| عزيزتـي الجزيرة
لقد توفي الشيخ العالم الزاهد صاحب المصنفات ذات الرقائق والوعظ /عبد العزيز بن محمد بن عبدالرحمن السلمان رحمه الله يوم الاحد 19/2/1422ه ولا شك أن فقده مصاب عظيم، والشيخ عرف بمصنفاته التي تبلغ العشرين كتابا ما بين رسائل ومجلدات ولقد عُرف واشتهر رحمه الله بكتابه موارد الظمآن لدروس الزمان الذي يبلغ الستة الأجزاء ولقد عرفه جل من درس في المعهد العلمي بالرياض من عام 1370ه حتى 1404ه، ومع ما عرف عنه فقد كتب عنه ابنه الشيخ عبدالحميد ترجمة مختصرة في مذكرة لعله يطبعها سماها )فتح المنان بترجمة الشيخ عبدالعزيز السلمان(، وبما أني كنت أذهب لشيخنا أحياناً لأسأله وأستفيد منه، فقد تبيَّن لي بعض الشيء عنه وعن كتبه مما لم يذكره ابنه الشيخ عبدالحميد وهي على مايلي:
إنه صاحب، عبادة، وتقوى، وورع، وزهد ونصح للغير، وفيه من الغيرة على محارم الله ما يعرفه من كان قريبا منه، ولما كبر ولم يستطع الذهاب إلى المسجد في أوقات الفروض الخمسة، فقد كان لا يترك الجمعة، بل كان يذهب إليها، ومن حرصه أيضا على سماع الأذان فقد مدَّ سلكا موصولا بسماعة من المسجد إلى بيته، كما أنه حدثني مرة أنه يختم القرآن كل يومين، وذلك لما سألته عن مدى مراجعته للقرآن.
الشيخ فيه من الدعابة والسهولة والسماحة ما يشهد به المدرسون والتلاميذ الذين كانوا معه في المعهد العلمي، ولقد كان يستقبل في منزله بعض التلاميذ والزوار أحياناً إن لم يكن الغالب بعد صلاة المغرب، كما أنه كان يرد على الاستفسارات في الهاتف، وقلما يخلو مجلسه من الحديث عن شيخه الشيخ عبدالرحمن السعدي، إذ له مواقف حسنة مع الشيخ من ذلك أن ابن سعدي ولاه التدريس في مدرسة بعنيزة عام 1368ه )انظر الأجوبة النافعة عن الأسئلة الواقعة لابن عقيل(.
لقد كان للشيخ سهم في التأليف في فن العقيدة والفقه والوعظ، والشيخ ممن يقرض الشعر وبكثرة، وقد تميز أسلوبه في كتبه بالسهولة والوعظ وانكار بعض المنكرات التي تساهل فيها البعض من الناس، كما أنه له بعض الاختيارات والترجيحات في كتبه الفقهية، هذا وإن مما يحسن التنبيه له أن لي دراسة عن كتب الشيخ وفهرسة كاملة لكتبه رحمه الله ذلك لأن جلها لم يفهرسه الشيخ، ولما سألته عن ذلك قال حتى يُقرأ الكتاب كله!!
خالد بن علي الحيان
عضو دعوة في القوات البحرية بالرياض
|
|
|
|
|