| محليــات
** بعض الناس.. ليس له هم ولا هاجس عندما يأخذ مكانه في المجلس سوى ان يتعاهد كلمة «يقولون» فيبدأ بسرد اشاعات موجزة عما قيل خلال اليومين الماضيين او خلال الايام الماضية القريبة.
** يبدأ في كلمات موجزة.. وعلى الجلوس اختيار اي اشاعة تناسبهم وطلب التفاصيل.. وان لم يطلب احد الحضور تفصيلا لاي اشاعة فانه يتبرع بنفسه ويقدم تفاصيل لكل هذه الاشاعات.
** والمشكلة.. ان كثيرين تكون اشاعاتهم مكذوبة.. سواء الفوها بانفسهم او نقلوها عن غيرهم..
** واشاعات متعهدي «يقولون» ليست من جنس واحد.. بل هي كألوان الطيف.. فهذا خبر رياضي.. وهذا اقتصادي.. وهذا فني.. وهذا خبر اجتماعي.. وهذا خبر يخص شخصاً بعينه.. وهذا يتعلق بالسفر او بالاتصالات او المواصلات وهكذا..
** ومشكلة هؤلاء مع «يقولون» انهم يظهرون امام الحضور على انهم صادقون وواثقون من انفسهم.. مع انه كفى بالانسان كذبا.. ان يحدث بكل ما سمع!!
** يظهرون امام الحضور بشكل جذاب انيق.. يعرفون كيف يصوغون عباراتهم.. وكيف ينتقون كلماتهم وكيف يضيفون عليها عبارات تصديقية وكيف يضفون عليها رتوشاً وكيف يجذبون الحضور.
** بعض هؤلاء اشتهروا في الاوساط كلها بإجادة هذا الدور وهو دور لا يمكن ان يقوم به الانسان الصادق النزيه لانه لا يمكن ان يكون ممراً او منشاراً لأكاذيب.. او «جِفْرَةْ كذب» كما يقولون.
** في الاستراحات وفي الكشتات وفي جلسات الملاحق.. يشتهر كثيرون بمثل هذا الدور فينتظرونهم الحضور حتى يصلوا.. وعندما يصلون يتحلقون حولهم لسماع آخر ما عندهم فيبدءون في موالهم اليومي.. ولانهم مطلوبون لان يتحدثوا.. ولان الناس ينتظرون منهم شيئا.. فهم مضطرون لان «يؤلفوا» ويبتكروا.. ويبحثوا عن اي شيء .. ليستمر عطاؤهم إياه.
** انه يذكرني مع الفارق بجدات ايام زمان.. عندما كان الجميع يفتقدون للتلفاز والكمبيوتر والانترنت وسائر وسائل الترفيه.. ليتحلقوا حول «الجدة» المسكينة الطيبة.. فتضطر لان تسرد عليهم قصصاً وحكايات واحاجي مضحكة من باب تسليتهم لا للكذب عليهم .. فيما يمارس هؤلاء هذا الدور ولكن مع التباين في الهدف والغرض..
** والمشكلة .. ان هؤلاء يظهر بعد وقت قصير.. او ربما بعد ايام .. ان ما قالوه كله «هَلْسْ».. وانه لا صحة له البتة.. ومع ذلك.. فهم مستمرون في مارسة هذا الدور ..لماذا؟!
** وإشاعات الاستراحات.. والكشتات والملاحق المنزلية.. هي اشاعات .. تبدأ بالمعلومات عن الاسهم.. وتنتهي بالحديث عن «الطقاقات»ولهذا.. فان تلك الفئة هي التي تسهم احياناً في ترويج اشاعة كاذبة.. او تتحدث عن مشكلة لم تحصل.. او عن ازمة في غذاء او دواء لا وجود لها على الاطلاق..
** ولذلك.. عندما يجلس هؤلاء ويقولون «يقولون» ان هناك ازمة وشحاً في لحوم العجول.. فيطير على الفور.. المتحلقون حولهم من البسطاء لشراء لحوم العجول..
** او عندما يقولون .. ان هناك شحاً وازمة في «الطواقي» مثلا فيطير من يكون جالساً حولهم لشراء كمية من «الطواقي» الموجودة في المحلات.. وهكذا فحدث ولا حرج في عالم كهذا يسوده هذا النوع من السلوك.
** هذا شيء عن بضاعة هؤلاء البسطاء..
وهذا شيء عما يدور في مجالسهم..
** انهم يذكرونني بالفضائية العراقية بالضبط.. فما يدور فيها.. هو صورة اخرى لما قلناه ..
|
|
|
|
|