| مقـالات
عندما شن العدو الإسرائيلي قبل أيام إعتداءاته الصارخة في مدينتي جنين وطولكرم وقصفه الإجرامي على مدينتي نابلس ورام الله بالمقاتلات أف -16 )F-16الأمريكية الصنع والتمويل، وعندما قصفت طائرا هليكوبتر إسرائيلية بالصواريخ مقار السلطة الفلسطينية الأمر الذي أسفر عن 11 شهيد وإصابة العشرات من المدنيين. وضعت يدي على قلبي، وتذكرت الأستاذ محمود شاكر وهو يتحدث في جامعة الإمام محمد بن سعود محاضرا عن «اليهود وأطماعهم في العالم العربي» مشيرا الى أن الثقافة العربية لم تستوعب الفكر اليهودي كما يجب ورغم مرور نصف قرن من الزمان من قيام دولة العدو الحديثة بمؤسساتها، وترسانتها العسكرية إلا أن العرب لا زالوا يعتقدون أن المطلوب هو فلسطين الأرض الموعودة فحسب.. ولذا تتماهى الأنظمة العربية مع الممكن والسلام وعدم مواجهة الأمر الواقع.. ودفن الرأس في الرمال لعل الأمور تسير..
إن هذا الإرهاب وهذه الوحشية ضد الفلسطينيين، مقرونة بالصمت العربي والاستسلام إلا من المؤتمرات اللامجدية والخطابات الفارغة والتنديدات الكاريكاتورية سوف تشعر العدو بعجز العرب وعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم وبالتالي تتفتح شهوة العدو في الاستزادة والطمع ليس في فلسطين وحدها ولكن في الأراضي العربية إن أمكنها.. فلن يكتفي العدو بفلسطين ما دام المسألة بهذا الشكل وما دام العجز بهذه الصورة فلماذا التوقف عند فلسطين والأرض مملؤة خيرات وأنهار ثروات.. نعم الطمع والرغبة في التوسع المتواكبة مع المبادئ التوارتية سوف تتفجر باتجاه إيجاد إسرائيل الكبرى.. إن كل ما مر من مناورات إسرائيلية عن السلام ما هي إلا استزادة للنفوذ ولتحقيق مكاسب سياسية ممثلة في الاستيطان ومكاسب وعسكرية ممثلة في مثل هذا الانتصار وكسبا للوقت وقتل العرب والمسلمين حبة حبة «على ما يقولون». إن مسألة السلام خدعة كبيرة.. هل تتوقعون أن ينشأ سلام مع قيادات مثل بن غوريون مناحيم بيجن ونتنياهو وشارون وباراك لا يمكن. هؤلاء هدفهم واحد ضمن منظومة سياسية صهيونية هدفها استعادة الأرض التي يرون أنها لهم..
بعضنا يظن أن هذه الإبادات والوحشية مجرد تخويف للفلسطين وللعرب.. وبعضنا سذاجة يظن أنهم يردون على ما تفعله حماس من مقاومة بل ويرى البعض «سطحية» أن حماس هي سبب هذه الوحشية.. هل تنتظرون من حماس أن تهدأ والأرض مسلوبة هل تريدون للفلسطينيين أن يستسلموا.. وحتى لو استسلموا هل سينتهي الأمر؟.. لا.. ما دام العجز العربي هكذا فرحم الله العرب ولعنة الله على اليهود لن يبقى ما نمتلكه ودعك من أمريكا ورعايتها الكاذبة للسلام.. إن الحرامي والمجرم إذا وجد أنأهل البيت ضعفاء ومستسلمون لا يقاومون وأمن الخطر وسيطر، سيطلب منهم المغادرة ليخلوا له البيت لا سيما إذا كان يملك قناعات بأن البيت بيته وأنه حقيق بما يفعل.. ألم تطالعنا الصحف بأن شارون يعتبر الأردن مجالا جويا لإسرائيل.. إن هذه الاعتداءات الأخيرة ومن شارون بالذات مجرم الحروب مقدمة لاعتداءات قادمة أيضا ستضرب سوريا ولبنان وربما مصر وربما وربما .. لهذا فإن العجز العربي لابد أن يتحول الى مواجهة لايقاف الأطماع الاسرائيلية ليس في فلسطين وإنما في العالم العربي أجمع.
ص.ب: 90155-رمز: 11633 الرياض.
ALRESHOUD@HOTMAIL.COM
|
|
|
|
|