قلبٌ بفيضِ تباريحِ الهوى يجبُ
أيرتجى منه إلا الهمٌ والتعبُ؟
وبين جنبيَّ هذا القلب مضرمةٌ
شجونهُ وخريفُ العمرِ يقتربُ
شممتُ من نَسماتِ الحبِّ أروعَها
دهراً وأثملني من كأسه حببُ
وعِشتُ يُطرِبُ قولُ الغيدِ عاطفتي
لو أنَّ أحلَى كلامٍ قُلْنَهُ كذِبُ
لا تسأل الخافقَ المفتُونَ هل بَقِيتْ
شِغَافُه دونَ أَنْ ينتابُها العطبُ
َسلِ الخَرابِيشَ عن أسَرارِ فتْنَتِهَا
إذْ كان قلبُ عرارٍ نحوها يَثِبُ(1)
لَكِن ما نالَ بَصْرِياً على كِبَرٍ
قَدْ نالنِي وَبَياضُ المِفْرَق السَّببُ(2)
دَعْنِي وذا فَالأَمانيْ حلَّ مَوْكِبها
وطَابَ في المْلُتَقى للوافدِ الأربُ
أَتيَتْ أَحْمِلُ مِن نجدٍ أصَالتَها
رفاقيَ الشيحُ والقَيْصُوم والرطبُ
وطَائِف من صَبا أذْكَتْ نَسائِمَهُ
غَمَامة بالشذا الفوَّاحِ تنْسَكبُ
ورَوْعةُ من مغانٍ فوقَ تُربَتِها
تَدفَّق الحرفُ شِعراً وازدَهىَ الأدبُ
وجئْتُ استنطقُ التَّاريخَ في َسلَعٍ
وكلُّ ما دوَّنتْ بَتْراؤُها عَجَبُ(3)
وأجْتِلي في ثَرَى الْيَرْمُوكِ مَلْحمةً
كَتَائِبُ النَّصْر فِيهَا سادةٌ عَرَبُ
بَاعُوا لنُصْرَة دِينِ اللَّهِ أَنْفُسَهم
وبالتَّيَقُنَ من تمكِينهِ اعتَصبٌوا
وابْنُ الوليدِ إذا ما كَرَّ مقتَحِماً
صُفوفَ قيصرَ فرَّ الجحفلُ اللَّجِبُ
أُولَئِكَ القومُ فَخْري.. عزتي.. حَسَبِي
نِعْم الفخارُ ونِعْم العِزُّ والحَسَبُ
وجِئْتُ ألْثُمُ من عمَّانَ مَبْسَمَها
إذِ شَاقَنِي من رُؤَاها ثوبُها القَشِبُ
تِلالُها السَّبْعةُ استولتْ على خَلدَي
فَرَاحَ يَتْلو لِسَاني بعضَ مايَجِبُ