رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 22nd May,2001 العدد:10463الطبعةالاولـي الثلاثاء 28 ,صفر 1422

مقـالات

سوانح
رسائل ونكات الجوال
علي محمد الخزيم
يسمح النظام لكل مواطن يحمل بطاقة الأحوال المدنية او ما يقوم مقامها للنساء ان يحصل على خدمة الهاتف الجوال ويقيد إصدار الشريحة الالكترونية باسمه ويفترض ان يتحمل مسؤولية تبعات ذلك من مصاريف مقابل استخدام كل الخدمات والميزات التي تتيحها شبكة النظام الآلي لهذه الخدمة الراقية.
غير أن مايدعو للتطرق لهذا الموضوع هو فسح المجال لكل مراهق يحصل على البطاقة المدنية للتقدم للحصول على خدمة الجوال دون قيد أو شرط فيما يتعلَّق بمسألة تحديد قيمة فاتورة الاستخدام للخدمات المتاحة مما يترتب عليه مشاكل مالية ترهق المراهق المندفع وراء إغراء الخدمات الراقية للجوال، فيسرف في استخدامها ومع الزمن تكون المحصلة فاتورة باهظة الثمن قد يعجز عن سدادها فيضطر ولي أمره أو أسرته لتحمل أعبائها مكرهين لدرء المشاكل والعقوبات المترتبة على عدم الوفاء بالمبلغ المستحق، وهذا يجر إلى مشكلات في العلاقات الاجتماعية الأسرية ناهيك عما قد ترتب عليه سلفاً من تصرفات المراهق نفسه أثناء محادثاته وممارساته لجوالة العابثة بالجهاز الذي لم يبتكر إلا لمن يقدر قيمة هذه النعمة وهذه الخدمات التي يجب أن تكون ممارستها على قدر تحضرنا الذي أدى إلى حصولنا عليها حامدين شاكرين، إلا أن المشاهد والوقائع والقصص التي تروى بين فينة وأخرى تؤكد مدى الاندفاع العابث والتقليد السامج والاستخدام المسرف وغير اللائق أحياناً لمثل هذه الأجهزة المتطورة جداً لدرجة الإبهار الذي سلب لب بعض السطحيين من المراهقين فاندفعوا لتبادل الرسائل والنكات والإشارات والمقالب العبثية ليس إلا للتسلية واللهو الذي يعبِّر كما هو ملاحظ عن ضحالة في العقلية الشبابية خاصة لدى فئة من المراحل العمرية، ويدل على خلل في الذائقة سواء على مستوى النكت المتبادلة والرسائل الهزيلة المفتقرة الى مدلول يبررها في معانيها وتوقيتها، بالإضافة إلى إجراء محادثات مطولة دون مبرر عبر الجهاز الجوال كان يمكن اختصارها جداً حيث إن هذا هو الهدف الحقيقي على ما يبدو لابتكار هذا الجهاز لأغراض التحدث في الأحوال الطارئة والضرورية أو شبه الضرورية وما إلى ذلك من أمور تستدعي العجلة والاطمئنان عن بعد ونحو ذلك من أمور تسجّل في قائمة المحادثات الهامة أو شبه الهامة وهي مع كل ذلك يجب أن تتم باختصار توفيراً للوقت والمال وتخفيفاً على مصدر الخدمة الهاتفية وهي الشبكة التي تنعت دائماً من قبل هؤلاء المستخدمين بأنها ضعيفة لا تغطي خدماتهم مع أنهم عامل مؤثر وأساس ضمن عوامل فنية أخرى تسبب هذا الضغط على الشبكة.
حكايات متعددة نسمعها من فترة لأخرى حول شباب تورطوا أو ورطوا أهاليهم بفواتير عالية القيمة وكما قال أحدهم: كان يمكنني أن أزوج ابني بقيمة فاتورة جواله أو أنها تكفي مهراً لو أني خطبت له بنت الأجواد، ويتساءل كثيرون عمن هو المسؤول عن تنظيم هذه المسألة أو الحلول الكفيلة بالحد من هذه التجاوزات رسمياً بحيث يتم فرضها قبل إصدار الجوالات لبعض الفئات العمرية من الشباب بطريقة تكفل لكل جانب حقوقه واعتباره وتكفل للشباب عدم انزلاقه واندفاعه وراء الإغراءات الهاتفية المباحة وغير المباحة وتعوّده تثمين الوقت والمال والجهد المبذول لتوفير هذه الخدمة وتقدير المكتسبات الحضارية، وتلقينه أهمية احترام الآخرين خاصة والديه وأولياء أمره وأسرته وعدم تحميلهم تبعات ممارساته الخاطئة، وهذا كله في المحصلة النهائية يعود بالفائدة الكبرى عليه ويسجل ضمن الأفراد المتعقلين النابهين والشباب المتطلعين لأمور وأهداف وآمال أسمى وأرقى من رسائل ونكات الجوال التي لا طعم لها ولا نهكة تذكر إن صح تقديري، وإن صدق حدسي أيضاً فإن للشباب مواقف ومواقع ومواطئ أقدام وأنامل على شبكة الإنترنت تستحق التأمل والمتابعة من ذويهم أولاً.


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved