أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 23rd May,2001 العدد:10464الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,صفر 1422

مقـالات

رؤى وآفاق
أسابيع ما قبل الاختبار
د. عبدالعزيزبن محمد الفيصل
الاختبار ارهاق للطالب واهل الطالب، فهو ارهاق عن طريق المذاكرة والتحصيل، فجل الدروس يعتمد على الحفظ اكثر من الفهم، فيسعى الطالب الى الاستذكار والتكرار خشية ان يضيع ما حصله، فذاكرة الطالب في ارهاق متواصل، وبجانب ارهاق الاستذكار يوجد ارهاق الحضور، فلو تأخر الطالب لضاع عليه ما حصله وتعب فيه وارهاق الطريق، فطرق اليوم غير طرق الامس، فلو حصل حادث للسيارة التي يستقلها الطالب لفقد الاختبار، فهو في ارهاق في حال ركوبه السيارة المتجهة به الى الاختبار، ويمتد الارهاق الى البيت، فوالد الطالب يهتم بأمره ويتابعه خشية تقصير في المذاكرة، او تأخر في الحضور، ووالدة الطالب او الطالبة في ارهاق لما ينالها من هم لابنائها وبناتها، فهي التي تهيئ لهم ادوات المدرسة ومستلزمات اليوم الدراسي، بالاضافة الى استيقاظهم من النوم، وتهيئتهم للخروج من البيت الى المدرسة. واذا كانت مدارس البنات تريح الآباء ببقاء الطالبات في المدارس فان وزارة المعارف تُحَمِّلُ الاباء همَّ ابنائهم، فالضياع والخصومات، والمضاربات، تحصل عند ابواب المدارس في ايام الاختبارات، لان وقت الخروج غير منضبط، مما لا يتيح للاباء الحضور في الوقت الذي يخرج فيه الطالب من قاعة الاختبار، وقد يستغل ذلك الوضع فئات ممن حرموا من الاختبارات، او تركوها لشعورهم بعدم القدرة على ادائها، فتجدهم يطوفون بسياراتهم، ويفحطون، للفت نظر الطلاب الذين ينتظرون آباءهم عند ابواب المدارس، فتحصل الفوضى، وربما حصلت الخصومات، ان العملية التعليمية تجمع بين التعليم والتربية، فأين المربون في المدارس عن هذه المظاهر التي تتكرر في كل عام، أليس هناك حلول؟ ألا يمكن بقاء الطلاب في المدرسة، ويكون وقت الخروج معلوماً في الساعة الحادية عشرة او الثانية عشرة، وبذلك نغلق الباب على من ينتظر هذه الفوضى الفصلية عند ابواب المدارس.
واذا كانت ايام الاختبار ارهاقاً للطالب واهل بيته فان الأسابيع التي تسبق الاختبار تشتمل على البلبلة، وعدم الاستقرار، فاذا بقي على نهاية الفصل اسبوعان او ثلاثة اسابيع بدأ التراخي من قبل المعلمين والمعلمات، فبعضهم ينهي المنهج قبل انتهاء الايام المخصصة للفصل باسبوعين او ثلاثة، فيبدأ المعلم او المعلمة بالتلميح للطلاب أن لا فائدة من حضورهم، فإذا رأى المعلم أو المعلمة ان التلميح لم يجد بدأ في التصريح بقوله: انهينا المنهج فلماذا تأتون، فاذا حقق المعلم ما يريد ذهب في اليوم التالي الى المدير وقال: لم يحضر الا عدد قليل من الطلاب، وعند ذلك يحقق الراحة التي يريدها، اما المدير او المديرة فانهما يمالئان المعلمين او المعلمات على الرغم من الانظمة الصريحة في ضبط المدرسة وانتظام الدراسة فيأتي الطالب او الطالبة الى والدهما فيقولان سنغيب لان المدرسة مافيها طلاب، فيكون رد الاب جداً بقوله: بقي في الفصل اسبوعان فلماذا الغياب؟ فيأتي الرد من الطالب او الطالبة: لا نريد ان نكون ثقلاء على المعلم او المعلمة، فعندما نحضر سوف نسمع الفاظ الاستنقاص والازدراء.
ان تلك الاسابيع التي تسبق الاختبار اسابيع ضياع، ولا يقل ارهاقها للاباء عن ارهاق ايام الاختبار نفسه، فوالد الطالب او الطالبة يرغب في الالتزام بالانظمة، وذلك بانتظام حضور ابنه او ابنته، والطالب او الطالبة بين امرين: حضور لا فائدة منه - وقد يضايق الطالب بسبب حضوره - او غياب لم يبن على اسس، وقد يخشى والد الطالب او الطالبة على ابنه او ابنته بسبب الغياب، انها مسألة جديرة بالعلاج، وعلاجها عند وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات.
ان السؤال الذي يطرح نفسه هو: أين متابعة التوجيه التربوي للمعلمين والمعلمات في توزيع المنهج على اسابيع الفصل، وأين متابعتهم لتحضير الدروس من قبل المعلمين والمعلمات وأين الموجه او الموجهة في هذه الايام الاخيرة التي تعمها الفوضى، ان المطلوب من وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات توجيه الموجهين والموجهات الى المدارس في الاسبوعين الاخيرين، مما يضمن استمرار الدراسة او اعلانها عطلة صريحة، ليفهم الاباء وضع ابنائهم وبناتهم. ان المشكلة قائمة وتتكرر في: آخر كل فصل، فهل يبقى الآباء في هذا الوضع المتمثل في: حضور او لا حضور؟! ان الحل بيد المسؤولين في وزارة المعارف، والرئاسة العامة لتعليم البنات، فهل يتحقق؟!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved