أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 21st May,2001 العدد:10462الطبعةالاولـي الأثنين 27 ,صفر 1422

تغطية خاصة

دعوة إلى الخير
فهد بن عبدالله العضيب
دعوة إلى أهل الخير القريب منهم والبعيد بل إلى الأمة جمعاء لإسعاد بعضنا البعض ، دعوة تشيع المودة والمحبة بين الناس وتنشر الإصلاح وتوثق الروابط وتقوي الصلات وتحبب النفوس إلى النفوس،
دعوة تنزع الكره والبغضاء والحسد من قلوب الفقراء والمحتاجين وتزرع عندهم محبة الأغنياء والدعاء لهم بالمزيد، فلقد رأيتُ والله أُناساً يحبون أناساً من كل قلوبهم ويتمنون لهم الخير دائماً وسمعت أناساً يدعون لأناس أكثر من دعائهم لأنفسهم، وهذا والله هو الخير الكثير وفيه إن شاء الله الأجر الوفير،
دعوة إلى من أعطاه الله وحباه بنعمته وخصه برزق منه أن يشكر الله على ما أعطاه ويعمل على رفع الحاجة عن جميع الأسر المحتاجة،
دعوة أوجهها للجميع للتعاون مع المجمع الخيري في بريدة ، وهو كما يعلم الجميع منشأة اجتماعية خيرية ثبتت فاعليتها وجدواها وبانت وظهرت منفعتها وقد علمت أنه يعول ويكفل أرامل وأيتاماً وعجزة وثكالاً ومطلقات ومع ذلك يقدم العون والمساعدة لكل ذي حاجة ممن ليس لهم بعد الله إلا ما يصلهم من مبرات المجمع ونفقاته وإعاناته الثابتة والمستمرة، كما أنه يساعد الأفراد والأسر في حالة حدوث مشكلة مالية طارئة بإعانات نقدية مقطوعة لمواجهة هذه المشكلة أو بسُلفٍ تعاد بمجرد انقضاء الحاجة وتوفر العوض، ومصارف المجمع ومنافعه كثيرة فهو يكفل الأيتام ويفطر الصائمين ويساعد في قضاء فريضة الحج لغير القادرين ويفتح أبوابه لاستقبال لحوم الأضاحي ويتولى توزيعها على المحتاجين وكذلك بقايا الولائم وإيصالها في وقتها للجائعين، ويعين راغبي الزواج ممن حال عوزهم وقلة ما في يدهم عن استكمال نصف دينهم، والقائمين على المجمع الخيري والمشرفين عليه رجال أمناء باعوا جهودهم وعطاءهم لله فعملوا بكل جدية على إنجاحه وتفعيل موارده وتكثيف مصارفه لتصل بكل ثقة وأمانة إلى الفقراء والمساكين ويعود نفعها على المحتاجين وعلى المنفقين أيضاً تبقى رصيداً لهم في الآخرة إن شاء الله،
إن هذه النماذج من الخير التي أراها متوفرة في برامج المجمع جعلتني أقف وقفة متأملة بيني وبين نفسي وأقول لو أعطى الأغنياء لزال فقر الفقراء، ، ، إننا في المملكة العربية السعودية وبفضل من الله تعالى بعد أن وسع الله أرزاقنا وأسبغ علينا نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى نستطيع بما أعطانا الله أن نرفع شعار القضاء على الفقر في بلدنا وأن ندخل السعادة والسرور على من فقدها من إخواننا وعلى أنفسنا فأنت أخي القارىء تسعد لإسعاد غيرك لك، وليس الإنسان أن يسعد بينه وبين نفسه أو يجلب السعادة لنفسه إلا إذا عمل عملاً طيباً أو صنع معروفاً أو أتى بصدقة أو إحسان،
إن الملايين الجامدة التي لا تتحرك من مواقعها والجري وراءها بهدف زيادتها دون الإنفاق منها لا يمكن أن يأتي بالسعادة للأفراد فالمبالغ في جمودها لا تتعدى كونها رقماً في دفاتر البنك أو في عقل صاحبها تثقل ذهنه وتشغل باله وقد يصيبه ركودها بالقلق والتوتر والعصبية بل والاكتئاب أحياناً عندها لن توفر له الملايين السعادة ولن تنفعه العقاقير التي يشتريها بما له أوتجلب له النوم الهادىء إلا إذا عاجل أمواله ونفسه وباشرهما بالعلاج الإسلامي الصحيح،
إن من حكمة الله أنك تستطيع بأموالك أن تمتلك قصراً كبيراً وأن تشتري أثاثاً فخماً وأن تؤمن في حياتك جميع ما تتخيله من وسائل الرفاهية الحديثة والمراكب الفارهة وأن تأكل ما لذ وطاب، إلا أنك لا تستطيع أن تملك السعادة إلا إذا وفقك الله وسلكت طرقها، فالسعادة والسرور والحب والحنان وجميع العواطف الإنسانية النبيلة التي تُكسب رضاء الله وحب الناس وتملأ قلب الإنسان فرحة وبهجة وسروراً وتبعد عنه الاكتئاب والتوتر والفتور ليست معروضة للبيع في الأسواق ولا هي سهلة المنال فيما يسعد قلب الإنسان لا يشترى بمال ولا يقدر بمكيال ولا يمسك بقوة اليد ولكن يحسه الإنسان بقلبه وبين جوانحه كلما قدم صدقة أو صنع معروفاً أو عمل خيراً أو قضاء حاجة محتاج أو أصلح بين متخاصمين أو ساهم فيما ينفع الناس، ومن المجرب أن الإنسان إذا أنفق وتصدق وبذل وأعطى أحس بالفرحة قد جاءته والنشوة تقترب منه وفي هذا المجال نجد الإسلام سباق لإعطاء الوصفات النافعة وبجرعات متراسلة وجيدة قال تعالى )لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس( آية 114 من سورة النساء وقال )قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون( وقال تعالى) خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها( وقال ) الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون(،
والأحاديث النبوية الشريفة في هذا المجال كثيرة وشاملة منها على سبيل المثال قوله صلى الله عليه وسلم : من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ، وقوله صلى الله عليه وسلم :) إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية ، ، ، الحديث( وقال صلى الله عليه وسلم: )ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو تصدقت فأبقيت(، تلك الأحكام والسنن الرائعة، الجامعة النافعة تهدف إلى توثيق الروابط الاجتماعية بين المسلمين وإشعار كل مسلم أنه مسئول عن أخيه المسلم يحس بإحساسه ويتألم لألمه فيعمل قدر استطاعته ليقيه شر المحن والنكبات ويبعد عنه مرارة الفقر والحرمان عندها لا يحقد فقير على غني ولا ضعيف على قوي بل يشعر الجميع أنهم أسرة واحدة متحابة متعاونة ، ، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن ا لمنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم، ، ؟ تلك الروابط الأخوية وذلك التكافل الاجتماعي يتبعه تحابب إيماني أراه عملاً بارزاً وفريداً من أعمال المجمع الخيري يمكنك أخي الكريم أن تدخل في دائرته وأن تكون من أهله وأن يعمك فضله وثوابه وأجره وذلك بمجرد اتصالك بالقائمين على المجمع الخيري وتعاونك معهم، فلا تتردد يا من أعطاك الله أن تكون ممولاً له أو عضواً فاعلاً فيه عسى أن تشملك دعوة مقبولة من محتاج ترفع مكانتك في الدنيا والآخرة، وأنا أحتسب على الله ما أكتبه أو أقوله لك وأطمع في الأجر والثواب من الله عسى أن يجزيني ربي بذكرى تنفع المؤمنين ، ، ، والسلام،
*رجل أعمال بريدة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved