| عزيزتـي الجزيرة
إننا قد تعودنا منذ زمن أن نرى قصور الأفراح بل ونشيدها بل نفرح إذا أقبلنا عليها ودخلنا فيها.. وحين نراها من بعيد تضيء أعماقنا كما أضاء القصر بقناديله.. وقد علمنا بلا جدل أنه لم يدخل أحد هذه القصور إلا من قد تعلم الأحزان ذوقاً وعلماً وتطبيقاً.. ولكنها سنة ابتدعها الأقدمون..!!
أين قصور الأحزان المشيدة في القلوب تشيد في المباني، فإن الناس أفواج ينتظرون الدخول فيها؛.. وحتى البهائم والحيوان تحوم حول تلك القصور لتسعد بأكل باقي طعام الأحزان وذائقيه.. نحن في قصور الأحزان كل انسان يتشرف بالدخول يدخل لوحده ويجلس بمفرده، ثم لا يحب الخروج من القصر من دخله، هنا كل امرأة لوحدها لكنها مع نفسها، وكل رجل بمفرده لكنه مع ضميره، وهنا خذ ما تريد، وكل ما تريد، واشرب ما تريد، فكل شيء بدمعة، حتى الدمعات توزع هنا بالمجان، وقد تبرع بكل ذلك أحد الأغنياء المحزونين الذي قاوم حتى يبرهن أن الأغنياء هم الأشقياء، فكان من الذلة تلك القصور المشيدة ثمار دموعه وأحزانه واستغل نفوذه على الملأ فرفع صوته قائلا:«الفقر قشور تغطي فواكه السعادة، والقلب بويتات لا يحسن بناءها إلا السعداء».
سليمان بن محمد السعوي
القصيم بريدة
|
|
|
|
|