| الريـاضيـة
جلس مجموعة من محبي النصر في جلسة مصارحة بعد انتهاء الموسم الرياضي، ودار نقاش حول فريقهم، تولى أحدهم تدوين ملاحظاتهم حول فريقهم الغائب عن البطولات! فكانت كالتالي:
1 القناعات التي تحكم مسيرة النادي لا تخضع للتغيير إلا بالبطيء، رغم تغير معطيات الزمن السريعة، ومن هنا يفتقد النصر مقارنة بمنافسيه الى التجديد في الأفكار والروح الشبابية المعاصرة.
2 خسران الفريق بين فترة وأخرى لاعباً، إما بالاعتزال، أو الهجران، أو بالاختلاف، وبهذا ترحل ثروة كروية كان من الممكن ان تسهم في دفع عجلة الفريق الى تحقيق البطولات.
3 ندرة تسجيل الموهوبين لعدم وجود الحافز، ظنا من إدارة النصر أن الانتماء كاف لأن يكون دافعا للتسجيل، ففضل المستجدون الذهاب لأندية أخرى لوجود عوامل الجذب المادي والإعلامي والتعامل المعاصر.
4 لافتقار الفريق المواهب الفعلية في السنوات الأخيرة، واكب هذا الجانب ضعف تأهيل الموجودين من (أنصاف اللاعبين) من قبل المدربين، فبقي اللاعب غير متطور (محلك راوح).
5 لأن الحالة لا تسمح إلا بالنتائج الوقتية، فالمدرب لا يتعامل إلا مع ما يعطى له من لاعبين، أي لا مجال للبحث واكتشاف الجديد إلا إذا وجد نفسه مضطرا وفي أضيق الظروف.
6 التعامل مع كرة القدم قائم على الأخذ والعطاء، وفي النصر يعطي اللاعب أكثر مما يأخذ، ومن هنا ظهرت الخلافات المالية مع اللاعبين المحليين وغير السعوديين، والأمثلة (عد واغلط).
7 وقوع الأقلام النصراوية منذ فترة ليست ببعيدة تحت خط عدم جدوى ما تكتبه، ولم يعد لها أثر وما بقي منها بقي محافظا على نفسه من سخط إدارة النصر، فقرر الكتابة المضادة، أي البحث في تاريخ الفريق المنافس والتشهير بعيوبه، تاركا عيوب فريقه، لذا استفاد المنافس وبقي فريقه على عيوبه.
8 خلق الأعذار وتكرارها بعد كل هزيمة، حتى تشبع الجمهور من اسطوانة (الحكم، الملعب، المسؤول، الإعلام، المندسين، الحاقدين) الى ما هنالك من مصطلحات نظرية المؤامرة، لتغطية الأسباب الداخلية للهزيمة وكأن الجمهور هو نفسه جمهور ملعب الصائغ!
9 عند الملاحظة التاسعة تذكر الجميع الرقم تسعة وصاحبه الشهير ماجد عبدالله ليقولوا إن ما جرى من نهاية مؤسفة لهذا اللاعب العملاق تؤكد ما هو أعلاه.
من الباب للنافذة
حكى الجلساء في استراحتهم عن ماضي النصر الذي كان مرهوب الجانب ثم أصبح فريقا تتقاذفه الهزائم ولم تعد الفرق الأخرى تهابه، وأشاروا الى أن فريقهم في السنوات القريبة الماضية ونتيجة لضعفه ارتفعت نسبة هزائمه فكانت هذه الظروف خير عون للفرق الأخرى للنيل منه، بل فرض هيمنتهم التكتيكية عليه، مؤكدين بأن دخول أنصاف اللاعبين من باب النادي بكل حفاوة وترحيب أدى الى خروج النجوم من النافذة! وتذكروا الماضي حين كان النصر شريان المنتخب من النجوم والأندية الأخرى من اللاعبين الفائض، أما الحاضر أصبح يعاني من النقص مما اضطره الأمر ولو من باب الاحتراف طلب العون والمساعدة من الفرق الأخرى والتي سارعت، تلك الفرق، للتخلص من لاعبيها غير المرغوب فيهم! ومع ذلك لم يسلم اللاعبون (المعونة) من الاختلاف والمشكلات مع النادي، لما وجدوا من اختلاف المعاملة والفكر الكروي غير المألوف كما لو كانوا في أنديتهم الأولى.
هاجسهم الهلال
أحد الجلساء وهو أكبرهم سناً وأكثرهم دراية بتاريخ ناديهم حكى لهم عن الهلال في منتصف الثمانينات الى منتصف التسعينيات الهجرية كان الهلال غائباً عن البطولات لأسباب عديدة لعل من بينها هم وهاجس النصر لدى الهلاليين والتفكير في كيفية هزيمته؟ لأنه الفريق الأقوى المرصع بأفضل اللاعبين في تلك الحقبة. الى أن جاء الأمير عبدالله بن سعد (يرحمه الله تعالى) وتولى إدارة الهلال في فترته الأولى مع بداية الاستعانة باللاعب غير السعودي في المرحلة الأولى، واستطاع بحكمته ووعيه وحسن إدارته كشاب متطلع للمستقبل وبكل الطموح، أن يغير المفاهيم الخاطئة والكوادر التي عفا عليها الزمن ليصنع من الهلال فريقا لا هم له إلا حصد البطولات وهاجسه منصات الذهب، فكان له ومن معه من المخلصين ما أرادوا ليصبح الهلال هلالا في سماء البطولات محاطا بالنجوم حتى اليوم، وقال الكبير الخبير فيهم إن الطاولة قد انقلبت اليوم عند الإدارة النصراوية التي أصبحت منذ سنوات لاهم لها وهاجسها إلا الهلال وهزيمته بل زادوا على ذلك التقليل من شأنه وخلق العيوب والشك في انتصاراته، كل ذلك لتغطية اخفاقات النصر أمام جمهوره.
البدائل الممكنة
إن المشكلات التي واجهها النصر كثيرة جدا، ولن يكون من الصواب تجاهلها، والأيام القادمة لا بد أن تكون دعوة للتفكير، والتفكير لا بد أن يكون مربوطا بالعمل فالتفكير بلا عمل لا يكفي، وأهم ما تفعله الأسرة النصراوية هو التغيير في القناعات والأفكار والكوادر القديمة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) سورة الرعد الآية 11 فالادارة الناجحة تقود المركبة الصفراء الى معرفة الخطوات الناجعة لمواجهة مثل تلك المشكلات والمستجدات ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1 النظر الى التسع الملاحظات السالفة لعل فيها ما يفيد.
2 اتباع اسلوب إيجاد البدائل السريعة لكثير من عناصر الفريق التي أثبتت عدم جدواها.
3 دعوةعاجلة لاختيار أعضاء شرف بحيث تعطى لهم الصلاحيات على أساس قوي يجني من ورائهم النادي الفوائد المرجوة.
4 الأخذ برأي بعض الكفاءات من ذوي الخبرة والمعرفة والعلم والإخلاص في العمل والمقدرة، الذين التصقوا بالنادي سواء كانوا أعضاء شرف أو إدارة أو لاعبين للتوصل الى الحلول ثم النتائج الإيجابية (وشاورهم في الأمر) آل عمران 159 ولتكن الإدارة ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه.
5 إنشاء مدرسة كروية للأشبال والناشئين مع إيجاد الحوافز التشجيعية عند التسجيل تحت إشراف كوادر مؤهلة علميا وإفساح المجال لكل المواهب دون تدخل مزاجية التحديد!
الوقوف للحقيقة
في ختام الجلسة اتفق محبو النصر على أن فريقهم أصبح يلعب في النهائي واقفا بعد الهزيمة متفرجا على البطل وهو يخطف الكأس من بين أيديهم بسبب أقدامهم المشلولة التي لا تقوى على حمل أجسامها فكيف بكؤوس الذهب، ولأنها لا تعرف الأخذ والعطاء مع الكرة بحركة سليمة، وإن أفضل الدفاع عن النصر هو الحقيقة.
|
|
|
|
|