| العالم اليوم
لم يعد إرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية استعمالاً للعنف زائداً عن الحد كما يسميه الأوربيون ولا عنفاً موازياً للعنف الفلسطيني كرد فعل، كما يحلو للأمريكيين تبريراً للأفعال الارهابية الإسرائيلية.
فالمنطق والتسمية الحقيقية لما تقوم به القوات الإسرائيلية إرهاب دولة منظم يستهدف ثلاثة أهداف لتحقيق نتيجة يسعى إليها كبير الارهابيين آرييل شارون كانت ولا تزال مطمح المتطرفين الإسرائيلين.
الهدف الأول القضاء على أسس اقامة الدولة الفلسطينية من خلال تدمير البنية التحتية للدولة المنتظرة ولأن أي دولة أو أي سلطة لا يمكن أن تقوم دون أن يكون لها وجود على الأرض، وهيبة لدى مواطنيها وهو ما تجسده القوى الأمنية من شرطة وأجهزة أمنية لضبط الحياة العامة وإشعار المواطنين بالأمن والاستقرار، إذ لا وجود لأي سلطة دون وجود أمني ولهذا فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تركز ضرباتها وتكثف اغتيالات رجال الشرطة حتى النيام منهم والبعيدين عن الاشتباكات.
الهدف الثاني : إشاعة الخوف والاحباط واليأس في جدوى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فمادام الجيش الإسرائيلي بطائراته وصواريخه ودباباته فضلاً عن قواته الخاصة وجنوده المدربين مادام أفراد هذا الجيش يقتل رجال الأمن الفلسطينيين ويغتال قادتهم ومسئولي التنظيمات الفلسطينية دون أن تعترض على ذلك الأسرة الدولية اعتراضاً جدياً، فكيف يستطيع المدنيون الذين لا يملكون سلاحاً مواجهة هذا الارهاب الحكومي؟
الهدف الثالث والذي يسعى شارون وعصبة الإرهاب الملتفة حوله الى تحقيقه بعد أن يتحقق الهدفان الأولان، هو فرض الاستسلام على الفلسطينيين واقامة كيان فلسطيني هزيل تحت الإدارة الإسرائيلية.
هذه الأهداف الإسرائيلية التي يسعى إلى تحقيقها آرييل شارون والتي يجري تنفيذها على الأرض لا تجد رفضا جديا حقيقيا من الأسرة الدولية وبالذات من دول القرار والاعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي، فقبل يومين فشل اعضاؤه الخمسة عشر في عقد اجتماع عاجل لبحث عمليات القتل والتدمير الإسرائيلية المتواصلة والتي زادت وتيرتها الأسبوع الماضي الذي شهد وحده مقتل قرابة العشرين فلسطينياً من بيهم طفلة رضيعة لا يتجاوز عمرها الشهور وصبي فلسطيني عمره عشر سنوات، ومع هذا فقد عارضت الولايات المتحدة الأمريكية عقد اجتماع مجلس الأمن، واعتراض واشنطن هذا يعد استفزازاً غير مقبول ليس للفلسطينيين والعرب والمسلمين فحسب بل للأسرة الدولية إذ يعد تجريداً لمجلس الأمن الدولي والأسرة الدولية من القيام بمسئولياتها لوقف المذابح التي يتعرض لها الفلسطينيون.
الاصرار الأمريكي على شل قدرة مجلس الأمن الدولي ومنع الأسرة الدولية من القيام بمسؤولياتها لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني جعل المراقبين يشيرون بأصابع الاتهام إلى الإدارة الأمريكية في مشاركتها ومساعدتها لعصابة شارون في تحقيق مسعاها لفرض الاستسلام على الفلسطينيين ويرون ان الذي يشجع الأمريكيين على لعب هذا الدور سلبية الدول العربية التي لم تستطع حكوماتها وضع حد لاستهانة واشنطن بالمشاعر العربية والإسلامية.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|