| وطن ومواطن
تأثرت كثيرا عندما قرأت بالصحف عن وفاة معلمتين واصابة اخريات بطريق الساحل في حافلة كانت متجهة الى مدرسة المجيرمة علما بأن هاتين المعلمتين لم يتعديا الثلاثين ربيعا. وتساءلت كثيرا عن ضمير الانسانية الغائب الاكبر عند تعيين المعلمات بوزارة الخدمة المدنية وبالرئاسة العامة لتعليم البنات. كما استغربت صمت الاقلام ولكنني اظن ان لا حياة لمن تنادي فلا اذن تسمع ولا عين تدمع لرحيل المعلمات ولا قلب يشفق على ذوي هؤلاء المعلمات.
كما تضمن خبر وفاة هاتين المعلمتين خبر وفاة ست معلمات بنفس الطريق الشهر الماضي.
وإنني اوجه سؤالا مهماً للرئاسة العامة لتعليم البنات وهو لماذا اشتراط شد الرحال للمعينات؟ ولماذا لا يشترط فرض مسافة معينة لا يتم تجاوزها كحد اقصى للمعينة ولكل فروع الرئاسة بالمناطق مثل فرض مسافة (100 كلم) كحد اقصى ابتداء من منزل المعينة حتى المدرسة لا يحق للرئاسة تجاوزها وفي حالة توجيه اي معلمة لاكثر من تلك المسافة فإن المساءلة بل والعقوبة تواجه من قام بالتوجيه.
الغريب ان المملكة تزخر بوجود (69) كلية تابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات وذلك خلاف الجامعات فهل عجزت هذه الارقام عن تأمين وظائف قريبة بلا مشكلات وبلا نزيف للارواح وحرق للقلوب والاعصاب لقد اصبحت الطرق الطويلة ذات علاقة حميمة مع دماء المعلمات.
اخيرا:
اتمنى ان تصحو الانسانية لدى المسؤولين عن التعيين والتوجيه للمساهمة في الحفاظ على طرقاتنا بعيداً عن الدماء البريئة.
نبيل محسن الظيريان
المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة نجران التدريب والابتعاث
|
|
|
|
|