| المجتمـع
* تحقيق- إبراهيم المعطش:
تواصلاً لما طرحته )الجزيرة( من آراء للطلاب حول ندرة الوظائف المتاحة في المرافق الحكومية والشركات الاهلية لخريجي الأقسام النظرية في الجامعات يسرنا اليوم ان ننشر رأي بعض الدكاترة المشرفين على تلك الأقسام ليجسدوا واقع الحال كاملا وليوضحوا الاسباب الحقيقية وراء تكدس معظم خريجي تلك الاقسام في البيوت مشكلين بطالة تحولت الى ظاهرة مزمنة تبحث عن حل.
الفرق بين النظرية والعلمية
في البداية تحدث د. صالح معيض الغامدي رئيس قسم اللغة العربية في كلية الاداب بجامعة الملك سعود حيث يرى ان اقبال الطلاب على الأقسام النظرية راجع الى قبول هذه الأقسام كميات كبيرة من الطلاب مقارنة بالأقسام العلمية أو التطبيقية كما أوضح ان الأقسام النظرية لاتحتاج الى توفير مستلزمات مكلفة أو محددة مثل المعامل والأجهزة وخلافه التي ترتبط بالأقسام التطبيقية، وهذا ينعكس في رأيه على قبول الطلاب فيها، وأضاف قائلاً: الأقسام التطبيقية أو العملية دائماً يكون فيها القبول محدوداً وذلك راجع لعدة عوامل منها مثلاً أن قسم التطبيق أو العملي يحتاج الى تجهيزات ومعدات تكون لعدد محدود من الطلاب وزيادة القبول في هذه الاقسام لابد أن يوافقها زيادة في عملية الاستيعاب، وهذا في اعتقادي يحتاج إلى وقت لكي يتم الاستعداد كاملاً، والنظر الى الوظيفة امر مهم وتهيئة الطالب للحصول على وظيفة أيضاً امر أكثر أهمية، لذلك فإن الطلاب يبحثون عن مستقبلهم الوظيفي وتأمينه وهذا ما يجعل الطالب في حيرة من أمره خصوصاً عندما يأتي عند النقطة المهمة الا وهي تحديد شخصه، لذلك لابد ان نحاول بقدر الامكان في أي كلية تهيئة الطالب للحصول على وظيفة بمجرد تخرجه وهذا ما تفتقده بعض التخصصات النظرية التي لا تجد القدرة على تهيئة الطالب ان يحصل على وظيفة لأي سبب قد يكون منها عدم ملاءمة مخرجات التعليم مع متطلبات السوق، وعن إلغاء بعض الأقسام لعدم جدواها قال د. صالح: أعتقد أن كلمة إلغاء كبيرة أو تحتاج إلى تفكير عميق لكن أعتقد ان التغيير في بعض السياسات للأقسام أو الكلية هو المطلوب، وأكثر الكليات حالياً تغير سياستها التعليمية وتستحدث وتحذف فيما يتوافق مع الرؤى فمنها ما يتم تثبيته ومنها ما يثبت عدم جدواه ولابد ان نسير خطة لمواكبة العصر ومتطلبات العمل والسوق.
وظيفة مصحح لغوي
وتحدث د. صالح عن قسم اللغة الذي يرأسه قائلاً: في قسم اللغة العربية بكلية الآداب استحدثنا خططاً جديدة تخدم القسم وتخدم الخريجين مما يجعل هناك توافقاً بين المتطلبات نحاول دائماً ان نربط بين البعد الأكاديمي والبعد العملي، والهدف التعليمي هو الأهم لدينا بالدرجة الأولى، وفي قسم اللغة العربية قمنا بإرسال خطابات للكثير من المؤسسات التجارية الكبيرة مثل البنوك والوكالات والمختصين بالدعاية عن استحداث وظيفة مصحح لغوي وذلك لكثرة مارأينا من أخطاء لغوية في الاعلانات.
آلية جديدة لقسم الآثار
اتهم كثيراً قسم الآثار والمتاحف بجامعة الملك سعود بأنه لافائدة منه وأنه قسم لم يعد له أي دور فاعل.. لذلك كانت مشاركة رئيس قسم الآثار والمتاحف بجامعة الملك سعود د. خليل ابراهيم المعيقل ليحدثنا عن هذا الموضوع ويدافع عن هذه الاتهامات قائلا لا أعتقد ان قسم الآثار يتسم بكل هذه الصفات السلبية لايوجد أي قسم أو أي كلية تم إقرارها دون النظر للمدى البعيد عما تقدمه، وقسم الآثار والمتاحف قدم خدمات جليلة وكبيرة لايمكن تجاهلها، والحقيقة شعرنا أن هناك فجوة بين المناهج ومواكبة السوق فغيرنا الكثير من خططنا، ومع تنشيط السياحة في المملكة اقترحنا وجود دبلوم عالٍ في الإرشاد السياحي وهو الآن في مراحل الإعداد، مدته سنة ونصف نركز فيه على اعداد الطلبة لإجادة اللغات الحية وكما يعلم الجميع فلابد أن يكون المرشد السياحي من أبناء الوطن حتى يكون ما يقدمه للسياح من خلفيات تراثية وغير تراثية مقبولاً، وواصل د. المعيقل حديثه قائلا: كما استحدثنا في مجال البكالوريس مسار المتاحف والترميم لتهيئة شريحة من الخريجين للعمل في المتاحف الحكومية والمتاحف الخاصة، وأدعو هنا المتاحف الحكومية القائمة في ظل التوجه السياحي الى التوسع وإعادة النظر في هيكلتها واستيعابها ودورها فمع توسعها لابد أن تحتاج الى خريجين يديرون دفتها الى التقدم، خصوصاً أنه يتم تخريج ما يقارب 20 الى 30 طالباً في العام الواحد وهي نسبة غير كبيرة تحتاج الى من يراعيها ولو خططنا لاستيعابهم لتم ذلك ولكن المشكلة تكمن في عدم التخطيط.
استنتاجات
من خلال آراء الطلاب التي سبق أن نشرناها وآراء بعض الدكاترة نستنتج عدة أمور عن هذا الموضوع من أهمها:
* عدم جدوى بعض الأقسام النظرية في الجامعات وإلغاؤها أفضل حل.
* بعض الطلبة يتجهون للأقسام النظرية لكي يكتسبوا صفة الجامعي بغض النظر عن القسم ومدى تأهيله للالتحاق بوظيفة مناسبة.
* مطلوب تخفيف الشروط المعمول بها للقبول في الأقسام العلمية فهناك من نسبته منخفضة لأمور طارئة.
* هناك من الطلاب من ضحى بشهادته الجامعية ودخل معاهد فنية تقبل خريجي الثانوية لكي يضمن الوظيفة.
* الوضع يزداد سوءاً ما لم يتم تداركه بحل جذري للمشكلة على أعلى المستويات لوضع حد لمأساة الكثير من الخريجين.
|
|
|
|
|