| محليــات
* الرياض عبدالعزيز الثميري:
انتقل إلى رحمة الله تعالى الشاب عبدالله بن محمد بن عبدالله العضيب إثر تعرضه لصاعقة جوية حدثت له وهو يستخدم هاتفه الجوال، وقد وقع الحادث بقرب منزل الفقيد بحي المنار شرق مدينة الرياض في يوم الثلاثاء السابع من الشهر الجاري وتم نقله فوراً إلى مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني حيث مكث حوالي خمسة عشر يوماً بالعناية المركزة بالمستشفى إلى ان اسلم الروح لبارئها يوم الأربعاء الماضي. وتعتبر هذه الحالة من الحالات النادر وقوعها في العالم.
ورغبة منا في اطلاع القراء على تفاصيل الحادث قمنا بزيارة لمنزل الفقيد حيث التقينا باثنين من اشقائه قدما لنا شرحاً لما حدث.
في البداية تحدث لنا السيد سليمان العضيب موضحا ان شقيقه رحمه الله يبلغ من العر ستة وثلاثين عاما ولديه خمسة أولاد وابنتان وقد رزق بمولود قبل أربعة أشهر وهو يعمل مسؤول فني بمجلة الجندي المسلم بوزارة الدفاع والطيران.
وتفاصيل ما حدث له انه كان خارجاً من المسجد بعد أداء صلاة المغرب وكان يسير متجها إلى منزله في منطقة مكشوفة وربما انه كان يستخدم هاتفه الجوال في اتصال هاتفي وعندما ضربته الصاعقة سقط على الأرض وقام اثنان من أهل الحي جزاهم الله خيراً بنقله إلى المستشفى ووصل إلى هناك بعد حوالي عشرين دقيقة من إصابته، وفي الطريق كما ذكر لنا من كانوا معه انه لفظ التشهد قبل توقف نبضات قلبه وتنفسه وعندما وصل إلى المستشفى أدخل إلى قسم الطوارئ حيث عاد قلبه إلى النبض واستعاد المقدرة على التنفس ولكن تأثير الصاعقة عليه كان واضحاً لأنه سقط على وجهه مما سبب له كسرا للرأس ونزيفاً للدم وكان واضحاً أثر النزيف في المنطقة التي وقع فيها.
وقد سألنا عن قوة الصاعقة التي ضربته واتضح لنا انها تتراوح بين 000 .30 إلى 000 .35 فولت، وهي بلاشك قوية جدا، حتى انها من شدة قوتها أصابت أحد العمال والذي كان متواجداً بنفس الموقع بحالة اغماء من شدة تأثير قوة الصاعقة، وقد استعاد وعيه في الحال.
ويضيف الاستاذ سليمان العضيب ان مما حز في نفوسنا كثيرا هو عندما طلب منا الأطباء الاستشاريون في المستشفى قبل وفاة الفقيد بعشرة أيام ايقاف تشغيل الأجهزة عليه باعتبار انه متوفى دماغياً وحالته ميؤوس منها، وايقاف تشغيل هذه الأجهزة يعني وفاة اخينا فورا وهذا ما رفضناه رفضاً قاطعاً فلا يأس من رحمة الله.أما الاستاذ صالح العضيب شقيق الفقيد فذكر ان الفقيد رحمه الله كان معروفاً بحرصه على العبادة وطاعة الله عز وجل، ولم يعرف عنه أي تقصير في أي شأن من شؤون الدين والدنيا، ودليل ذلك انه بعد وفاته وأثناء قيامنا بتغسيله كان اصبعه السبابة في يده اليمنى مرتفعاً ويبدو وكأنه يتشهد وقد حاولنا ثني الاصبع ولكنه ظل مرتفعاً وكان أيضاً لحظة وفاته مبتسم الوجه مما يدل على قوة إيمانه رحمه الله وكان معروفاً
بهدوئه واتزانه وحسن تعامله مع الناس مما جعله محبوبا من الجميع وهذا شيء لمسناه بعد اصابته من خلال اهتمام الناس وسؤالهم عنه.
وقد وجه الأخ صالح العضيب نصيحة إلى الجميع بضرورة اخذ الحذر عند حدوث الصواعق وتجنب استخدام الهاتف الجوال أثناء حدوثها، والابتعاد عن الأماكن المكشوفة ففي هذا بمشيئة الله تجنب لأخطار الصواعق.
«الجزيرة» تلتقي د. العيناني
ثم التقينا بالدكتور مصطفى محمد العيناني استشاري العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بالحرس الوطني بمدينة الرياض والمشرف على علاج المتوفى اثناء تنويمه بالمستشفى حيث أوضح لنا ان المتوفى رحمه الله كان يستخدم الهاتف الجوال في اتصال هاتفي وأثناء مرور احدى الصواعق جذب جهاز الجوال تيار الصاعقة لتنفذ مع أذنه اليمنى مخترقة الشق الأيمن من جسده لتخرج مع أسفل قدمه اليمنى، وكان واضحاً وجود خط احمر عبارة عن حروق من الدرجة الثانية بدأت من الأذن وانتهت اسفل القدم.
وعندما دخل تيار الصاعقة في جسد المتوفي احدث تلفا في الخلايا الدماغية اثرت على القلب مما أصاب نبضات القلب بالتوقف كما حدث أيضاً توقف في التنفس إضافة إلى ذلك حدث نقص للاوكسجين في الدماغ لسوء حظ المتوفى.وعندما وصل المريض لقسم الطوارئ في المستشفى تم اسعافه بشكل مباشر وتمكنا بفضل الله ثم لوجود اجهزة طبية متطورة في المستشفى من القيام بمساعدة لجميع أعضاء الجسم المريض حتى تعمل بشكل سليم، ونتيجة لذلك حدث تحسن في نبضات القلب وتحسن في الدورة الدموية وجزء من أعضاء الجسم قامت بعملها جيدا، ولكن الإصابة التي حدثت لرأس المريض كانت إصابة قاتلة مما أدى إلى وفاته دماغيا وهو الأمر الذي حدث له منذ دخوله المستشفى، وقد قمنا بفحوصات سريرية متكررة وصور للدماغ حتى نتأكد من وجود عمل للدماغ ولكن ارادة الله كانت قبل كل شيء.وحول خطورة الصواعق وعلاقتها بالهواتف الجوالة يوضح الدكتور عيناني ان اصابة الصاعقة تشابه إصابة التيار الكهربائي وعندما تضرب الصاعقة يكون التيار شديداً جدا ويقدر بملايين الفولتات. والهواتف الجوالة تسهل عملية انتقال التيار الكهربائي بشكل سريع فيجذب الصاعقة إليه، وجسم الإنسان مكون من خلايا ناقلة للكهرباء كخلايا الدماغ والأنسجة الدموية، وعندما يكون الإنسان ممسكاً بالهاتف الجوال في مكان مكشوف فمن الممكن ان ينتقل تيار الصاعقة إلى جسمه، والتيار الكهربائي او تيار الصاعقة عندما يسير في جسم الإنسان وبالتحديد في العضلات يتحول من طاقة كهربائية إلى طاقة حرارية والحرارة تتسبب في تلف الأنسجة التي تمر من خلالها.ويضيف الدكتور مصطفى عيناني ان هذه الحالة تعتبر الثانية على مستوى العالم، فالمراجع الطبية تشير إلى ان هذه الحالات غير مسجلة إلا مرة واحدة فقط.
|
|
|
|
|