|
| القوى العاملة
ما هي المركزية؟ وما هي اللامركزية في الادارة؟ لا توجد إجابة محددة عن مثل هذا السؤال ونكتفي بالقول بأن الكثير من الكتاب والدارسين في مجال الادارة حاولوا وضع مفهوم واضح لكل من المركزية واللامركزية في العمل الاداري، وعندما نسهب في إبراز محاسن اللامركزية فإنه لا يفوتنا أيضا ان اللامركزية عيوبها وكذلك المركزية. ان ما يدفعنا للحديث عن هذا الموضوع هو وجود المركزية في بعض الادارات وهذا ناتج من الادارة المشرفة التي ترسم خطوات العملية الادارية. فالمركزية تؤدي الى ضياع الوقت والجهد واللامركزية تؤدي الى نوع من الفوضى فيما لو أسيء استخدامها.
ومهما برز من عيوب اللامركزية فلا أكون مبالغا إذا قلت انها أفضل بكثير من المركزية في أمور عدة أنا أقف مع المركزية وأؤيدها متمثلة في مركزية التخطيط والتنظيم والرقابة ولكنني أؤيد اللامركزية خاصة وأنها تسهل مهمة الادارة باعطاء بعض الصلاحيات في تنفيذ بعض الأمور المتعلقة بالادارة وفي أمور معينة ومحددة لا تؤثر على العملية الادارية.
وعلى سبيل المثال أورد قصة حصلت لي شخصيا عندما راجعت إحدى الادارات لموضوع ما. قام الموظف المختص بانهائه فلم يتبق سوى توقيع المدير المسؤول فطلبت تسليم العاملة كسبا للوقت خاصة وان الموضوع منته فما كان من الموظف المختص إلا أن قال ان المدير في اجازة مرضية لمدة يومين فانتظر حتى يرجع لتوقيع المعاملة. ولن أكون مبالغا لو قلت لكم بأن مكتب ذلك المدير كان مليئا بالمعاملات المؤجلة منها ما يحتاج للطباعة فقط، ولابد من التوقيع عليه لاحالته لقسم النسخ ومنها ما اعتمد وطبع ويحتاج للتوقيع على المعاملة الأصلية.
عندما أؤيد اللامركزية فإنني لا أطالب بالمعجزات فقط.. إعطاء أحد الموظفين صلاحية التوقيع في حالة غياب المدير لأمر ما، وما يعجر المفوض فيه فقد يرجع للادارة المشرفة لأخذ الموافقة حفاظا على الوقت وسرعة إنجاز المعاملات خاصة وان البعض قد يقطع مسافات طويلة للحضور لإنهاء معاملة ما وتأخره عن تسلم المعاملة سيضطره البقاء لمتابعة معاملة لا تحتاج سوى التأشير أو التوقيع فقط!.
إن إيجاد نوع من التوازن بين المركزية واللامركزية في أي عمل إداري يكوّن مردودا ايجابيا على الادارة بشكل خاص والادارة الأم بشكل عام.
AAMM9@hotmail.com
|
|
|
|
|
