| مقـالات
قبس:
«العمل يتم ببطء، ولكن الحكاية تروى بحيوية» - حكمة عالمية -
عندما أفاجأ بنتاج قصصي للطفل لدينا اتساءل من المسؤول عن عدم وصول أطفالنا الى قصص هي من نتاج بيئتنا وليست استيرادا لقيم دخيلة علينا؟!
الأمر الذي بات واضحا في انكباب أطفالنا على قصص وشخصيات غير عربية.
هل يتحمل المسؤولية المؤلفون والمؤلفات أم دور التوزيع أم وسائل الإعلام؟
الحقيقة كلنا مسؤولون بشكل أو بآخر تجاه إبراز قصص الأطفال وتسجيع مؤلفي قصص الأطفال الذين اقتحموا - وهذه شجاعة - عالم الطفل بكتاباتهم.
بين يدي قصتان للأطفال هما «اصبع السوس» و«وداعا برجر» للأستاذة رجاء باحاذق وهي أستاذة جامعية في قسم رياض الأطفال بجامعة الملك سعود وهذا يعني أننا أمام موهبة أدبية تستند على خلفية تربوية.. وفي رأيي أن من يكتب قصص الأطفال لا بد أن يكون لديه قاعدة تربوية أو على الأقل مطلع على خبايا شخصية الأطفال ونموهم النفسي والعقلي.. أن تتحدث الى الطفل فأنت أمام امتحان صعب وفي مواجهة ذكاء فطري عظيم.
«اصبع السوس» قصة جميلة وتربوية عالجت فيها المؤلفة قضية مص الطفل لأصبعه وهي مشكلة شائعة تعاني منها كثير من الأمهات وتترك آثاراً نفسية وعضوية على الطفل.
فكرة معالجة المشكلة التي وردت في القصة بالنسبة لي جديدة وربما لم اقتنع بأن يكون علاجنا للمشكلة عن طريق اختلاقنا لمعلومة قد يفهم منها الطفل لجوءنا الى معلومات غير صحيحة وهذا ما فاجأتني به ابنتي )12 عاما( حين سألتها عن رأيها في القصة، ولكن يبدو أن المؤلفة قد طبقت فكرتها عمليا على عينة كبيرة من الأطفال ونجحت، إذن يمكن ان يكون الانطباع السلبي فقط لدى الأطفال الأكبر سنا حين يقرءون هذه القصة لذلك يمكن أن يحدد عمر الطفل القارئ على غلاف القصة مثلا، غير أن ذلك لا يقلل من قيمة القصة تربويا وهنا يتضح أهمية أن يدمج أدب الطفل مع التربية في معالجة سلوكيات الطفل.. ولذلك تستحق المؤلفة الإشادة بقصصها وجهودها لاهتمامها بمعالجة مشاكل الأطفال عن طريق تأليف قصص الأطفال وهو مجال صعب.
أما «وداعا برجر» فهي قصة فيها الشيء الكثير من استثمار الخيال ودمجه مع الواقع وكما يتضح من العنوان تركز على توعية الطفل غذائيا بتوضيح ضرر الوجبات السريعة وفائدة الغذاء الطبيعي.
في القصتين يتضح اهتمام المؤلفة بالناحية التربوية وحرصها على تقديم جرعة توعوية مبسطة للأطفال بالإضافة الى وجود ذائقة فنية تتضح في الأسلوب السهل الممتنع وجمال الألوان.
أصدقكم القول اني سعيدة بأن تؤلف امرأة مثقفة من بلادي قصصا لأطفالنا تناقش مشاكلنا معهم أو تحاكي أفكارهم وأحلامهم فقد مللنا رموز الشخصيات الغربية التي يلتصق بها أطفالنا ومللنا أن يقرأ أطفالنا أدباً لا يجيب على تساؤلاتهم.
نريد بالفعل أن نكثف جهودنا لاحتواء الكتابة للطفل وابتكار شخصيات كرتونية من صميم أفكارنا سيحبها الطفل لأنها تشبهه وتشبهنا.
شكرا للأستاذة رجاء فقد أشعرتني بالتفاؤل بمستقبل جميل لأدب الطفل.
|
|
|
|
|