| محليــات
هكذا تتساقط النجوم واحداً تلو الآخر فبالامس القريب فقدت هذه البلاد علم علمائها سماحة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، ولحقه فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد السلمان وقد لحقا جميعاً بالرفيق الاعلى اصبغ الله عليهما شآبيب رحمته ومغفرته وعوضنا في مصيبتنا خيراً منها، واليوم يلحق بهما سماحة الشيخ الجليل عبدالله بن يوسف الوابل علم من اعلام الفقه والعقيدة والتفسير وقد افنى الشيخ رحمه الله حياته مناضلاً في سبل نشر العلم، وبعد أن ترك القضاء في منطقة عسير بعد عارض صحي انقطع رحمه الله الى التدريس ونشر العلوم الشرعية واصبح لفضيلته بالاضافة الى مسجده الذي اعتاد اقامة الدروس فيه مكان للدرس بعد العصر وبعد المغرب وقد ساهم رحمه الله في نشر الوعي الديني وتعلم على يديه عدد كبير من ابناء المنطقة لسنوات عديدة حتى اقعدته بعض الامراض عن اداء هذه الرسالة الجليلة، وقد امتد تعليمه للكثير من مرتادي حلقاته الى سنوات طويلة واصبح له تلاميذ نجباء وابناء متخصصون ورعى حلقات تدريس القرآن الكريم والفقه والعقيدة والتفسير على مدار اعوام عديدة، جزاه الله خير الجزاء واصبغ عليه رحمته وغفرانه وتقبله في الصالحين والهم آله وذويه وابناءه ومحبيه الصبر والسلوان وكتب لهم المزيد من الاجر والثواب واحسن عاقبة الجميع انه سميع مجيب. ولقد كان سماحته من انجب طلبة سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله وكان يُدرِّس في مكان الشيخ محمد بن ابراهيم عند غيابه وزامل يرحمه الله الشيخان عبدالعزيز بن باز وعبدالله بن حميد رحمهما الله تعالى واسكنهما فسيح جناته وجزاهم جميعاً خالص الاجر والثواب على ما قدموا من جهد في نشر الدعوة وخدمتها. ولعلني بهذه المناسبة اطالب المديرية العامة للشئون البلدية والقروية بمنطقة عسير بتسمية احد الشوارع في مدينة ابها باسم سماحة الشيخ عبدالله بن يوسف الوابل تخليداً لذكراه وتقديراً لعطائه خلال سنوات طويلة في خدمة علوم القرآن. جبر الله مصيبة الجميع في هذا الخطب الفادح وعوض البكيرية في مصيبتها خيراً منها ويسر لمنطقة عسير خلفاً وعوضاً لهذا المصاب الجلل انه على ذلك قدير . ان فقدان سماحة الشيخ عبدالله الوابل رحمه الله لخطب جلل ومصاب فادح فقد خسر هذا الوطن لبنة كبيرة في الدعوة والعلوم ومجاهداً قضى حياته في نشر العلم والتفقه في الدين فجعل الله الكريم الجنة جزاء له ولامثاله من النجوم الزواهر في مجتمعنا المسلم واسبغ على ابنائه ومحبيه الصبر وكتب له جزيل الاجر والثواب على ما قدم انه سميع مجيب.
|
|
|
|
|