أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 23rd May,2001 العدد:10464الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,صفر 1422

مقـالات

البوارح
الفيصل في ذاكرة التاريخ
د. دلال بنت مخلد الحربي
)3-3(
في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة استكمل ما بدأته في ا لحلقتين السابقتين من استعراض لكتاب «فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وجهوده في القضايا العربية والإسلامية )1324 - 1395هـ/ 1906 - 1975م( لمؤلفه الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز الحصين، والصادر عن مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، فقد خصص الفصل الثالث من الكتاب والذي يحمل عنوان «جهد الفيصل في تمثيل المملكة العربية السعودية في المحافل والمؤتمرات والمنظمات في عهد والده ونتائج ذلك» لتوضيح نشاط الفيصل السياسي والذي بدأ منذ عهد مبكر من حياته نتيجة لحرص الملك عبدالعزيز في تلقين ابنه أصول العمل السياسي والتدرب عليه منذ الصغر لكسبه التجربة العملية التي تصقل من شخصيته، وقد كانت أولى هذه المهام رحلته الشهيرة إلى انجلترا في عام 1327هـ، وهي رحلة كانت على درجة بالغة من الأهمية كونها كانت تهدف إلى: «الإطلاع على رأي الحلفاء بعد انتصارهم في الحرب العالمية الأولى فيما يتعلق بالقضايا العربية» ومن المؤكد أنها من جانب آخر تعكس ثقة الملك عبدالعزيز في ابنه فيصل، وقد تعامل الفيصل مع هذه الثقة بقدر كبير من حسن التصرف وأدى مهمته على أكمل وجه، مما حدا بالمسؤولين البريطانيين والصحافة البريطانية أن يبدوا إعجابهم بالأمير الصغير.
وفي العام 1358هـ كان مؤتمر لندن الذي خصص لبحث القضية الفلسطينية، ومثل الفيصل بلاده في هذا المؤتمر وكان لدوره الواضح انعكاسه على الموقف الدولي من تلك القضية، ويقرر المؤلف هذا الحقيقة قائلاً: «إن دور الفيصل في مؤتمر لندن كان البداية الأولى لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية والمؤتمرات حتى أن رئيس الوزراء المصري محمد محمود باشا طلب من الملك عبدالعزيز بعد انتهاء المؤتمر ان يبقى الفيصل في القاهرة لاستكمال المباحثات حول القضية الفلسطينية لأن في بقائه أمل كبير في الوصول إلى حل».
ومن جهود الفيصل السياسية في عهد والده رحلته في عام 1363هـ إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتمثيل المملكة في مؤتمر سان فرانسيسكو لوضع ميثاق هيئة الأمم المتحدة، ثم نقله طلب المملكة في الانضمام إلى هذه الهيئة الدولية في عام 1364هـ.
وركز المؤلف في الفصل الرابع من الكتاب على الفيصل ملكاً )1384 - 1395هـ( حيث أبرز جهوده وأعماله الداخلية منذ توليه الملك حتى وفاته رحمه الله، فعدد مجالات انجازاته المتمثلة بالعناية بالتعليم والصحة والاقتصاد والمواصلات والاتصالات والعناية بالجانب العسكري وشؤون الحرمين الشريفين والشؤون الاجتماعية، وغيرها.
وجاء الفصل الخامس والأخير بعنوان: «جهوده في نشر الدعوة الإسلامية ووحدة الأمة العربية والإسلامية ومحاربة الحركات الهدامة بعد توليه السلطة» حيث أبرز المؤلف جهود الفيصل في القضايا العربية التي تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية التي وقف معها الفيصل بكل حماسة ودعم أدى إلى تزايد المقاومة الشعبية الفلسطينية في فلسطين، وما كان له من دور في إبراز هذه القضية على الساحة الدولية.
ومن اسهامات الفيصل الأخرى على المستوى الدولي والعربي والإسلامي ما قام به في مؤتمر باندونج والمؤتمر الإسلامي في مكة ومؤتمر الدار البيضاء وحرب رمضان، ثم دعوته للتضامن الإسلامي من أجل خدمة القضية العربية الإسلامية التي أصبحت تشكل جل همه وتفكيره حتى استشهاده رحمه الله في عام 1395هـ.
وفي الختام فان هذا الكتاب مع ما عليه من ملاحظات علمية يعد عملاً طيباً يخدم تاريخ المملكة العربية السعودية، ويقدم معلومات عن فترة مزدهرة حفلت بالنشاط السياسي والانماء الداخلي، ومثل أي عمل فان الكتاب لايخلو من الجوانب السلبية التي يمكن اختصارها في بعض نقاط مثل استخدام عبارات انشائية عاطفية، وتكرار بعض المعلومات، والتعليق على أمور لاتحتاج إلى تعليق، وعدم ثبات المنهج، والتداخل بين احداث وقعت في عهد الملك عبدالعزيز لاعلاقة لها بالملك فيصل.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved