| مقـالات
** تستعذب شرائح المجتمع الحديث عن المعلمات وعن كونهن نساء انفتحت لهن بوابة الرزق على حين غرة.. فهن درسن ودرسن وفجأة وجدن حقائبهن تحشى بالآلاف بعد كل أربعة أسابيع.. وهن إزاء هذا المال المفاجئ الذي ظل يتراكم في البنوك ثم تحول إلى العقار والأراضي ودين السيارات وتقسيط البناء.. تحولن إلى جهات اقتصادية متحركة لا تنتهي من مشروع إلا وتدخل في الآخر.. وهذه الجهات التي هي «المعلمات» لديها قدرة تعاضدية فالجمعيات النقدية وجدولتها وروح التعاطف بين شريحة المعلمات تحمل مشاريع كثيرة قابلة للنجاح في ظل النخوة الكبيرة التي تنميها وتطورها «غرفة المعلمات» في كل مدرسة فإذا أرادت معلمة ترميم بيتها هبت المعلمات إلى جمعية وجعلت صاحبة رغبة الترميم الأولى ومن أرادت شراء أرض أو شراء سيارة أو إعادة تأثيث منزلها لاستقبال الضيوف في «أربعين» ولادتها.. أو إذا أرادت واحدة منهن افتتاح مشغل فيهب الجميع للتعاون والتعاضد.. وتحولت المعلمات في مجتمعنا بجهدهن ودأبهن إلى مدورات للاقتصاد يأخذن الراتب ويشتغلن به ويستثمرن في العقار والسيارات ويحققن الأحلام الجميلة للأسر التي هن جزء منها فيفزعن للأخ حين يتزوج والآخر حين يبني والثالث حين يشتري سيارة وربما يسددن ديوناً سابقة للاخوان والأزواج كل هذا مقبول لأن المرأة جزء مشارك في العملية الاقتصادية.. فهي تعمل.. وهي سعودية.. ومالها سيذهب ويجيء ويتحرك داخل مدار الاقتصاد الوطني.. وهي هنا تحتاج فقط إلى تثقيف اقتصادي وجرعات بسيطة من الوعي الاستثماري لكي تؤدي دورها مكتملاً وإيجابياً. فكثيرات منهن يجهلن كيف يكن قويات اقتصادياً دون أن يكُن بخيلات مقترات اجتماعياً. ويحتاج الرجل إلى تنمية شعور مغاير للشعور الذي تكون في دخيلته بأن المرأة كائن تابع حتى في مسائل الاقتصاد التي تخصها ومردود العمل الذي تتعب فيه وتشقى.. وثقافة الأسرة هي التي تسهم دون أن تدري بإعطاء شعور بحق الذكور فقط دون الاناث وان المال الذي في يد المرأة هو حق مشاع للجميع.. بينما مال الرجل هو ملكية خاصة له فقط.. هذا الشعور ينمو مع الرجل حتى إذا تزوج تملكه الشعور بالملكية وتظهر فداحة هذا الشعور حين تكون الزوجة غير قادرة على الشعور بالأمان إثر تنشئة أسرية مضادة تنمي فيها الشعور بعدم الثقة بالرجل/ الزوج وانه معك طالما أنت بصحتك وعافيتك وشبابك وبهائك وحين تأفل هذه الأشياء فسيغادرك إلى غيرك ويستمتع بما جمعته معه من مال وما بنيته معه من أحلام ولكن ليس معك بل مع زوجة أخرى شابة متعافية. هذه الإيحاءات جعلت خلافاً وشرخاً ينشأ في كثير من البيوت الجديدة حول المال.. وشقاقات عدة.. ظهرت في الأسر الجديدة التي اتخذت مناحي اقتصادية تعتمد على محورين يمثلهما كل من الرجل والمرأة إذ اختلف الأمر فلم يعد الأمر الاقتصادي للأسرة مرهوناً بمداخيل الرجل ولم تعد المرأة ذات دور استقبالي أو عبئاً انفاقياً كما هو السابق بل هي دخلت في الشراكة الاقتصادية وحتى لا تصبح مقولة «قدر الشراكة ما يفوح» يلزم أن نبين ما يدور في بيوتنا الجديدة وهذا حديث ما بعد غد.
Fatmaalotaibi@ayna.com
ص.ب 26659 الرياض 11496
|
|
|
|
|