| فنون مسرحية
رغم التوقيت غير المسرحي الذي اختاره فريق مسرحية )الضربة القاضية( إلا أنها نجحت جماهيرياً بشكل غير متوقع حيث أنها واصلت عروضها في كل أيام الاسبوع ضاربة بكل التوقعات عرض الحائط. فعروض مستمرة طيلة الاسبوع هو قرار يحتاج إلى كمية لابأس بها من حب المغامرة والتحدي وقد فعلها فريق المسرحية وراهن على نجاحها واعتقد انه نجح في هذا الرهان مع جمهور قد انقطعت اخبار المسرح الجماهيري عنه منذ مايقارب عشر سنوات بل وقطع الأمل في ان يرى يوماً من الأيام مسرحاً جماهيريا مهما كان مستواه على مسرح في الرياض ولكن )الزير صالح( يعيد المسرح الجماهيري إلى الرياض بامكانيات بسيطة واصرار كبير بل ويعيد العديد من الكتاب والمسرحيين والصحفيين إلى المسرح وهذا مما يحسب للمسرحية حيث كان الحضور كثيفاً في اليوم الأول في صالة نادي الشباب بالرياض هذا النادي المتألق دائماً.
ومن خلال انطباعات الجمهور الذي حضر يمكن الحكم على النجاح الجماهيري الذي حظيت به المسرحية ولقد تواصل معها الجمهور حضوراً وتفاعلاً رغم ندرة ما كتب عنها في الصحف حيث لايوجد في صحفنا متخصصون في المسرح وأعتقد انه لن يوجد لا مختصون ولا مهتمون وهذا نتاج طبيعي للجفاف المسرحي الذي يضرب باطنابه منذ فترة طويلة. إذاً لقد نجح هذا العرض المسرحي رغم التوقيت غير الجيد ورغم عدم وجود تغطية صحفية جيدة ورغم عدم وجود اعلانات كافية بحكم ان المنتج وشركاه مغامر ولكنه واثق انه يتجه إلى الجمهور المتعطش إلى مسرح الجمهور وهذا كان نقطة دائماً لصالح أي عرض مسرحي.
وتظل اللعبة المسرحية الفردية خطرة ومحرجة لمن يتبناها من المتطوعين والمغامرين أمثال صالح الزير في ظل عدم دعم معنوي أو مادي لمن يقوم بمهمة خدمة المجتمع ثقافيا وترفيهيا ففي بعض الدول يتم دعم الفرق الخاصة بميزانية من قبل الجهة المعنية بانتاج المسرح بحيث تكفي تلك الميزانية لنجاح العرض المسرحي.
ان نجاح العرض المسرحي )الضربة القاضية( لايمنع ان يراجع المؤلف نصه مرة أخرى وهذا امر طبيعي ليقف على مواقع القوة والضعف فيه ولايمنع أيضاً من مراجعة بعض الايحاءات غير المناسبة التي يتضمنها النص ولايمنع أيضاً من تعزيز بعض القيم التربوية والاجتماعية الجيدة التي حملها النص بين ثناياه. مسرحية الضربة القاضية هي بداية مشجعة لعودة المسرح الجماهيري وخطوة تؤكد ان هناك من يجتهد لكي يمارس المسرح الاجتماعي بعد ان فقد الأمل في جهة مسرحية يمكن ان تحتوي طاقات شباب هذا الوطن الذي يتوهج ابداعاً ويحلم بمسرح سعودي أصيل يناقش قضايانا الاجتماعية مسرح يشاهد على أرض الواقع وليس فقط على صفحات الجرائد وبين ثنايا التصريحات المكررة.
مع التحية والتقدير:
للرئاسة العامة لرعاية الشباب أياد بيضاء في خدمة شباب هذا الوطن ورعاية الموهوبين منهم في كافة المجالات وغياب المسرح الجماهيري الذي يناقش مشاكل الشباب ويرفه عنهم منذ مايقارب عشر سنوات يؤكد اننا نحتاج إلى هيئة مسرحية تعنى بشؤون المسرح والمسرح فقط.
|
|
|
|
|