|
| الثقافية
باب الريع.. المسيال.. غدير البنات.. علي ناجي.. شارع البريد.. شاورما عبدالرؤوف.. دار التوحيد.. أبو شده.. زقاق الخميس.. فرقنا.. المجرور.. بنت الجيران.. مسجد العباس.. ماء الورد.. طارق عبدالحكيم.. برحة القزاز.. ملعب التربية.. حدائق نجمة.. حارة بقيلي.. المثناة.. زنيقط.. الحماط.. سينما أبو الروس.. القيس.. قهوة الغربي.. الليري.. أسماؤنا المكتوبة على الجدران.. عبدالله المرشدي «يا قماري بالله قولوا له» النغاري.. الحبابة.. البرشومي.. توحة.. الرمان.. يا بليلة.. الزحليقة.. نادي عكاظ.. عبدالله محمد «سليم سليم».. حلقة الحطب.. الركبان.. السويك.. السليمانية.. السيد.. نداءات عم عبده بائع اليغمش.. المدوان.. المطر..
كل هذه الأشياء تتقاطع مع ملامح أمي.. احتضانها لي زادني وجعا.. كنت أخشى لحظة لقائها.. أهرب منها.. اغترب.. واغترب.. واغترب.. ماذا أقول لها.. تعبت.. سامحيني.. حاولت ان أعود.. ماذا أقول لها؟.. انسلت المفردات.. الصور.. الأصوات.. الايماءات من ذاكرتي فتأرجحت في الفراغ.. صرخت.. تحولت الآه إلى فراشة بيضاء يهدهدها الفضاء شيعتها بفراشة أخرى.. وأخرى.. وأخرى.. وأخرى، تسلطت على الارتعاشات.. اجهدت نفسي لاستحضار أدعية حفظتها قديماً.. تمتمت بأشلائها.. استرخيت على الكرسي.. بدأت أتأمل محتويات الغرفة.. جذبتني صور أفراد عائلتي المعلقة فلم أجد صورتي.. أين ذهبت!!.. البرواز لا يحوي إلا الفراغ.. هل هي أيضاً هاجرت؟.. أم انها نفرت من رؤيتي.. أم ان الفراغ آخذ في احتوائي؟.. تأملت الصور مرارا.. ينتابني احساس ان بها شيئاً ما.. فأعيد الكرة.. ازداد شغفاً بها.. أعاود التمتمة.. أطبقت فمي خوفا من ان تنفر منه فراشة.. هاهي صورتي متداخلة أجزاؤها مع كل الصور.. حاولت ان ألملمها.. استعصت.. قاومتها.. قبضت عليها.. وضعتها في البرواز فرحاً.. بدأت تنوح.. تذبل.. تموت.. صعدت بسرعة لأعلى المنزل لعلي أشاهد ملامحي.. لم أجد سوى نجوم فقدت بعض ملامحها.. تمددت على الأرض أعد ما تبقى من نجوم.. غفوت.. تملكني النوم.. مسني الندى.. صعدت أمي في الصباح بحثاً عني.. وجدت وعاء طينياً مليئاً بالزهور والفراشات!!.
|
|
|
|
|
