أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 22nd May,2001 العدد:10463الطبعةالاولـي الثلاثاء 28 ,صفر 1422

تحقيقات

«الجزيرة» في عرض لآراء الرجال والنساء وأعضاء المجلس وأهل الاختصاص:
مشاركة المرأة في عضوية مجلس الشورى بين الرفض والتأييد
* تحقيق :فايزة الحربي
تتعالى الاصوات بين حين وآخر مطالبة بمشاركة فعالة للمرأة في مختلف جوانب وأوجه الحياة باعتبارها نصف المجتمع وأحد أهم أركانه.
ومن تلك المطالب عضويتها في مجلس الشورى كعضوة كاملة العضوية وليست مجرد مستشارة لقضايا واحتياجات تخصها وتتعلق بحياتها فقط.
ولأن من حق المرأة ان تطرح مطالبها ووجهة نظرها وتتعرف على الرأي الآخر سلباً او ايجاباً حيال تلك المطالب كان تحقيقنا اليوم حول تلك القضية التي نعرض فيها لرأي الشرع أولا ثم لما يقوله اصحاب الرأي والاختصاص تبعا لما وافق الشارع الحكيم.
كما نعرض لآراء عدد من النساء وذوات الاختصاص عن هذا الموضوع .. وكيف يرى اعضاء مجلس الشورى الحاليون امكانية مشاركة المرأة لهم في اعمال المجلس.. فتعالوا معنا الى التفاصيل.
بداية تحدث عن هذا الموضوع فضيلة الشيخ الدكتور ابراهيم بن صالح الخضيري القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض حيث قال ان للمرأة في الشريعة الاسلامية خصائص مميزة تستقل بها عن سواها وتتعاطى عملها في كل شيء ومن المعلوم ايضا ان للمرأة رأياً قد يكون رشيدا في كثير من المواضيع وبخاصة ما يتعلق بها ولكن عملها كعضوة في مجلس الشورى او عضوة في البرلمان على الطراز العالمي المعروف الآن هو عمل لا يتوافق مع الشريعة الاسلامية بوجه من الوجوه لاعتبارات كثيرة جدا ابرزها ان المرأة لا يجوز لها ان تختلط بالرجال.
كما ان مجلس الشورى باعضائه من الممكن ان يصل رأي المرأة اليهم خاصة اذا علمنا ان في هذه المجموعة الكبيرة من يتأثر بامرأته او ربما ان شئنا ان نقول تسيطر عليه امرأته في كثير من قراراته حتى القرارات التي تتعلق بعمله ولذلك فإنني ارى انه يحرم ان تعين المرأة عضوة في مجلس الشورى للمحاذير الشرعية التي نعرفها جميعا المتمثلة في الاختلاط وان جدوى مشاركتها في المجلس هي وصول صوتها وهذا متحقق يقيناً دون وصولها هي وهذا يتم إما عن طريق القنوات الادارية المعروفة وإما عن طريق سيطرتها على زوجها كعضو في مجلس الشورى وتملي عليه امرأته أراءها وطلباتها وبالتالي يوصلها بكل امانة محفوفة بالرعب والخوف منها الى الجهات التي تطلب ذلك وقديما قالوا وراء كل عظيم امرأة.
اما ما يتعلق بالنظام العالمي بوجود برلمانات تكون المرأة فيها عضوا فالجميع يدرك ان البرلمانات العالمية تختلف عن الشورى في المملكة العربية السعودية لأن البرلمانات العالمية لها صلاحيات تختلف كليا عن مجلس الشورى عندنا فمسؤوليته لدينا ابداء الرأي والمشورة فقط وعلى هذا فإن دخول المرأة فيه مفسد لا مصلح وضار لا نافع هذا ما أراه.
ü «الجزيزة» اذا لم يكن هناك اختلاط، مثلا عن طريق الشبكة التلفزيونية؟.
ليس هناك اي جدوى نافعة لدخولها حتى عن طريق الشبكة التلفزيونية، ليست هناك جدوى نافعة ولا ثمرة ترجى من ذلك لذلك فأنا اعتقد ان دخولها غير مجد لأنها اذا دخلت اليوم عن طريق الشبكة التلفزيونية فستدخل بعد غد بدون حائل وهذا تدرج لا يخدمها كون المرأة تكون عضوة بمرتبة عضو في مجلس الشورى لها خصائص العضو وان تشارك وتداوم وترتبط بلجان اعتقد ان هذا لايكون في اختصاصها المحض وهذا من الممكن ان تقدمه لمجلس الشورى بطريقتها وأما ان يكون في غير اختصاصها ودخولها فيما لاثمرة من ورائه.
ü ألم يكن الرسول يشاور زوجاته؟
لم يكن عليه الصلاة والسلام يستشيرهن في الأمور الهامة للمسلمين كالغزو والحروب والتخطيط الاستراتيجي للقتال العسكري ولم يكن عليه الصلاة والسلام يستشيرهن في فتح المدن ولافي غيرها انما كان عليه الصلاة والسلام يستشيرهن في الأمور التي تهمهن من جهة وفي الأمور التي قد تهم المجتمع باعتبار ان المرأة لها يد في صناعة المجتمع.
ü وماذا اذا كانت مشاركتها تقتصر على اللجان الخاصة بشؤون المرأة فقط؟
من الممكن ان تشارك لكن ليس بكونها عضوا، لا يلزم من مشاركتها في ابداء الرأي ان تكون عضوة لأن مجلس الشورى يتلقى تقارير من دوائر الدولة المختلفة مثل وزارة العدل ورئاسة تعليم البنات ووزارة المعارف ووزارة التعليم العالي، يتلقى هذه التقارير والآراء من المختصين في تلك الوزارات بل ربما يجتمع مع بعض المختصين فمثل هذا وارد يعني يمكن ان تجتمع المرأة مع مثلها وتقدم تقارير تلو التقارير وتقدم ما لديها.
بشرط بعدها عن الرجال
أما الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى فتحدث عن هذا الموضوع فقال: ان الله هيأ المرأة وهيأ لها طبيعة تناسبها وكذلك الرجل هيأه وهيأ له طبيعة تناسبه كما قال الله جل وعلا «للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن» .. ولو قال قائل ان المرأة كالرجل في كل شيء فإنه لا يمكن ان يقبل بذلك احد عاقل ولو قيل لرجل طبيعي تنازل عن مميزاتك واختصاصاتك لامتنع ولو طلب من المرأة ان تتنازل عن اختصاصاتها ومميزاتها التي ميزها الله بها لامتنعت اشد الامتناع. هذا اذا كان المخاطب يدرك حقيقة ما يقول وما يفعل ومن المعلوم ان المرأة حينما يسند اليها عمل فلا يخلو اما ان يكون هذا العمل يقتضي منها اهانة كرامتها وتدمير شخصيتها ومنعها من ممارسة ما شرعه الله لها ان تمارسه فإن هذا امر لا يمكن ان يقبل بحال من الأحوال واذا امكن ان تعمل المرأة في الحياة اي عمل لا تترتب عليه اي سلبيات لا دينية ولا شرعية ولا عرفية فإن المرأة يسند اليها العمل ولعل المملكة العربية السعودية في هذا العصر تعتبر رائدة في هذا المجال فلا يوجد في العالم استقلال تعليم المرأة عن الرجل وله ادارة وجهة تعنى به ومستقل تمام الاستقلال.
ولنأتي على الأعمال الاخرى في مجلس الشورى او غيره فإذا وجد في هذه الدولة عضوية في مجلس الشورى نساء مستقلة استقلال تعليم البنات فما الذي يمنع، قد تكون من النساء من عندها بعض الآراء والتوجيهات مثلما عند الرجل او احسن وقد تأتي بأشياء تخص المرأة وتعبر عنها فإذا وجد وهذا امر راجع للدولة فإذا وجد قسم بمجلس الشورى يخص المرأة بعيد عن الرجال مثل بعد المرأة في التعليم كما يقول اهل العربية «ربُّ امرأة خير من رجل» ونحن نعلم انه زكي من الرجال كثيرون وزكي من النساء سماهن الرسول صلى الله عليه وسلم فالمرأة لها دورها ولها تأثيرها العظيم ومشاورتها وما يدري الانسان دور المرأة الا اذا كانت عنده امرأة عاقلة او أم حنون كريمة يرجع اليها ويسألها احيانا بأمور دنياها فيجد عندها محض النصح والزوجة العاقلة ايضا يجد عندها محض النصح والنبي صلى الله عليه وسلم اقام بالحديبية وصده المشركون عن مكة وقال للناس احلقوا وانحروا وحلوا احرامكم ولكن الصحابة متعلقون يريدون دخول مكة ولو بقتال والنبي صلى الله عليه وسلم لم يرض بذلك فدخل على ام سلمى وقال مالي آمر الناس ولا يأتمرون؟ أخشى عليهم من العذاب .قالت اخرج انت وابدأ بنفسك ابدأ أنت وانحر هديك واحلق رأسك فخرج معها بهذه المشورة من أم المؤمنين رضي الله عنها وقبلها منها وبدأ بنفسه ونحر هديه وحلق رأسه فتسابق الناس وفعلوا مثل ما فعل وكادوا يقتتلون من شدة اقبالهم على هذا العمل الذي وجههم به النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ايضا مواقف كثيرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ويستشير نساءه ويسألهن ماذا تقلن في كذا وماذا تقلن في كذا؟
الله جل وعلا قال «يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحاً جميلاً وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله اعد للمحسنات منكن اجراً عظيماً» فلما قال لهن هذا وقال لهن اخترن الدنيا وزينتها او اخترن الله ورسوله اجمعن جميعا على اختيار الله ورسوله والبقاء في عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم وان واحدة منهن لم تقبل ان تفارقه بل تريد ان تبقى في عصمته وتبقى زوجة له عليه الصلاة والسلام . هذا نموذج من استشارة المرأة وكم من حياتنا العملية حينما نستشير امهاتنا وزوجاتنا واخواتنا ونجد عندهن من النصح والتوجيه والرأي ما لم يخطر لنا ببال.
وللمرأة اثرها ولها دورها ولها كلمتها النافعة وقد تكون في أمور دقيقة يغفل عنها الرجل ولا يتذكرها فتذكره بها خاصة فيما دق من الأمور وفي أمور البيوت وغير ذلك والله اعلم.
واضاف فضيلة الشيخ اللحيدان: مناقشات الرسائل والمجالس العلمية ترأسها نساء واعضاؤها نساء مثل ما يعرض في المجالس العلمية للرجال وما اخفقت في ذلك.
المهم الاختلاط هو الذي لا يجوز وان تخالط المرأة الرجل على الكرسي وعلى طاولة الاجتماعات وجها لوجه وان تكون المرأة في صباح ذلك اليوم تتزين وكأنها تتزين لزوجها او لحفل عرس فهذا الحاصل اليوم في العالم.
اما ان تقابل المرأة نساء مثلها فوضعها يختلف وستجد من المجالات ما يمكن ان تتحدث وتثري فيه وان كانت المشاركة لا تتحقق الا بالشبكة التلفزيونية كما هو عندنا في كليات البنات فلا شيء فيه.
ضرورة
بعد ذلك التقينا بعميدة الدراسات الجامعية للطالبات بعليشة جامعة الملك سعود الدكتورة مي العيسى والتي اكدت على ان وجود المرأة في مجلس الشورى ضرورة يحتمها التطور والنمو في القوة البشرية النسائية في بلادنا الحبيبة فجميع ما يعرض على مجلس الشورى من قضايا تتعلق بالمواطنين السعوديين من رجال ونساء، ومشاركة المرأة كعضوة في مجلس الشورى في مناقشة ما يعرض المجلس من قضايا يحقق الوصول الى نتائج ايجابية تعود بالنفع على الوطن والمواطنين.
واتفقت معها في الرأي عميدة كلية التربية للبنات الأقسام الأدبية الدكتورة منيرة العرينان التي قالت: قضايا المرأة كثيرة ومناقشة مشاكلها من قبل المرأة مثيلتها يكون اكثر تلمسا لواقعها فضلا عن ان المرأة مع المرأة في كل الأحوال في العمل والمجتمع تسمع طلباتها وتناقش مشاكلها، ويتقارب احساسها بشعور اختها المرأة في كل القضايا التي تهمها فتكون اكثر واقعية، واختلاط المرأة في المجتمع النسائي كونها امرأة يجعلها اصدق في نقل الصورة وتلمس الاحتياجات، ويمكن ان يكون هناك اتحاد في المشاعر والمعاناة والآمال والتطلعات بين المرأة كامرأة والمرأة كعضو في مجلس الشورى.
وطبعا مشاركة المرأة كعضوة في مجلس الشورى لا بد ان تكون في ضوء القيم الاسلامية والعادات والتقاليد التي يعشها مجتمعنا، ويمكن تشكيل لجنة نسائية في مجلس الشورى في ضوء الثوابت والقيم.ففي احدى خطب الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ردت عليه امرأة في آخر الصف فقال عمر رضي الله عنه: اصابت المرأة واخطأ عمر.
لتأخذ دورها
وشاركت معنا الدكتورة خيرية السقاف استاذ اللغة العربية ومناهجها وطرق تدريسها بجامعة الملك سعود والتي تؤيد بشدة اقتراح مشاركة المرأة في عضوية مجلس الشورى كما تؤيد مشاركتها بالحضور الفعلي والمشاركة برأيها في القضايا المطروحة في هذا المجلس وعلى الأقل في القضايا الخاصة بالمرأة لا سيما ان وسائل الاتصال عن بعد اصبحت ميسرة وفي متناول الاستخدام لمثل هذه الأغراض اذا كان حضورها في المجلس ذاته، اما في حالة عضويتها فيمكن ان يتم اجتماع النساء على انفراد في خصوصية تحقق لهن معالجة ما يتعلق بشؤون المرأة وعضويتها الفعالة في المجالات المختلفة والآن يفترض الواقع ان تأخذ دورها في معالجة ما ينجم عن هذا الواقع في مجالات العمل وسواه فيما يتعلق بها لأن الرجل لا يمكن مهما اوتي من القدرة في التفكير واتخاذ القرار ان يلم الالمام الوافي ويتخذ القرار الشافي في شؤون المرأة بمثل ما يمكن ان تؤديه هي ذاتها. ويمكن للمرأة الشورى في قضايا ترتبط بشؤونها التربوية والتعليمية والقضائية والثقافية والأسرية والتوظيفية والاقتصادية والمالية والاجتماعية وكافة المجالات التي تمارس فيها عضويتها كشقيقة للرجل بمثل ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «النساء شقائق الرجال».
وعن ضوابط اختيار العضوة قالت: تختار المرأة في عضوية هذا المجلس من ذوات الخبرة المتنوعة في الادارة والتعليم والشؤون الاجتماعية والاقتصادية وسواها مما يفرضه واقع العضوية عند النظر في هذا الأمر برغبة تنفيذه الى جانب ضرورة اختيارها ممن يتميزن بالسمات الخاصة من وعي ورحابة وذهن فطن وإلمام بقضايا المجتمع وعدم تحيز وشعور بالمسؤولية والتزام بضوابط فكرية واخلاقية ودينية.
واضافت د. خيرية السقاف : لا اعتقد ان مشاركة المرأة في عضوية او حضور جلسات مجلس الشورى تتعارض مع الدين ان هي تمت وفق ضوابط دقيقة تؤهل الهدف من ذلك للتنفيذ وبخاصة ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال «خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء».. فلو وضعنا هذه الحميراء نموذجا للمرأة المسلمة بخبرات يمكن ان تقدمها للآخرين فإن في ذلك ما يؤيد موافقة الاسلام لمشاركة المرأة للرجل في الرأي والتاريخ الاسلامي يشهد في عهد الخلفاء الراشدين على مشاركة المرأة للرأي بل والعمل وعلى وجه الخصوص في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
تأييد يعتمد على النوعية
كما ركزت الدكتورة الجوهرة المبارك الوكيل العام لادارة النشاط التابعة لرئاسة تعليم البنات على ان قبول او تأييد مشاركة المرأة كعضو في مجلس الشورى يعتمد على نوعية الشخصية القيادية النسائية التي ستتبوأ هذا الموقع الحساس فلابد ان تحمل في شخصها المواصفات القيادية من نضج فكري والاتزان العاطفي ومعرفة كيفية اتخاذ القرارات المدروسة ولا تكون متسرعة في اتخاذ القرارات بل تجعل الامر شورى حتى تصل الى الجودة التي نطالب بها.
جديرة بالمسؤولية
ومن جانبها قالت مديرة مركز التأهيل الشامل للإناث بالرياض الاستاذة فاطمة السلوم: كما تعلمون ان الاسرة هي النواة الأولى لأي مجتمع والأسرة هي الأب .. الأم .. الأبناء «بنين بنات» معاً والمرأة السعودية بفضل من الله ثم بدعم متواصل من لدن ولاة الأمر اثبتت بما لا يدع مجالا للشك انها جديرة بالمسؤولية ومدركة لما يسند اليها من مهام وقد اثبتت ذلك عن اقتدار ووعي بمتطلبات العلم العلمي والعملي وخير دليل على ذلك ما تدرجت اليه المرأة السعودية من مناصب أكاديمية ومواقع إدارية ليس على المستوى المحلي فقط بل وعلى المستوى العالمي.
واضافت: يظل وجود المرأة السعودية كعضوة في مجلس الشورى يمثل مطلبا استراتيجيا تفرضه مضامين العولمة الجديدة التي نعيشها، لاسيما وان نزول المرأة في بعض ميادين العمل «وذلك بما بتناسب وطبيعتها» فهي بذلك تشارك الرجل في دفع عجلة النمو والتقدم لهذا المجتمع.
كما اكدت ان المرأة السعودية تواجدت في شتى ميادين العلم والعمل وساهمت بانجازها في شتى المجالات سواء كان العمل التربوي .. الطبي .. الاجتماعي .. الاقتصادي وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان العمل والنمو والتطور في اي مجتمع لا يقتصر على الرجل دون المرأة بل هما صنوان لعملة واحدة.
واشادت باقتراح مشاركة المرأة في عضوية مجلس الشورى وانه يعتبر دعما اساسيا لأعمال المجلس بل ومؤثرا في التوصل الى القرارات الصحيحة ذات العلاقة بمجالات العمل التي تقوم المرأة بانجازها وهذا بالتالي يعتبر اضافة علمية وخبرات ميدانية ذات علاقة وطيدة باتخاذ القرارات او الدراسات الميدانية التي تهدف للنمو الحضاري .واضافت فاطمة السلوم ان غياب المرأة عن مجلس الشورى هو إغفال لدور المرأة البارز بل حرمان من خبرات أكاديمية وعلمية ذات علاقة بميادين العلوم والتربية والاقتصاد .. واعتقد جازمة ان الشورى بحاجة الى هذه الخبرات وهذه الامكانيات لدى المرأة لتضفي بعض المقومات في قراراته الصحيحة والتي تخدم بعض مجالاتها التي تقدمها للمرأة السعودية عن طريق الدائرة التلفزيونية كي يكون هناك لغة حوار ايجابية والاستماع الى وجهات النظر ذات العلاقة ببعض القضايا والتي تخص مجال المرأة.
كما ان المرأة طرقت مجال العمل في شتى التخصصات وهي ترى من وجهة نظرها انه ليس هناك ما يعيق المرأة من المشاركة في مجلس الشورى طالما انها متمسكة بالثوابت الدينية وليس هناك خروج عن طبيعتها المعروفة لدى المجتمع.
وقالت ان من الضروري ان نقيم ميادين عمل للمرأة للوقوف على ايجابيات العمل وسلبياته وذلك بهدف اعداد الدراسات التطويرية لتلك الميادين وهذا لا يأتي الا بمشاركة المرأة في جلسات مجلس الشورى لكي تكون قراراتها مناسبة تدعم وتساند النمو الحضاري لاستيعاب متطلبات العصر الحديث في هذا المجتمع الاسلامي.
مطلب أساسي
ومن مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض التقينا بمديرة قسم الخدمة الاجتماعية الاستاذة فريال محمد مكي الكردي والتي قالت: لقد خطت المرأة في السنوات الأخيرة خطوات تشهد لها بالتقدم والرقي واصبحت المرأة السعودية لها مكانتها سواء في مملكتنا الحبيبة او في الدول العربية والأجنبية وهي بدون شك قد اثبتت قدراتها في شتى ميادين الحياة سواء الأدب، الطب، والعلوم السياسية فلا ننسى اخواتنا مثل الدكتورة ثريا والدكتورة سلوى والدكتورة حياة والدكتورة اسلام وكثيرات ممن اثبتن للمجتمعات المكانة المرموقة لهن ومن الأجدر ان يكون لها مكانة في مجلس الشورى بعدما اثبتت للجميع مدى صلاحية تفكيرها ووعيها السليم وبذلك يظل وجود المرأة في مجلس الشورى مطلبا أساسيا للمساهمة في الرأي والمشورة في أمور كثيرة تخص وطنها وافراد مجتمعها.
ويعتبر تواجد المرأة في الشورى مطلبا أساسياً ابعدما اثبتت جدارتها ومسؤولياتها وآراءها البناءة التي تخص افراد اسرتها ويمكن اختيار المرأة في بعض اللجان في المجلس والتي يكون لها علاقة بالمرأة والعمل والأسرة ويمكن اختيارها بطريقة ايجابية وتختار من لها شهادات علمية ومن لديها الخبرة وطرقت مجالات مختلفة ولها دور ريادي ومعروفة في المجتمع.
ووجود المرأة له ايجابياته من حيث ان المرأة نصف المجتمع، وانها جديرة بمشاركة الرجل في كثير من المواضيع في شتى الميادين وخاصة العملية والأدبية والطبية والاجتماعية . فوجود المرأة في مثل هذه الميادين لابداء مرئياتها اضافة الى تحقيق نتائج افضل من ان تغيب آراؤها في مجلس الشورى.
واضافت الاستاذة فريال : أما السلبيات فنحن لا نتوقع ذلك وعلى العموم في كل مكان وادارة وتظاهرة ومناسبة ومهرجان لابد ان يكون هناك سلبيات وايجابيات ولكن علينا ان ندرس الموضوع قبل البدء فيه.
الإسلام ساواها بالرجل
أما عضو مجلس الشورى والمستشار القانوني الدكتور عبد الرحمن عبد الله أبار فقال عن هذا الموضوع: ان الله عزل وجل قد ساوى المرأة بالرجل وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك من القرآن والسنة وتصرف الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.
ولقد قضى الاسلام على التفرقة بين الرجل والمرأة في المرتبة الانسانية كما ساوى بينهما في الحقوق والواجبات وقد بين الله تعالى في محكم آياته تلك المساواة بين الذكر والأنثى في الدنيا والآخرة.
قال تعالى «فاستجاب لهم ربهم أني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او أنثى بعضكم من بعض» آل عمران/195.
«يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء». النساء/1.
« يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم» الحجرات/13.وقرن المرأة في الاصطفاء مع الرجال بل كرر اصطفاءها مرتين في آية واحدة، قال تعالى «ان الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض» آل عمران»33.كما قال «واذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين»آل عمران/42.
فقد كرر لها الاصطفاء مرتين. وقال تعالى «ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً» الأحزاب/35 فلم يذكر الرجال مرة الا وذكر معهم النساء.
ولكن هل هذه المساواة تعني المساواة في الحقوق والواجبات؟ يقول تعالى «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف» ويقول تعالى «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر» فالآية الأولى تعني المساواة في الحقوق والآية الثانية تعني المساواة في الواجبات.
إذن فالرجال والنساء شركاء في سياسة المجتمع والسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية ليست إلا أوامر بالمعروف ونواه عن المنكر.
أما في الحديث النبوي فلقد أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم للمرأة الحقوق السياسية بأن أجاز لها الأمان في السلم والحرب، فقد قبل اجارة أم هاني لأحد كفار قريش يوم فتح مكة ويقال انها أجارت اثنين. كان أخوها علي ابن ابي طالب يريد قتله فجاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله، زعم ابن أبي طالب انه قاتل رجلاً أجرته. فقال: «قد أجرنا من أجرت يا أم هاني» البخاري ومسلم وأحمد وأبو داود ومالك وقد اتفق رأي الأئمة جميعا على اجارة المرأة للحربي عملا بالحديث القائل «المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم وهم يد على سواهم».
والإجارة هي الأمان فيقول المجاهد للحربي «أمنتكم او أنتم آمنون، او أعطيتكم الأمان ونحوها» والأمان إما ان يكون عاماً وهو لجماعة غير محصورين كأهل ولاية او أهل مدينة، ولا يعقده الا الإمام او نائبه.وإما ان يكون خاصا وهو ما يعطيه المؤمن المجاهد لحربي لعدد محصور لا يزيد عن عشرة وكما أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم اجارة أم هاني لواحد او اثنين من المقاتلين أجاز أمان ابنته السيدة زينب رضي الله عنها لزوجها أبي العاص بن الربيع الذي كان قادما بتجارة الى المدينة فأسرته احدى سرايا المسلمين وفي اجارة المرأة للرجل يقول النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث منها «أمان المرأة جائز اذا هي أعطت القوم الأمان» وقوله «ان المرأة لتأخذ للقوم» اي انها تجير على المسلمين وقوله «ان كانت المرأة لتجير على المؤمنين فيجوز» روى هذه الأحاديث أبو داود والترمذي والبيهقي.
وقال عليه الصلاة والسلام «النساء شقائق الرجال» أخرجه أحمد والترمذي وأبو داود.
وفي عهد الصحابة فقد جاء في طبقات ابن سعد انه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ترتض ابنته فاطمة سياسة أبي بكر وكانت ترى ان عليا أولى منه بالخلافة.
وكان الخليفة يعلن تشريعاته في المسجد، ولكل فرد سواء كان رجلاً او امرأة مناقشة الخليفة اذا كان يملك الدليل، وكثيرا ما كان الخليفة يعدل عن رأيه تبعاً لهذه المناقشة. وقد روي عن عمر ابن الخطاب انه قال «ايها الناس ما اكثاركم في صداق النساء» فاعترضته امرأة من قريش فقالت «يا أمير المؤمنين نهيت عن الزيادة في مهور النساء» فقال نعم، فقالت: اما سمعت ما أنزل الله في القرآن حيث أعطانا بالقنطار في قوله تعالى «وان أردتم استبدال زوج مكان زوج، وآتيتم أحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً» فقال عمر : اللهم غفراناً، أكل الناس أفقه من عمر؟، ثم عاد الى المنبر وقال: كنت نهيتكم ألا تزيدوا في المهور على أربعمائة درهم فمن شاء فليفعل.
فهذه امرأة شاركت برأيها في مناقشة قانون ولو أخذنا بلغة العصر لقلنا ان الاسلام يقر للمرأة ان تكون نائبة في البرلمان وان تشارك في وضع القواعد العامة.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved