| عزيزتـي الجزيرة
لا أعلم كيف ومن أين أبدأ؟ فقلمي يعجز وحروفي تتعثر أمام مرآي، فما أحسه ليس بالشيء الهين.. فشوقي وحزني يمزقان أحشائي.. شوقي الذي لا يكاد يوصف لمرآك، وحزني لأنك ستغيب عن ناظري لأيام.
أضحيت كطفلة لا تنوي أن تكبر.. لطالما هتفت أحاسيسها باسمك دائما، فأنت لها الحياة التي من أجلها تعيش.. وأنت المستقبل الذي تتخطى كل ما هو أمامها لتصل له.. وتحقق ما تطمح له.. وأنت أملها المرجى، وانت دنياها التي لا ترجو منها سواك.. وانت لها الحبيب والقريب، والأخ والصديق، والأب.
الحبيب الذي يهتف له قلبها، والقريب من ناظريها ولا تستطيع أن تغفو عن حبك لدقيقة. والأخ الذي لطالما كانت تحلم به ولكنها وجدتك في حياتها كالأخ تماماً ، والصديق الذي يداعبها ويمازحها ولا يغضب دون أن تكون هناك كلفة في وقت أصبحت فيه الصداقة تباع بثمن باهظ.. والأب.. الأب.. وهنا أعجز فعلاً أن أصف واتحدث عما أكنه لك.. أصبحت أتمنى أن يكون الناس مثلك.. في عفوك وحنانك.. وحبك وعطفك وطيبتك.. وفي نفس الوقت أشكر إلهاً ألهمني إياك.. فأصبحت كياني ووجودي.. ولم تجعلني في حوجة لأحد.. جعلتني غنية بقوتي وقناعتي وثقتي في نفسي وثقتك بي.. وها أنا فعلاً رهن اشارتك لأنك علمتني الكثير.. علمتني كيف تكون الحياة بمعناها الحق .. وكيف أكون انسانة واعية .. واثقة بنفسها وبمن حولها .. علمتني العفو والإباء.. علمتني أن الحياة لا تساوي شيئاً بدون محبة وإخاء.. علتمني وما زلت استقي منك كل ما كان.. فحياتي لا وجود لها بدونك.
وبعد كل ما فيك ومما يجعلك كالملاك في قلبي.. ألام في حبك وكيف أن واحدة في هذا العمر تتصرف كطفلة لا يوجد في قلبها سوى أبيها ولا ترى أحداً سواه.
ولكني لا آبه وسأظل طفلة.. ولن يكبر إحساسي أبداً وسأظل أحبك.. وأهتف بحبك والدي الغالي.
فاطمة صالح الحويماني
|
|
|
|
|