبب سيجارة من مغفل القاها بلا مبالاة، وكم من بريء اتصل بشاربه فصار مثله وكم من ملايين الريالات تحرق وتتلف يوميا بسببه وبلا مبالاة.
قال بعض العلماء المعاصرين حفظه الله حول هذا الاسراف والتبذير حول ماينفق عليه: لو فرضنا ان دولة تعداد سكانها عشرون مليونا من السكان والذين يتعاطون شربه 75% وعلى فرض ان أدنى مصرف للواحد يوميا في الدخان ريال واحد فمعناه ان الذي يتلف على الجميع يوميا خمسة عشر مليوناً من الريالات وفي الشهر أربعمائة وخمسون مليوناً وفي السنة خمسة الاف مليون وأربعمائة مليون من الريالات. نسأل الله العصمة من ذلك فأقول كيف لو وضعت هذه الملايين من الدراهم في مصانع وبيع وشراء في هذا البلد فماذا ستكون حالتها الاقتصادية؟ والله المستعان.
وليس كل الناس يتعاطونه ولله الحمد: إذن ما ذنبهم ايها المدخن حين تؤذيهم في مجتمعاتهم وأسواقهم وتؤذي الكرام الكاتبين وما حال الاساتذة في فصولهم وطلابهم اذا وجد بينهم مدخن؟ وما حال الموظف في مكتبه وما حال الزوجة مع زوجها اذا كان يدخن وكذلك اولاده؟ ولا شك ان ايصال الضرر الى اي مسلم وبأي وسيلة حرام. قال صلى الله عليه وسلم من «اكل ثوما او بصلا فليعتزلنا او ليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته» وورد عنه صلى الله عليه وسلم «ان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس» وفي الحديث الآخر «من آذى مسلما فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله». وهذا الدخان من العادات القبيحة المضرة بالشارب وغيره فترى الشاب تميل نفسه اليه ويميل هواه الى مشابهة متعاطيه، وربما عده بعض المدخنين مدنية وترفا وإني لأعجب من اولئك المدخنين وخاصة في بعض الدوائر الحكومية فتجدهم يدخنون وبلا مبالاة اما في دورات المياه او خارج سور المبنى ناهيك عن المطارات فلا ادري اين هؤلاء عن تعميم ولي امر هذه البلاد ايده الله خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية حيث اصدر تعميمه بمنع شربه في الدوائر الحكوميه والمطارات والاسواق والتجمعات العامة الى غير ذلك ولكن مما يؤسف له انك حين تدخل احد مطاراتنا اول ماتشم هي رائحة الدخان فأين مسؤولو المطار عن هذه التعليمات الصارمة لم لاتطبق على اي مدخن؟ والذي يرفض التعليمات يخرج خارج المطار فلا بد من احترام انظمة الدولة واحترام شعور الناس غير المدخنين وعدم الاستهتار بهم و السمع والطاعة لكل مافيه مصلحة للجميع فمتى نرى ذلك؟ عسى ان يكون قريبا ان شاء الله، والله الهادي الى سواء السبيل.
عبدالعزيز محمد الفنيسان
محافظة الزلفي
|
|
|
|
|