أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 23rd May,2001 العدد:10464الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,صفر 1422

محليــات

مستعجل
كيف حال المسلمين بعد الفضائيات؟!
عبدالرحمن بن سعد السماري
** القنوات الفضائية التي ملأت الأقمار الصناعية وأصبحت تبث من أقصى الشرق الى أقصى الغرب، ، وأصبح في وسع أي انسان وفي أي مكان من هذا الكون، ، ان يستقبل يوميا حوالي خمسمائة محطة على الأقل من خلال جهاز استقبال صغير جدا، ، وبعدة لغات، ، بل إن بعض المحطات الغربية والشرقية ومحطات التضليل المختلفة تبث باللغة العربية، ، وتحاول استقطاب العرب بأي شكل،
** هذه المحطات الفضائية، ، لم تقض على الوسائل الاعلامية الأخرى، ، ولم تقلل من حضورها وفاعليتها ولم تلغ الراديو ولا الصحف ولا أي شيء آخر، ، بل ان الراديو الذي أصبح مهدداً أكثر من غيره مازال في كامل حيويته وتأثيره، ، وما زال له عشاقه ومتابعوه، ، ففي السيارة مثلا، ، لا يمكن ان تتفاعل مع أي وسيلة أخرى وتتعاطى معها، ، سواء كنت سائقاً أو راكباً غير الراديو، ،
** والناس اليوم يقضون في السيارة وقتاً ليس بالهين وكذا في المكاتب، ، وكذا من يريد خبراً سريعاً أو مادة ثقافية أو علمية تبث من خلال الراديو،
** لقد أشيع عند انطلاق هذه القنوات الفضائية، ، أنها ستحطم كل شيء، ، وستلغي الصحافة والراديو وسائر الوسائل الأخرى،
** وجاء الانترنت وقالوا، ، سيقضي على الصحف وسينهيها، ، وسيتجه الجميع الى الصحافة الالكترونية، ، وقدمت مشاريع في هذا الاتجاه ولكن، ، ما زلنا نسمع يوماً بعد آخر، ، عن اغلاق موقع في الانترنت، ، وليته موقع صغير، ، بل موقع كبير لجهة معروفة عالمياً، ، لأنها فشلت في تمويل هذا الموقع الذي يأخذ ولا يعطي،
** أما الصحافة، ، فهي اليوم في تزايد وتنامٍ، ، وفي كل يوم نسمع عن صحيفة جديدة، ، ومجلة جديدة، ، ونشرة جديدة، ، تستخدم الورق وليس الكمبيوتر، ،
** نعود الى القنوات الفضائية وكيف ولماذا انتشرت، ، وكيف تكاثرت ومن وراء هذا التكاثر، ، ولماذا بهذا الحجم، ، وهل سيتوقف بعضها أو أنها ستستمر كلها، ، وهل ستزيد أم ستشمر، ، وهل ستخسر معركتها مع الانترنت أو ربما أي وسيلة جديدة أخرى؟!
** هذه القنوات، ، يبدو لي أنها جزء من شيء اسمه، ، العولمة، ، والخاسر فيها، ، هو من يتعاطى معها، ، دون ان يدرك أهدافها وانها تسعى بكل ما في وسعها للتشكيك في الثوابت والتقاليد، ،
** هذه المحطات، ، لا تريد أن يسود العالم نمط واحد من التفكير، ،
** هذه المحطات، ، لا تريد أكثر من فكر وأكثر من توجه واحد، ،
** هي تريد صهر الناس في بوتقة فكرية واحدة، ،
** إذاً، ، المسلمون هم المستهدفون، ، ولهذا، ، لا نستغرب إذا وُجهت هذه المحطات لهم وبلغتهم، ،
** ولا نستغرب إذا ما شاهدنا البرامج كأنها مصنوعة لهم،
** البث الفضائي اليوم، ، هو في حالة، ، مد وجزر، ، بعضه يستمر ويزيد، ، وبعضه ينقص، ، وبعضه يتوقف عندما يتوقف الداعم، ،
** يبقى هنا، ، بعض الأسئلة التي لم نجب عليها، ، وهي تقول، ، من الذي يدعم ويساند هذه المحطات؟
** وماذا استفاد المسلمون من هذه المحطات، ، أو هل لها فائدة للمسلمين أصلا؟
** وهل الفضائيات تضطلع بتنفيذ مبدأ العولمة، ، وهي صهر العالم كله في نمط تفكير واحد لا غير؟!
** أما السؤال الأخير فيقول، ، ما حجم الأضرار التي جناها المسلمون من الفضائيات، ، وكيف حال مجتمعاتهم بعدها؟!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved