| الثقافية
في معرض تونس الدولي للكتاب هذا العام لفت انتباهي غياب الكتاب الذي يؤلفه الأديب السعودي .. فلا أدرى ما أسباب غياب كتاب حظي بالتقدير والاهتمام من القارئ ألأنه كتاب يأتي من «أهل النفط» مثلاً أم أنه رؤية من «أهل الضد» أم تراه موقفاً أزلياً تعاني منه الرؤية الثقافية لأدبنا؟!
دور النشر الجيدة وغير الجيدة، المستترة والظاهرة تمارس طريقة الالغاء لكل ما هو سعودي وخليجي دون خجل أو إحساس بالمسؤولية أمام هذا الأديب أو ذاك.
ولكي لا أكون متحاملاً أو أقليمياً ذهبت في أكثر من جهة في آخر هذه المعارض الدولية للكتاب فلم أجد حتى تلك الجهود الأدبية والابداعية التي يقوم بها كتاب الامارات والكويت مثلاً.. فالأمر يبدو أنه متساوٍ في نظر أخوتنا الناشرين العرب.. هؤلاء الذين نحييهم كل صباح ونسهر معهم كل مساء من أجل مد جسور التواصل ولكي نقدم لهم ما وسعنا تقديم الذات من أجل أن يشعروا بأننا كتاب مثلنا مثل خلق الله.. لا نفط في جيبي ولا شيكات على الاطلاق. كنت أتمنى من اخوتى أن يعاملوا مؤلفاتنا معاملة كتب يأتون بها إلى كل معرض في العالم كتب «زكية ورضية».. وهذه من جملة أسماء يأتون بها اخوتنا الناشرون لا تمثل شيئاً بالنسبة لكتاب الدكتور عالي القرشي «نص المرأة» والصادر عن دار المدى مثلاً.. أو كتاب ديوان نجوى هاشم أو أي كتاب آخر اهتم به مؤلفه وقدمه للقارئ العربي دون أن يدور في خلده أنه صاحب جاه أو مال في نظر الكثير من تجار الكتاب العرب.
لا أعمم هنا الاشكالية.. لكي لا يخرج لي واحد من المخدوعين بأهمية النشر لدى فلان وعلان.. إذ إن تجربة )حسني سليمان( وداره )شرقيات( هي نصب أعيننا فلم يكن لها أي وجود إلا في دهاليز الأجنحة وأطراف العروض في وقت تصطادك حبائله الغادرة عندما ترى رصفة لأسماء قصصية وشعرية تتتلمذ على يدي أقل كاتب لدينا..
كتابنا الأدبي والابداعي في مهب الريح ما لم يكن هناك اتحاد أو نظام أو تنظيم لشؤون نشره وتوزيعه ومتابعة تسويقه ووصوله إلى القارئ العربي الذي يسأل حقاً عن كتابنا.. وأدبنا باعتباره أدباً تجاوز العديد من المعوقات وأسهم في بناء الذائقة الابداعية لدى المتلقي العربي في كل مكان.. اشكالية الكتاب السعودي لازالت قائمة والدليل أن محدثكم عندما بعث بمخطوطة عمل ابداعي جاء الرد من الدار التي احتفظ باسمها سريعاً ودون أي خجل إذ يطالب بمبلغ خيالي دولاري لا يرقى إلى مستوى البحث عن عمل متميز أو مناسب يروق القارئ ويحقق شيئاً من رغباته..
نحن نتساءل هنا: هل هذه هي الصورة عن أبناء الجزيرة العربية؟!.. هل نحن أهل نفط حقاً؟! أم أن هناك من أفسد أجواء هذا الود بيننا وبين الذائقة في العالم من حولنا.. فقضية )كم تدفع؟( كنت أظنها ستغيب قريباً لكنها وللأسف المفرط لا زالت تلقي بثقلها الكريه على أنفاس ابداعنا وطرحنا الثقافي.. فإلى متى نرى كتاب زكية في الأبراج ورضية في الطبيخ في وقت يغيب به الكتاب الأدبي والابداعي والفكري الراقي لأسباب واهية أو هنها أن كاتبها نفطي.. ومالي محمل بالبنك نوت وما إلى تلك الاتهامات التي لا تزال تطل برأسها الأشيب الأغبر في كل مرة يحاول بها مبدع أو ناقد تقديم عمل يتجاوز هذه الحدود بكثير..
أعرف أن هناك من دفع آلاف الدولارات ليقول أنه نشر في الدار تلك.. ذات البريق اللامع إلا أن هذا العمل لا أثر له.. والمضحك المبكي أن تسأل صاحب الدار عن هذا العمل المجعجع في اخباره فيقول.. نفدت طبعته الأولى.. يا له من أمر يحتاج إلي تروٍ وفهم ومكاشفة وايضاح للحقائق من أجل التاريخ ولا غيره..
|
|
|
|
|