ودع فؤادك حيث جاء الموعدُ
أطرقْ فماذا يفيد الاطراقُ
أن الرحيل وقد تألم حسُّهُ
هذا حبيب قلبه خفاقُ
سافِر حبيب القلب بالحب الذي
ملأ النفوسَ وطابت الأعراقُ
وكتَمْتُ حزني مرة في مرةٍ
باحت عيوني دمعها رقراقُ
أوّاه من ألم الفراق وبعده
أدمى القلوب أصابها تشهاقُ
واهاً لأيام الوصال قليلة
إني لوصل حبيبتي توّاقُ
من يوقف الأيام قبل فراقها؟
هيهات لا وقفٌ ولا إعواقُ
ماذا أقول وقد تركت مع النوى
بئس الصديق لسانه معلاقُ
يا مهجتي إني أفارق مرغما
ما كنت أهوى البين أو أشتاقُ
لهفي على قلب يعز فراقه
إن العيون أصابها الإصماقُ
ما بي على مر الفراق تجلدٌ
وفراق قلب مغدق غسّاقُ
خلع القلوب فراق حِبٍّ ناعسٍ
أخذ القلوب وقلبها سرَّاقُ
دعني على أمل اللقاء فإنني
أهوى لقاءً كله إغداقُ
من يمسك الدمع الدؤوب لفرقةٍ؟
هاجت له ما تنتهي الأعماقُ
ن يرجع الدمع الغزير مكانهُ؟
إن العيون أصابها الإغلاقُ
من يمسح الخدّ الجميل من الأذى؟
خدّاً ضوى قد هدهَّ الإرهاقُ
من يقتل الشبح المخيف من النوى؟
حتى يزول عن الحبيب فراقُ