| العالم اليوم
لم يكن أرييل شارون وعصابته الإرهابية بحاجة إلى مبرر كالعملية الاستشهادية التي شهدتها نتانيا والتي أوقعت ستة قتلى اسرائيليين، لم يكونوا بحاجة إلى هذا المبرر ليوجهوا طائرات «إف 16» الحربية لتغير على المدن الفلسطينية، فتزيد معاناة الفلسطينيين برفع سقف الشهداء في يوم واحد إلى اثني عشر شهيداً وزيادة عدد المنازل المدمرة وإثارة الرعب والخوف في جميع المدن الفلسطينية الذين يريد شارون وعصابته أن يقارنوا بين رمي الحجارة، وعمليات الاستشهاد وبين غارات الطائرات المقاتلة وقصف الصواريخ وقذائف الدبابات.
العربدة الاسرائيلية التي أعقبت العملية الاستشهادية والتي فاقت كل توقعات المدافعين عن اسرائيل في واشنطن والعواصم الأوروبية الذين لم يكن يتصوروا أن يصل عبث وجنون شارون إلى استعمال أكثر المقاتلات الامريكية تطوراً «إف 16» في ضرب المدن الفلسطينية التي تعد من أكثر المدن في العالم اكتظاظاً بالسكان ولا يوجد لدى سكانها إمكانية التصدي لمثل هذه الطائرات فضلاً عن حماية أنفسهم وممتلكاتهم من الطائرات المروحية.
نقول هذه العربدة الاسرائيلية وجنون شارون حتى وإن جاء تحت ذريعة الرد على العملية الاستشهادية فإنها ستضع الامريكيين والاوروبيين في موقف محرج ومحرج جداً وبالذات الامريكيون الذين لا بد أنهم قد تلقوا العديد من الانتقادات بسماحهم للاسرائيليين باستعمال اسلحتهم الفتاكة التي زودوهم بها لحماية أنفسهم من العرب الذين يهددونهم بالإلقاء في البحر.
ولا بد أن الامريكيين قد سمعوا الكثير من الانتقادات حول استعمال الاسرائيليين لطائرات «إف 16» وطائرات الأباتشي وصواريخ أورو والدبابات المتطورة ضد المدنيين الفلسطينيين، وهي اسلحة جميعها لا تستعمل إلا في المواجهات الحربية الكبيرة.
عموماً استعمال الاسرائيليين لطائرات «إف 16» بعد الطائرات المروحية المتطورة والصواريخ والدبابات وجميعها اسلحة امريكية حصلت عليها اسرائيل مجاناً، يحمِّل الامريكيين مسئولية أدبية وإنسانية تفرض عليهم أن يوزعوا على «اسرائيل» إداناتهم فيشركوا الاسرائيليين ولا يحصروا إداناتهم للعمليات الاستشهادية التي يدفع إليها الفلسطينيون دفعاً بعد أن سدت أمامهم السبل، وبعد تيقنهم أن العالم قد تخلى عنهم، وأن من تقود العالم وتحتل مقعد الدولة العظمى الأولى تمد قاتليهم بأحدث الأسلحة لإبادتهم.
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com
|
|
|
|
|