أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 23rd May,2001 العدد:10464الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,صفر 1422

محليــات

لما هو آت
في التأطير في المستقبل )2(
د. خيرية إبراهيم السقاف
مما ورد في مقال الأمس حول وصف الإنتاج النسائي بالإبداع، نصل إلى بعض النقاط في الموضوع نوردها في التالي:
الأولى: إن وسم إنتاج المرأة بالإبداع قبل أن يتحقق له من سمات ومستويات الإبداع ما يؤهله لهذه الصفة يدخله في متاهات المثالي، والعبقري، والمبتكر، مما يُنْسي المرأة أموراً كثيرة مسؤولة عنها تجاه ما تنتج، بل يعمل على أن يحجِّم الأدوار التي يُفترض أن توديها في مجال التنمية الاجتماعية الوطنية، إذ تُشغل بنفسها، وتتضخَّم لديها الذات، والإحساس الآمن نحوها.
الثانية: إذا علمنا أنَّ المرأة السعودية تشتغل في التعليم ومجالاته المختلفة بنسبة عالية من عدد القوى النسائية العاملة، وبنسبة قليلة في القطاعات الصحية، ومثل هذه المجالات لا يتحقق حلُّ مشكلاتها سوى عن الانبثاق من الواقع وليس من المثالي الإبداعي الحالم... فإنها تكون مسؤولة عن مواجهة الواقع بفكرها، في أوضح صوره وأكثرها قدرة على تفعيل حركة الفكر لديها...
الثالثة: لماذا لا يتم الانطلاق نحو الاتفاق على مفهوم يخصُّ إنتاج المرأة تتمُّ صياغته من لدن خصوصيتها الثقافية المعتمدة على ثوابت الشريعة والقيم الاجتماعية ويشتقُّ منها، مما من شأنه أن يُفعِّل دورها في المساهمة في مسيرة التنمية... مع مناشدة ترك الدفوف دون القرع عليها، والتخلص من أصداء الإنشائية، والمصطلحات المستعارة على علاَّتها...
الرابعة: لا عجب أنَّ المرأة السعودية دائماً ما تتجه إلى القطاعات الصامتة من الإنتاج، من مثل الفنون التشكيلية، أو إصدار الكتب، أو إعداد دفاتر التحضير المدرسية، كما يتضح في فراغ المكتبة الخاصة بالطفل من أدب الطفل مثلاً...
لذلك هي تحتاج إلى الانغماس في الواقع، كي يتحقق لها الانبثاق منه...
ذلك يحقق لها نمو المجالات التي تحتويها، وتحتوي فكرها، وتحميها بالتالي من معطيات القادم من «الخارج»في الوفادة المفروضة قسراً بحكم تلاحم الإنسان بالإنسان عن طريق صناعة الإنسان...
وليس في كلِّ الذي ورد ما يمكن أن تفهمه المرأة...
أو تفسِّره، أو يفهمه الرجل أو يفسِّره على أنه رفض للمرأة في المشاركة بما تنتج في مجال وسم بالإبداع، أو تعبِّر كما هو متاح في قوالب حدِّدت للإبداع، أو تقدم أطباقاً لم يعرف لها وصف غير الإبداع...
وإنما الهدف هو أن تكون لها أسس انبثاقية، وجذور صلداء، ومنطلقات ثابتة
لا تزجُّ زجاً فيما لم تبلغه...
ولا توسم بما لم تحققه...،
ولا توصف بما لم تصله...،
وإنَّما ترفض أن تلبس ما لا يناسبها، وتعمل على أن تكون فيما هي عليه،
وتعي أن أساليب التَّعمية، والتضليل بما هو يحفِّزها إلى الإحساس بذاتها وتضخيم حجم هذه الذات لا يعود عليها إلا بالخسائر أكثر مما يعود عليها بالربح أو المكاسب...
وإلاّ فما الذي تحقق عن «المبدعات» حتى الآن؟
وما هي مستويات الإبداع التي وصلن إليها؟
وكيف هو حجم، ولون، وبعد ما قدَّمْته من الإبداع؟
وما هي الآثار الفاعلة لما قدَّمته؟
وإلى أي النتائج توصَّلت نتائج إبداعهن؟
ومن الذي أو ما الذي تمَّ في هذا الشأن؟
وكيف تمَّ الخلط بين الإبداع، وبين الصَّنعة والتكلُّف، وبين الموهوب والمدفوع؟!
وكيف خفتت أصوات، وتاهت أقدام، وانزوى ضوء، وأطفىء مصباح؟
ولماذا عُمِّي على واضح، وطُمس مشع،؟
ثمَّ لماذا تحزَّب في هذا المضمار من تحزَّب، وتحزَّم بعض ببعض..، وأتكأ ناس على ناس؟...
ألا يحقُّ لها أن تقشع الغبار عن عينيها؟
وتزيل الستار الذي أمام دربها؟
وتنغمس في حقائقها...؟
وتلتهم من ينابيع إثرائها؟
وتأخذ بأقدامها، حيث هي ترسم خارطة توجهها..؟
وتصمَّ آذانها عن المطبِّلين؟
وترى بعد أن تنجلي عنها الغمامات الداكنة، ويزول السراب أيُّ الذين قالوا لها فصدقوا، ونصحوها فأخلصوا، وحفَّزوها ولم يرتجوا إلا فلاحها ونجاحها؟
كي تصعد مستويات الإبداع بهمة قوية وثقة أقوى حتى لو تمَّ ذلك بعد زمن طال أم قصر؟
ألا فكيف يكون التأطير في المستقبل!...
بعد أن تبحر في مسامِّ هذه الحروف؟
اللهم فاشهد...
وأنت اشهد يا تاريخ...

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved