| العالم اليوم
* رام الله وائل نخلة
بروكسل اف ب:
^^^^^^^^^^^^^
بدأ قبيل ظهر أمس الاثنين في بروكسل أول اجتماع للجنة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي واسرائيل والذي سيشكل فرصة للاوروبيين لتأكيد معارضتهم لسياسة الاستيطان اليهودية، كما افاد مصدر اوروبي.
^^^^^^^^^^^^^
وبرعاية ممثل عن الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي، سيقوم مسؤولون اوروبيون واسرائيليون كبار بعرض مجمل المواضيع التي يشملها اتفاق الشراكة الذي دخل حيز التنفيذ في الاول من حزيران/ يونيو 2000.
ويتضمن هذا الاتفاق جانبا سياسيا يتناول التزام احترام حقوق الانسان، وجانبا اقتصاديا لان الاتحاد الأوروبي هو أول شريك تجاري لاسرائيل مع مبادلات اجمالية تقدر قيمتها بحوالي 24 مليار دولار سنويا. وتركز اجتماع أمس الاثنين على مشكلة «قواعد المنشأ».
ويسمح اتفاق الشراكة بإعفاء المنتجات «المصنعة في اسرائيل» من الرسوم الجمركية، ولكن الاتحاد الأوروبي يأخذ على الدولة العبرية الالتفاف على الاتفاق عن طريق استفادة المنتجات الاتية من المستوطنات اليهودية المقامة في الاراضي الفلسطينية من الاعفاءات الجمركية.
وأمس قال الاتحاد الأوروبي وبصورة علنية، ان هذه المستوطنات «غير شرعية» بنظر القانون الدولي.
وفي بروكسل، يعتبر هذا الاعلان الذي جاء نتيجة توافق مسبق بين دول الاتحاد الأوروبي ال15، بمثابة مرحلة رمزية مهمة على طريق تبني موقف سياسي مشترك حيال اسرائيل. ولكن الالمان لا يزالون مع ذلك متحفظين ازاء تصلب الأوروبيين ضد الدولة العبرية.
وعلى صعيد الإرهاب الإسرائيلي لم يكن القصف مفاجئا لهم.. لقد توقَّع الجميع هنا أن تشن إسرائيل شكلاً جديداً من حربها وعدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني منذ ثمانية شهور، في مدينة رام الله التي لا تبعد سوى خمس عشرة دقيقة عن مدينة القدس المحتلة سيطرت أخبار القصف على أحاديث المواطنين في المدينة التي شهدت حركة اعتيادية وكأن شيئاً لم يقع.
وواجه السكان القصف الاسرائيلي لأحد مقرات القوة 17 الحرس الخاص للرئيس الفلسطيني يوم الخميس الماضي الذي أسفر عن استشهاد أحد عناصر القوة بنوع من الاستهزاء وعدم المبالاة أو الخوف.
نعيم، شاب توجه أعوام موقع القصف لكي يستطلع المكان ويقدم المساعدة إذا طلب منه ذلك يقول «ماذا سيفعلون بعد ذلك، لم يتبق لهم سوى السلاح النووي لكي يضربونا به».
على دوار المنارة وسط رام الله وبعد ساعات قليلة للقصف الاسرائيلي تخرج مسيرات جماهيرية واسعة في رام الله كبقية المدن الفلسطينية التي تعرضت لغارات إسرائيلية بعد عملية نتانيا الاستشهادية، هذه المسيرات أصبحت تقليداً فلسطينياً يعقب كل مرحلة من مراحل التصعيد الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. أبو علي الذي يصفه كثيرون بأنه شعلة المسيرات، يؤكد على رسالة الصمود والتحدي لهذه المسيرات في وجه العالم كله، ويضيف «إننا شعب لن نركع ولن يخفيه لا الطائرات ولا الصواريخ ولا الدبابات، وسنبقى صامدين على تراب هذا الوطن لأنه لا مكان لنا غيره».
وفي منطقة أم الشرايط أحد أحياء رام الله كان العشرات من المواطنين يتفقدون موقع ال«17» الذي دُمَّر تماماً، ويراقبون بألم وحزن رجال الاسعاف الذين يزيلون الأنقاض عن جثة شاب فلسطيني حوَّلته الصواريخ الإسرائيلية أعوام إسرائيل.
فتاة تعيش بالقرب من المكان وصفت ما شاهدته بأنه كان كابوساً، كان صوت الانفجار شديداً وكل زجاج المنزل سقط على الأرض، وبدأت أعمدة الدخان والغبار تتصاعد رويداً رويداً حتى غطت المكان.
الشهيد الذي سقط هنا هو اسماعيل أبو رفيع )23( عاماً من مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة، جاء به القدر أعوام رام الله ليلتحق بأحد الأجهزة الأمنية الفلسطينية منذ شهر فقط، كان يتابع أحداث أهله في القطاع عبر المكالمات التلفونية ليطمئن عليهم ولكن القصف الإسرائيلي عاجله بصاروخ دمَّر الموقع الذي تواجد فيه بشكل كامل تقريباً.
يقول والده الذي وقف بشموخ وجلد كبيرين يستقبل المعزين بابنه «تابعت باهتمام عبر التلفزيون أحداث القصف للاطمئنان على الأهل والإخوة في رام الله، وإذ بي أفاجأ بسماع اسم ابني شهيدا جراء القصف».
عمر من البيرة علَّق على القصف الإسرائيلي بقوله: هذه نهاية شارون، الذي يؤكد باستخدامه الطائرات الحربية من نوع إف «16» على فشل برنامجه.. معنوياتنا مرتفعة، ولم نعد نهتم كثيراً بالحياة أو الموت.
وتستمر حياة الناس في رام الله.. اجندتهم وذكرياتهم مليئة بأخبار القصف والتشريد والهدم والقتل.. ويسجل التاريخ صمود الشعب الفلسطيني كما جسده الشهيد أبو رفيع في رام الله الذي تذكّر والدته التي قتلها الاحتلال قبل عشرة أعوام بعد استنشاقها للغازات السامة واليوم يلحق بها ابنها بعدما ردم الاحتلال مبنيين على جسده الذي تحول إلى أشلاء.
|
|
|
|
|