| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة.. بعد التحية:
قرأت رد فعل الكاتبة نجلاء السويل في زاوية «ترانيم صحفية» بالعدد 10444 في 9/2/1422ه حول ما سبق ان عقبت على مقالتها السابقة المعنونة ب«معلمون أطاحوا بأدوارهم» وبحكم انني احد العاملين في المجال التربوي كان لزاما علي ان افصح وأكاشف الكاتبة عن معلوماتها المغلوطة والتي لا تستند على مصدر أو مرجع أو بحث يؤكد تلك المعلومات التي أوردتها.
ولعل من الأسباب التي جعلت معلوماتها مغلوطة تلك العبارة عندما قالت بالفم المليان «ان عددا هائلا« وهي عبارة مثل قذيفة هاون اطلقت من منصة زاويتها الأسبوعية باتهام فحواه: انعدام الضمير عند غالبية المعلمين، ولذا اطرح سؤالا على الكاتبة: ما ظنك لو قلت ان عددا هائلاً من الكاتبات فاشلات؟! ألا يعتبر تجنياً تجاهكن؟.
ثم تواصل الكاتبة اصرارها في ردها الأخير والتي تتأسف لأنني من منبر تعليمي بررت فشل المعلمين في صفوفهم بأنظمة الوزارة، أقول: يا أخت: الفشل وارد سواء من وزارة المعارف أو وزارات أخرى لأن الأنظمة والتعليمات تُسنُّ من قبل بشر معرضين للصواب والخطأ وأنت حمَّلت المعلمين اخطاء الوزارة التي منعت جميع وسائل العقاب حتى درجتي السلوك والمواظبة.
أما قولك انني مازلت اعيش عصر الكتاتيب فأقول حسبك.. ما هو العيب في ذلك العصر الذي خرّج قادة وعلماء وأطباء؟ والأمم الشعوب تفتخر وتعتز بموروثها الثقافي ويكفينا فخرا ان عصر الكتاتيب كان له حضور مميز في مهرجانات الجنادرية التي تقام سنويا ويحظى باقبال جمالي منقطع النظير وهذا يفند نظرتك تجاه ذلك العصر.
ثم ذكرتِ أنني أنظر إلى أداء الطالب ايجابيا مقابل الضرب والعنف ونزع الدرجات والتهديد والوعيد اقول نحن الذين بالميدان ونحن الأقرب ونحن الأعرف بما يصلح ويقوّم سلوك الطالب سواء كان تربوياً أو تعليميا وهذا لا يفهم منه التعميم على جميع الطلاب ولكن فئة لم تُجْدِ معها وسائل الاصلاح من النصح والتوجيه والوعظ إذاً ما هو الحل من وجهة نظرك يا اخت نجلاء هل تظنين ان المعلم يملك عصا سحرية؟ متى سمعنا وقرأنا وشاهدنا طلابا يعتدون على معلميهم بطريقة تشبه العصابات تجوب افنية المدرسة لتثير الرعب داخلها وتفقدها قيمتها، هل حدث ذلك لما انعدم الضمير أم لما انعدمت وسائل العقاب؟! والسبب واضح وضوح النهار: لما مُنعت وسائل الحزم والشدة والعقاب لذا أمنوا هذا الجانب فأساءوا الأدب، ولست وحدي الذي ينادي بمبدأ الشدة والغلظة ولكن اقرئي هذه القصة الموجهة من هارون الرشيد لمعلم ولده محمد الأمين فقال له: ان امير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه وثمرة قلبه، فصير يدك عليه مبسوطة وطاعته لك واجبة، فكن له حيث وضعك أمير المؤمنين، أقرِئه القرآن وعرّفه الاخبار وروّه الاشعار وعلمه السنن، وبصّره بمواقع الكلام وبدئه، وامنعه من الضحك إلا في أوقاته وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه، ورفع مجالس القواد إذا حضروا مجلسه ولا تُمرّن بك ساعة إلا وانت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير ان تحزنه فتميت ذهنه، ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه وقوّمه ما استطعت بالقرب والملاينة، فإن أباهما فعليك بالشدة والغلظة».
كما أحيل الكاتبة إلى التحقيقات التي اجرتها جريدة الجزيرة بالعدد 10427 في 22/1/1422ه المعنونة ب«افقدوا المعلم هيبته فضربه الطلاب» حيث سلط الضوء على هذه الظاهرة الغريبة والتي عرضت على عدد من أساتذة الجامعات وكتاب ومعلمو المدارس الذين اكدوا ان منع وسائل العقاب من الأسباب الرئيسية لانتشار هذه الظاهرة، أما قولك ان اسلوبي هذا جعل مئات من أمثالي يُنفّرون الطلاب من مدارسهم فقد اتضح لي من عبارتك الاخيرة ان معلوماتك قديمة جدا بأننا مازلنا نستخدم جميع وسائل العقاب ولذا احيلك إلى وزارة المعارف لتزويدك بالأنظمة والتعليمات الخاصة بعملية العقاب حتى تكوني على بصيرة.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
إدارة تعليم البنين بحائل
|
|
|
|
|